تحقق دول مجلس التعاون الخليجي خطوات مهمة في تطوير المدن الذكية، استناداً إلى توقعات خبراء «مونيتور ديلويت»، في مجال الاستشارات الاستراتيجية الواردة في تقرير «ديلويت» حول الاتجاهات والتطورات الرئيسة في قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في الشرق الأوسط هذه السنة. إذ لفت إلى أن عدد مشاريع المدن الذكية في هذه الدول «سيتضاعف خلال السنتين أو الثلاث المقبلة، بعد إطلاق ست مدن ذكية جديدة في هذه الدول خلال العقد الماضي». وأوضح الشريك المسؤول عن قطاع الاتصالات والتكنولوجيا والإعلام في «ديلويت الشرق الأوسط» سانتينو ساغوتو، أن التقرير «يسعى في بعض الحالات إلى تحديد العوامل التي أفضت إلى التطورات والاتجاهات الأهم، مثل إطلاق الخدمات الرقمية الإسلامية». وقال المدير العام لمدينة دبي للإعلام محمد عبدالله «في وقت أصبحنا مقراً لمجموعة من الشركات الإعلامية العالمية والإقليمية والمحلية، نؤكد التزامنا توظيف عنصر الابتكار في أعمالنا، ودعم البحوث التي تغني المشهد الإعلامي في المنطقة». وأشار إلى أن تقرير «ديلويت» يتضمن «معلومات مهمة حول هذه القطاعات في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً التوقعات التي تشير إلى زيادة في نسبة الإنفاق في تطوير المحتوى على شبكة الانترنت، مع الإشارة إلى توقعات النمو في الخدمات الإسلامية الرقمية في السنوات المقبلة». ورجحت «ديلويت» أن تكون هذه السنة «محورية بالنسبة إلى الخدمات الرقمية الإسلامية، لأنها تشهد انطلاقة كبيرة في أنحاء الشرق الأوسط والعالم». ولم تستبعد أن «يتضاعف حجم الاقتصاد الإسلامي الرقمي مرتين تقريباً في المنطقة خلال السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة، لجهة انفاق المستهلك عبر الإنترنت على منتجات الرفاهية وخدماتها المقدر حالياً ب 15 بليون دولار، ليتخطى 30 بليوناً بحلول عام 2018». وتوقع أيضاً «توسع إنفاق المستهلك المسلم على الخدمات الإسلامية الرقمية في المنطقة بنسبة تتراوح بين 25 و30 في المئة عبر مجالات الاقتصاد الإسلامي». واعتبر تقرير «ديلويت» أن الزيادة في مستويات تطور الخدمات الحكومية الجوالة (m-gov services) في المنطقة «تساهم في ازدياد عدد التطبيقات الحكومية على الهواتف الذكية في أنحاء الشرق الأوسط». ورجحت أن «يتخطى 500 تطبيق مع حلول عام 2016». ورأى ساغوتو أن «الخدمات الحكومية الجوالة هي تفرّع أو امتداد للحكومات الإلكترونية إلى منصات الهواتف الجوالة، وتُعد مثابة قناة ووسيلة أخرى قادرة على تحسين النشاطات والآليات وتقديم الخدمات الحكومية، فضلاً عن التواصل مع الأطراف المعنيين». وتمثّل منطقة الشرق الأوسط وحدها 24 في المئة من قاعدة الخدمات الحكومية الجوالة العالمية، مع دول مجلس التعاون الخليجي في المقدمة بنسبة 85 في المئة من هذه الخدمات، ما يشكل الدافع الأساس لتطور هذا القطاع في المنطقة».