أعلنت الخرطوم أمس أن الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، أبلغ نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن إبعاد بلاده قادةً بارزين من تحالف متمردي «الجبهة الثورية» التي تتهم كمبالا بإيوائهم ودعمهم لإطاحة نظام الحكم في السودان. وكان الرئيس الأوغندي دعا نظيره السوداني عمر البشير لزيارة عاصمة بلاده كمبالا غير أن الأخير بعث نائبه على رأس وفد أمني ضم وزير الداخلية الفريق عثمان عبد الرحمن، ووزير الدولة للشؤون الخارجية عبيد الله محمد ومدير جهاز الأمن والاستخبارات الفريق محمد عطا ومدير الاستخبارات العسكرية الفريق صديق عامر لتسوية الملف الأمني الذي يقف خلف توتر العلاقات بين البلدين. وقال عبيد الله محمد خلال مؤتمر صحافي عقب عودة الوفد السوداني أمس، إن المحادثات جرت في منتجع يقيم به موسفيني خارج العاصمة، وطُرحت خلالها القضايا العالقة بوضوح وبخاصة الملفات الأمنية، مؤكداً أن الرئيس الأوغندي تعهد بطرد قادة المتمردين من بلاده والتعاون مع الخرطوم في هذا الصدد. وأضاف أن الجهات المختصة من الجانبيين عقدت اجتماعات تقرر خلالها تشكيل آلية لمتابعة تنفيذ ما اتُفق عليه بخاصة في الجانب الأمني. في المقابل، أعلن الناطق باسم متمردي «الحركة الشعبية -الشمال» أرنو لودي مقتل 8 جنود حكوميين وأسر 5 آخرين في معارك اندلعت في ولاية النيل الأزرق المضطربة المتاخمة للحدود مع جنوب السودان وإثيوبيا. وقال لودي في بيان إن مقاتلي الحركة نصبوا مكمناً للجيش على طريق منطقة الكرمك القريبة من الحدود الأثيوبية والدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، أدى إلى مقتل 4 جنود من بينهم مسؤول متطوعي قوات الدفاع الشعبي التي تقاتل إلى جانب الجيش، بكري حسين وتدمير 3 شاحنات والاستيلاء على رابعة وضبط أسلحة وذخائر. وأضاف أن قوة أخرى من مقاتليهم اشتبكت في منطقة جبال الأنقسنا مع قوات حكومية في معركتين، أسفرتا عن انتصار المتمردين والاستيلاء على 5 سيارات محملة بمدفع دوشكا، وتدمير 3 سيارات وأسر 5 عسكريين بينهم ضابط. على صعيد آخر، قال وزير الاستثمار والمسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم مصطفى عثمان إسماعيل إن رئيس تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى ورئيس كونفيديرالية منظمات المجتمع المدني أمين مكي مدني، اللذين تعتقلهما السلطات منذ أكثر من شهرين، متهمين بالتورط في تشكيل خلايا لتخريب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية تنفيذاً لمخطط يتبناه الحزب الشيوعي، وليس لتوقيعهم اتفاق «نداء السودان» مع تحالف متمردي «الجبهة الثورية» وفق ما ذكرت السلطات عقب توقيفهما في 6 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال إسماعيل إن آخرين وقّعوا معهما على وثيقة «نداء السودان» ولم يعتقَلوا. وأفاد إلى أن المخطط يرمي إلى إجبار المواطنين في كل المحافظات على عدم التصويت، مؤكداً أن الحكومة لن تسمح بذلك لكنها لا تمانع في الوقت ذاته الدعوة إلى المقاطعة بالطرق السلمية. غير أن الناطق باسم هيئة الدفاع عن المعتقلين المعز حضرة نفى ما أثاره مصطفى إسماعيل موضحاً أن نيابة أمن الدولة لم تدوّن أي اتهامات ضد المتهمَين تتعلق بتخريب الانتخابات والتحقيقات التي أجرتها النيابة مع أبو عيسى ومدني كانت على خلفية مشاركتهما في التوقيع على «نداء السودان» في أديس أبابا. تصعيد في جنوب السودان على صعيد آخر، اتهم وزير الدفاع في دولة جنوب السودان كول مانيانغ المتمردين بزعامة رياك مشار بقصف مدينة بانتيو الغنية بالنفط، حيث لجأ 53 ألف مدني إلى مخيم تابع للأمم المتحدة، معتبراً ذلك انتهاكاً لاتفاق وقف النار. ويأتي استئناف الأعمال الحربية غداة مؤتمر للمانحين في العاصمة الكينية نيروبي، طلبت الأممالمتحدة خلاله 1.8 مليار دولار لمساعدة دولة جنوب السودان التي وصلت إلى حافة المجاعة، لكنها جمعت 529 مليون دولار كوعود هبات منها 237 مليون دولار التزمت بها الولاياتالمتحدة. وقال مانيانغ في تصريح بثه تلفزيون جوبا الرسمي أمس، إن المتمردين قصفوا مواقع الجيش في بانتيو لليوم الثاني على التوالي. وهدد برد قاس على المتمردين دفاعاً عن النفس، مؤكداً التزام الحكومة بوقف النار. وطالب الوسطاء الأفارقة بإدانة تصرفات المتمردين ومعاقبتهم. وقال مسؤول كبير في الأممالمتحدة إن القتال الدائر في دولة جنوب السودان منذ أكثر من عام خلّف عشرات آلاف القتلى في المدن التي تبدلت السيطرة عليها مراراً، وهي: بانتيو وملكال وجونقلي، وولايتي الوحدة وأعالي النيل.