أعلن أعضاء في مجلس محافظة نينوى أن القوات الجاري تحضيرها لمعركة استعادة الموصل غير قادرة على مواجهة «داعش بسبب ضعف التسليح»، وأكدوا أن سقوط الرمادي «شكل صدمة وأحبط المعنويات». وأنشئت قرب أربيل معسكرات لتدريب فصائل مسلحة تضم آلاف أفراد الشرطة السابقين، والمتطوعين في قوة تعرف ب «الحشد الوطني»، لإطلاق عملية «تحرير الموصل». وقال رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي والمتابعة في المجلس خلف حديد ل «الحياة» إن «سقوط الرمادي شكل صدمة للجميع، والوقع الأكبر كان على نينوى كحكومة محلية ومجتمع وسط تراجع المعنويات، وكانت الآمال معقودة على التهيئة لتحرير الموصل، واليوم أصبحت رهن سرعة استعادة الأنبار وعودة النازحين»، مشيراً إلى أن «الاستعدادات في معسكرات تحرير الموصل، غير كافية لخوض معركة لا تتجاوز ساعة واحدة، والقوات الموجودة لا تملك القدرة على المواجهة جراء ضعف في التسليح والآليات والدعم اللوجستي». وعن تقييمه للموقف الأميركي، قال حديدي «تشاورنا مع محافظ نينوى حول نتائج لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، والرؤية الأميركية غير واضحة، سوى تنفيذ عمليات القصف الجوي»، وزاد «لا خطة عملية واقعية قابلة للتطبيق وعدم وضوح أطرافها وإدارتها وحتى آلية التنسيق بين نينوى وبغداد واربيل، فقط وعود لدعم العشائر السنية، من أجل كسب الوقت، ويبدو هناك سيناريو آخر تقوده أيادٍ دولية». وإزاء تداعيات توسع «داعش» في الجانب السوري على نينوى، قال إن «السيناريو يهدف إلى تقسيم العراق، وبما أن هناك اعتراضاً من الأصوات الوطنية، ستستمر حرب الاستنزاف وصوملة المناطق بين محافظات الموصل والأنبار وصلاح الدين، مع المدن السورية وهي تدمر ودير الزور»، وأردف «اليوم نرى علامات استفهام غريبة جداً، وهي أن داعش يمكنه ضخ كميات هائلة من العناصر والأسلحة عبر الصحراء المفتوحة إلى الأنبار، لكن لا نجد لدى التحالف الدولي الجدية في استهدافهم، وداعش ليس هو من يقرر، بل الذي يخطط بطريقة دراماتيكية». في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان أنها «باشرت بالتعاون مع التحالف الدولي لتسليح الفرقة السادسة عشرة بالأسلحة والمعدات الخفيفة والمتوسطة، استعداداً لعمليات تحرير نينوى والمناطق الأخرى، بعد استكمال التدريب»، فيما كشف رئيس الوزراء حيدر العبادي في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» أن «تحرير الموصل يبدأ عن طريق القضاء على قدرات داعش وسيكون حاسماً وسريعاً، تجنباً لوقوع مزيد من الضحايا». من جانبه، قال رئيس اللجنة الأمنية في نينوى هاشم البريفكاني ل «الحياة»، إن «سقوط الرمادي أثر في المستويين السياسي والعسكري، خصوصاً في ما يتعلق بالاستعدادات لتحرير الموصل وأحبط المعنويات، وقرب المسافة بين وبغداد والرمادي جعل الحكومة الاتحادية تصب جهدها لإبعاد داعش عن العاصمة»، لافتاً إلى أن «مراحل تدريب القوات التي ستخوض معركة تحرير الموصل استكملت، وهناك أكثر من 12 ألف عنصر مهيأ للقتال، لكن نعاني من ضعف في التسليح، وعلى بغداد أن تغير استراتيجيتها في التعامل مع هذه المعسكرات»، وختم قائلاً إن «بغداد تتعامل بأسلوب بيروقراطي شديد، فقد أرسلت أربع لجان للتدقيق لتجنب وجود فضائيين (عناصر وهمية)».