حذّر أستاذ الهندسة الميدانية عميد كلية الهندسة في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز الحامد من إمكان تعرّض بعض أحياء مدينة الرياض إلى كارثة مشابهة لما تعرّضت له مدينة جدة بداية الشهر الماضي، مؤكداً وجود مجموعة من العوامل المساعدة على حدوث ذلك. وقال خلال ندوة بعنوان «جدة الغريقة كيف تُنقذ» في جامعة الملك سعود أمس: «الأحياء المنخفضة في الرياض مثل الجرادية وعرقة والوادي والسويدي والسياح وسلطانة القديمة مهددة بالخطر لقرب بعضها من وادي حنيفة، إضافة إلى وجود حي سكني تحت الإنشاء يقع وسط ملتقى أودية وإذا لم يتم تلافيه فقد تحدث كارثة، وأيضاً الخطر يتهدد منطقة شرق الرياض بما فيها جامعة الأميرة نورة». وأكد أن مجموعة من مجاري الأودية في الرياض مقفلة، وبالتالي تكون المناطق المحيطة بها مهددة بفعل هذا الإقفال الذي يُعد من أهم أسباب الكوارث، مشدداً على أهمية التعامل مع أودية الرياض بالشكل الأمثل لحماية الأرواح والممتلكات. وذكر أن الإدارات البيروقراطية وشك بعض الجهات يصعبان الوصول إلى المعلومة الدقيقة، مشيراً إلى وجود مشكلة في مسألة القياسات الطويلة التي تتيح التنبؤ بكميات الأمطار، إذ إن أطول قياس يصل إلى 50 عاماً، مؤكداً أهمية تكاتف الجهات المعنية ودعم بعضها بعضاً في ما يخص البيانات وتحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر. واعتبر أن جهات تقيس الجوانب المناخية إلا أنها تصب اهتمامها على الأرقام ولا تلتفت لما خلفها من جزئيات دقيقة مثل وقت حدوث الأمطار ومدتها، مبيّناً أن هذه الأرقام قد تعطي مؤشرات لكنها لا تعطي القدرة على التخطيط والعلاج. وشدد الحامد على أهمية توافر محطات قياس في أماكن جغرافية محددة لإجادة التعامل مع البيانات، حتى يمثّل ذلك أساساً متيناً لتصميم شبكات تصريف السيول بشكل معقول، إضافة إلى أهمية وجود متخصصين في التعامل مع السيول. وقال: «لا بد أن يُعطى الخبز لخبّازه». وانتقد وجود «قراءة واحدة فقط غير دقيقة لكميات السيول المارة على وادي حنيفة»، مضيفاً أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة الوسطى وأنتجت سيولاً هادمة وجارفة عامي 1974 و1997 يمكن أن تتكرر، مؤكداً وجود عدد من المسببات للكوارث مثل تقليل القدرة التخزينية للحوض، وزيادة الأراضي غير المنفذة للمياه، بينما يوجد عدد من وسائل الحماية التي يمكن اتباعها، من بينها منع تجمّع وتمركز موجة السيل العارمة والتقليل من سرعته، واستخدام قنوات السيول الصغيرة خارج المناطق السكنية كي تقوم كل قناة بتأخير حركة السيول.