رحيل عمر الشريف بعد ستة عقود من العطاء الفني

توفي اليوم (الجمعة) الممثل المصري عمر الشريف عن عمر يناهز 83 سنة، نتيجة أزمة قلبية، بعد ستة عقود من العطاء الفني.
وقال وكيل اعمال الممثل الراحل من لندن ستيف كينيس: "توفي (عمر الشريف) بعد ظهر اليوم نتيجة أزمة قلبية في القاهرة. كان نقل إلى مستشفى متخصص في معالجة المرضى المصابين بالزهايمر".
ولد ميشيل ديمتري شلهوب (عمر الشريف) في 10 نيسان (أبريل) 1932 في الإسكندرية لأسرة كاثوليكية، وكان والده تاجر أخشاب، ولطالما أراد أن يعمل ابنه في هذه المهنة إلا أن ميشيل الصغير كان شغوفآ بالتمثيل الذي بدأه على خشبة مسرح فيكتوريا كوليدج التي كان يدرس بها.
وكان ميشيل زميلاً للمخرج العالمي يوسف شاهين في كلية فيكتوريا بالإسكندرية. عشق المسرح المدرسي، وقدم العديد من تجاربه، وعمره لم يتجاوز ال 12 ربيعاً.
كانت بدايته في السينما عندما قدمه يوسف شاهين في دور البطولة أمام فاتن حمامة في فيلم صراع في الوادي الذي لقي الكثير من الجماهيرية.
وشارك الشريف الذي يعتبره سينمائيون من ألمع النجوم في تاريخ السينما المصرية في بطولة أفلام تعد الآن من الكلاسيكيات منها بداية ونهاية وصراع في النيل وفي بيتنا رجل وإحنا التلامذة.
وفى العام 1955 تزوج عمر الشريف من فاتن حمامة التي أنجبت له طارق. وجمعت أفلام عدة بين عمر الشريف وفاتن حمامة أبرزها:
1 - صراع في الوادي (1954)
2- أيامنا الحلوة (1955)
3- صراع في الميناء (1956)
4- لا أنام (1957)
5- سيدة القصر (1958)
6- نهر الحب (1961)
بداية عالميته
شق الممثل المصري عمرالشريف طريقه من المحلية إلى هوليوود حتى أصبح من أبرز النجوم العرب الذين حققوا شهرة عالمية بلغت ذروتها في فيلمي "دكتور جيفاغو" و"لورانس العرب" وقدم على مدى نحو ستة عقود مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية البارزة حتى وفاته اليوم.
كان الفيلم المصري (المماليك) الذي عرض العام 1965 آخر أعمال الشريف قبل أن يغادر بلاده. وكانت بدايته القوية في السينما الأميركية في العام 1962 حين اختاره المخرج البريطاني ديفيد لين لآداء دور الشريف علي في فيلم "لورانس العرب" أمام ممثلين يحظون بشهرة عالمية في مقدمتهم البريطاني بيتر أوتول والأميركي أنتوني كوين، والذي كوفىء عنه بجائزة "غولدن غلوب" عن فئة افضل ممثل ثانوي، وبعد هذا الفيلم شارك الشريف في عدد من الأفلام الإيطالية والفرنسية، لكن مشاركته في السينما الأميركية كانت الأكثر غزارة وبروزاً ومنها "دكتور جيفاغو" و"فتاة مرحة" و"سقوط الإمبراطورية الرومانية" و"تشي" الذي يحكي عن الزعيم الأرجنتيني الأشهر تشي جيفارا الذي شارك في الثورة الكوبية.
جسد ايضاً الشريف شخصيات مثل جنكيزخان والقيصر نقولا الثاني والكابتن نيمو وظهر في "مايرلينغ" (1968) لتيرينس يونغ و"فاني غيرل" لوليام وايلر الى جانب باربرا سترايسند (1968) و"تشي" لريتشارد فلايشر (1969).
وفي هوليوود، قرر الانفصال عن زوجته لأنه كان "محاطاً بنساء جميلات ومقتنعاً بأنني سأقع يوماً في غرام نجمة. لذا، لم ارد اذلالها او منعها من اعادة صنع حياتها".
وعاد الشريف للسينما المصرية في عام 1984 بفيلم أيوب المأخوذ عن إحدى قصص الروائي نجيب محفوظ. كما قام ببطولة فيلم الأراجوز في العام 1989، إضافة إلى مشاركته في فيلمي المواطن مصري (1991) وضحك ولعب وجد وحب (1993) وحسن ومرقص (2008) مع الممثل المصري عادل إمام والمسافر (2009) مع خالد النبوي.
كما قدم مسلسل حنان وحنين (2007) والذي شاركه بطولته نسرين إمام وسوسن بدر ومادلين طبر وأحمد عزمي.
لكن خلال هذه الفترة لم تنقطع علاقته بالسينما الأميركية إذ شارك في العام 1999 في فيلم "المحارب 13" الذي قام ببطولته الممثل الأميركي- الإسباني أنطونيو بانديراس. كما قام في العام 2003 ببطولة الفيلم الفرنسي "السيد إبراهيم وزهور القرآن" وفاز عن دوره بجائزة أحسن ممثل وجائزة سيزار الفرنسية في شباط (فبراير) 2004.