بعدما أقر مجلس الشيوخ الأميركي خطة الإصلاح الصحي إثر إقرارها في مجلس النواب، يوشك الكونغرس على توسيع نطاق التأمين الصحي ليشمل عشرات ملايين الأميركيين غير المؤمَّنين. لكن ماذا عن 160 مليون عامل مؤمَّنين فعلاً هم وعائلاتهم ببوليصات عبر أصحاب العمل؟ وفقاً للصحيفة الأميركية «نيويورك تايمز» لن يتغير شيء بالنسبة إليهم. وذكّرت الصحيفة بقول الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يُعد إقرار الخطة نصراً له ولحزبه الديموقراطي: «إن كنت معجباً ببوليصتك، يمكنك الاحتفاظ بها». وشددت الصحيفة على أن قول أوباما قد ينطبق حتى على من لا تعجبه بوليصته، ولا يستطيع أحد الإجابة الآن على السؤال المتعلق بالتكلفة المرتفعة بازدياد التي يسددها العاملون من جيوبهم. ولفتت إلى أن الخطة تضمن للعاملين أن تأمينهم الصحي سيستمر ولو فقدوا أعمالهم أو انتقلوا إلى عمل جديد. لكنها أشارت إلى اختلافات لا تزال تسويتها واجبة بين نسختي مجلس الشيوخ ومجلس النواب من الخطة وذلك خلال مفاوضات بين المجلسين تبدأ الشهر المقبل. تفرض النسختان، وفقاً ل «نيويورك تايمز»، ضوابط على شركات التأمين بحيث يتمكن من يعانون من مرض مزمن أو يقتربون من سن التقاعد المشمول ببرنامج خاص اسمه «ميديكير» سيجدون في السوق بوالص بأسعار مقبولة. ويُتوقع للتشريع فور صدوره عن البيت الأبيض، ممهوراً بتوقيع أوباما، أن يؤمّن للأميركيين طمأنينة حتى ولو تغيرت ظروفهم المعيشية. ويُرجّح أيضاً أن يجعل التأمين الصحي إلزامياً بحيث يفرض غرامات مالية على من لا يؤمّنون أنفسهم. أما التغيير المتوقع أن يطرأ على البوالص التي يحصل عليها العاملون من خلال أصحاب العمل فيشمل البوالص المفرطة على صعيد المنافع، أما زيادة أو نقصاناً، وفقاً للصحيفة. وتفيد إحصاءات بأن البوالص السخية تساوي خُمس البوالص المؤمّنة عبر أصحاب العمل وستخضع لضريبة قيمتها 40 في المئة. ويبدأ قسط البوالص المصنفة سخية ب23 ألف دولار سنوياً للبوليصة العائلية وفقاً للتشريع، لكن الضريبة لن تدخل حيز التنفيذ قبل عام 2013. ويتجه أصحاب العمل إلى تقليص أقساط البوالص السخية لتكون ضمن سقف القانون قبل أن تدخل الضريبة حيز التنفيذ، وفقاً ل «نيويورك تيامز». ويرى مراقبون أن الخفض لن يكون عملية يسيرة، فمعظم أصحاب العمل الذين يقدمون بوالص عائلية سخية سيقلصون ما يدفعونه في مقابل زيادة مساهمة العامل. ويتمثّل أحد أهداف التشريع بخفض ما ينفقه الناس على العناية الصحية وخفض استخدام مرافقها، خصوصاً في الحالات البسيطة.