يتيح مهرجان "السينما المستعادة" (إل تشينما ريتروفاتو) الذي أطلق فعالياته أمس (السبت) في بولونيا وسط إيطاليا، لمحبي الأعمال السينمائية مشاهدة أو إعادة مشاهدة أكثر من 400 فيلم خلال ثمانية أيام، من بينها نسخ عدة مرممة وأخرى تعرض للمرة الأولى. وعُرض للمرة الأولى خلال حفل الافتتاح فيلم "الأيدي القذرة" للمخرج آكي كاوريسماكي المقتبس من مسرحية جان بول سارتر التي تحمل الاسم عينه. وسيخصص المهرجان بعد تكريم تشارلي تشابلن، جزءاً من فعالياته لعبقري آخر في مجال السينما الصامتة وهو باستر كيتن مع عرض عملين له في الثاني من تموز (يوليو)، هما الفيلم القصير "وان ويك" الذي أخرج في العام 1920 و"شيرلوك جونيور" الذي صور في العام 1924. ويندرج هذان العرضان في سياق مشروع ترميم، وكل أعمال كيتون قيد الإجراء في مختبر "ليماغينه ريتروفاتا" في بولونيا. وستجتمع الممثلة إيزابيلا روسيليني بالجمهور في الأول من تموز (يوليو) المقبل، على هامش العرض المجاني في الهواء الطلق لفيلم "كازابلانكا" لمايكل كورتيز الذي فتح أبواب الشهرة العالمية لوالدتها إنغريد بيرغمان. وسيقدم فيلم "روكو وأشقاؤه" للوكينو فيسكونتي الذي عرضت نسخته المرممة خلال مهرجان "كان" السينمائي. وبمناسبة الذكرى المئوية الأولى ل "الإبادة الأرمنية" في العام 1915، يقدم المهرجان مجموعة نادرة من المشاهد المؤثرة للاجئين أرمن التقطت بين العامين 1919 و1923، وأطلقت تحت عنوان "أرمينيا مهد الإنسانية". ويُنظم مهرجان "السينما المستعادة" كل سنة بمبادرة من هيئة ترميم الأفلام في بولونيا (تشينيتيكا دي بولونيا)، فيما يعمل حوالى 10 أشخاص على ترميم اللفائف الأصلية للأفلام التي تأتيهم من جميع أنحاء العالم. وصرح مدير هيئة المحفوظات جانلوكا فارينيلي أن "ما يميزنا ليس أننا نستخدم تقنيات ريادية فحسب، بل كذلك طريقة عملنا المتميزة". مشيراً إلى أن "ترميم الفيلم يتطلب تعمقاً في التاريخ والتقنيات". وقال مدير مختبر "ليماغينه ريتروفاتا" دافيديه بوتسي إن "الأفلام بمثابة ملفات معلوماتية وسخة، كما لو أنها كانت نسخاً مصورة". ويُتوقَّع أن تكلف العملية برمتها ما بين 60 ألفاً و 200 ألف يورو حسب وضع النسخة الأصلية.