تتعلّق أعين العرب وقلوبهم اليوم ب «فريق الأحلام» الإماراتي بقيادة مدربه المتألق مهدي علي ونجمه المبدع عمر عبدالرحمن، من أجل مواصلة مشواره الرائع عندما يواجه أستراليا المضيفة في نصف نهائي كأس آسيا 2015 اليوم (الثلثاء) في نيوكاسل، على أمل أن يكون هناك طرف عربي في النهائي بعد خروج العراق على يد كوريا الجنوبية أمس (الإثنين). وتمكّن المنتخب الإماراتي من تفجير مفاجأة من العيار الثقيل بعدما أقصى اليابان حاملة اللقب من ربع النهائي بركلات الترجيح (5-4) بعد تعادلهما (1-1) في سيدني، فيما أوقفت أستراليا رحلة الصين بثنائية من نجمها الطائر تيم كايهل. «فريق الأحلام» بقيادة المدرب مهدي علي حقق كل إنجازاته على مستوى الشباب (لقب كأس آسيا 2008 في الدمام، وربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 عاماً في مصر) ثم الأولمبي (فضية أسياد غوانغجو 2010 والتأهل إلى أولمبياد لندن 2012)، أما على صعيد المنتخب الأول فاقتصرت على لقب كأس الخليج ال21 في البحرين، والتألق في تصفيات المجموعة الخامسة المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2015. وضع الاتحاد الإماراتي منذ أن استثمر في الجيل الحالي الذي يقوده المدرب علي منذ آب (أغسطس) 2012 استراتيجية واعدة، كان من أبرز أهدافها احتلال المركز الأول خليجياً والوجود بين الأربعة الكبار في آسيا والتأهل إلى كأس العالم 2018 في روسيا. وبعد أن نجح «الأبيض» في تحقيق الهدف الأول عبر الفوز بلقب «خليجي 21» في البحرين عام 2013، واحتلاله المركز الأول خليجياً بحسب التصنيف الشهري للاتحاد الدولي (فيفا)، فرض نفسه رقماً صعباً بين كبار القارة ووفى بوعد التأهل إلى نصف النهائي على الأقل في النسخة الأسترالية من كأس آسيا. ويأمل المنتخب الإماراتي بأن يكرر سيناريو مغامرته الأخيرة في نصف النهائي عام 1996 حين وصل إلى النهائي، قبل أن يخسر أمام السعودية بركلات الترجيح بعد تعادلهما (صفر-صفر) في الوقتين الأصلي والإضافي، علماً بأنه تخطى دور المجموعات عام 1992 حين خرج من نصف النهائي على يد السعودية أيضاً (2-صفر) في تلك النسخة التي أقيمت بنظام مجموعتين ويتأهل فيها متصدرا المجموعتين إلى نصف النهائي. هداف الإمارات علي مبخوت (24 عاماً) قال: «بقيت هناك ثلاثة فرق (إلى جانب الإمارات) قوية جداً. إنها مباراة قوية (ضد أستراليا) بمشاركة لاعبين جيدين، وسيكون هناك الكثير من الضغط علينا لكي نقدم مباراة جيدة». أما أستراليا فكانت تفكر باللقب قبل انطلاق البطولة، ثم ارتفعت الآمال بعد الفوزين الكبيرين على الكويت (4-1) وعمان (4-صفر)، لكن كوريا الجنوبية أعادت أصحاب الضيافة إلى أرض الواقع وأسقطتهم (1-صفر) في الجولة الأخيرة من الدور الأول. لكن نجم إيفرتون الإنكليزي السابق ونيويورك ريد بولز الأميركي الحالي كايهل قال كلمته وحمل وصيف النسخة الماضية إلى الدور نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي، وذلك بتسجيله ثنائية الفوز على الصين (2-صفر) الخميس الماضي في بريزبين. وعانى المنتخب الأسترالي الأمرّين في الشوط الأول من اللقاء، لكن الفرج جاء في بداية الشوط الثاني بهدف أكروباتي رائع لكايهل، قبل أن يوجه الضربة القاضية للصين بكرة رأسية في الدقيقة (65)، رافعاً رصيده إلى 3 أهداف في النهائيات الحالية، بعد الأول في المباراة الأولى أمام الكويت، والسادس في مشاركاته الثلاث في البطولة القارية، وال39 في مسيرته الدولية، ليعزز مكانته كأفضل هداف في تاريخ الفريق الأصفر. وتسعى أستراليا بإشراف المدرب انج بوستيكوغلو وبقيادة المخضرمين على غرار كايهل والقائد ميلي جيديناك والشبان على غرار ماسيمو لوونغو وماثيو ليكي إلى تأكيد مكانتها في القارة الآسيوية التي التحقت بها في 2006 بحثاً عن المزيد من التنافس في ظل تواضع مستوى منتخبات أوقيانيا، لكنها لم تتمكن في المشاركتين السابقتين من رفع الكأس بعد أن خرجت عام 2007 من ربع النهائي بقيادة المدرب غراهام أرنولد على يد المنتخب الياباني بركلات الترجيح بعد تعادلهما (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي. ثم بعد أربع سنوات بلغت المباراة النهائية عام 2011 في قطر قبل أن تخسر أمام اليابان أيضاً (صفر-1) بعد التمديد، علماً بأن سبعة لاعبين من النسخة الأخيرة لا يزالون مع المنتخب الأصفر حتى الآن، وهم نايثان بورنز وكايهل وجيديناك وروبي كروز ومات ماكاي وتومي اور وماثيو سبيرانوفيتش الذي سيعود إلى التشكيلة بعد أن غاب عن لقاء الصين بسبب الإيقاف.