استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمس جموعاً غفيرة من المواطنين والمقيمين وقادة ومبعوثي الدول، الذين حضروا لتعزيته بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وتهنئته بتولي مقاليد الحكم. واستقبل أمراء المناطق السعودية المواطنين الذين توجهوا إلى الإمارات للتعزية ومبايعة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، فيما استقبل سفراء السعودية في عواصم العالم رؤساء دول وحكومات ووزراء وحشوداً من المعزين. (المزيد) وفي واشنطن قال معلقان أميركيان إن الولاياتالمتحدة والسعودية بحاجة الآن، بعد رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، إلى بعضهما أكثر من أي وقت مضى، في ظل الاضطراب الذي يسود الشرق الأوسط. وفي طهران قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن زيارته للسعودية بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت «ضرورية»، وأعرب ظريف أمس في مؤتمر صحافي، عن أمله بأن تمهد زيارته للسعودية لمزيد من التعاون بين البلدين في المجالات كافة، مؤكداً أن لا مشكلات في العلاقات مع الرياض. وأضاف أن دعوته لنظيره الأمير سعود الفيصل إلى زيارة طهران مفتوحة، «كما أن دعوة نظيري السعودي لي لزيارة الرياض مفتوحة أيضاً». وتوافد المعزون أمس إلى الديوان الملكي في الرياض لتقديم التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتلقى التعازي نيابة عنه أمراء المناطق السعودية. كما فتحت سفارات المملكة في دول العالم سجلات العزاء، وتدفق عليها قادة وزعماء ومواطنون للغرض نفسه. فيما استمر قدوم كبار زعماء العالم إلى مطار القاعدة العسكرية في الرياض لمشاطرة المملكة مصابها الأليم. فقد استقبل خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد أمس العاهل البلجيكي الملك فيليب، وولي عهد اليابان ناروهيتو، والرئيسين الفنزويلي نيكولاس مادورو، والتنزاني جاكايا كيكويتي، ونائب الرئيس العراقي إياد علاوي، ورئيس وزراء ليبيا عبدالله عبدالرحمن الثني، ونائب رئيس الوزراء القطري وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أحمد بن عبدالله آل محمود، ونائب رئيس الوزراء منسق الأمن القومي وزير الداخلية السنغافوري تيوتشي هين، ورئيسي مجلسي الشورى البحريني علي الصالح، والنواب الليبي عقيلة صالح قويدر، وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، ورئيس اللقاء الديموقراطي اللبناني النائب وليد جنبلاط، ورؤساء الحكومة الأردنية السابقين زيد الرفاعي وسمير الرفاعي وفيصل الفايز. وزار الرئيسان الأذربيجاني إلهام علييف، والنيجري محمد يوسفو، سفارتي السعودية في بلديهما لتقديم واجب العزاء في فقيد الأمة العربية والإسلامية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومثلهما فعل رئيس وزراء اليابان شينزو أبي الذي سجل كلمة في سجل التعازي بمقر سفارة المملكة في طوكيو، وقدم وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة تعازيه للسفير السعودي في المنامة، منوهاً بالمبادرات الثاقبة للفقيد الكبير. وأكد الوزير البحريني أن الملك سلمان بن عبدالعزيز هو خير خلف لخير سلف، و«سيواصل بكل حكمة واقتدار قيادة المملكة، ومسيرة الخير والعطاء، وتحقيق مزيد من التقدم والرخاء للشعب السعودي، وخدمة الحرمين الشريفين، وتقوية التضامن العربي والإسلامي». وفي واشنطن، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريراً مطولاً أمس بعنوان «عدم الاستقرار في الشرق الأوسط اختبار للعلاقات بين أوباما والزعيم السعودي الجديد»، أكدت فيه أن الولاياتالمتحدة والسعودية بحاجة أحدهما إلى الآخر الآن أكثر من أي وقت مضي، فيما يسود عدم الاستقرار الشرق الأوسط، من سورية إلى العراق، وحتى اليمن، محدثاً تهديدات إرهابية، وتهديدات أيضاً لتركة التدخل الأميركي في العراق، والدور القيادي للسعودية في الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لم تسمه القول إن العلاقات الأميركية - السعودية طيبة حالياً. وأكد أن زيارة قام بها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف لواشنطن في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أكدت عدم وجود خلافات واضحة في وجهات النظر، «فقد أمكن لنا أن نتفق على طريق للأمام قضية تلو قضية». وفي لندن كان ملاحظاً أن صحيفة «الأندبندانت» البريطانية اختصت العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بنعيين في صفحتها المخصصة للوفيات، كتب أحدهما الصحافي جون بولوك، فيما كتب الآخر المراسل الخارجي السابق لصحيفة «واشنطن بوست» توماس ليبمان. وأشار بولوك إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان شديد التمسك بإيمانه ودينه، وسخياً في عطائه للأغراض الخيرية في أنحاء العالم. أما رثاء ليبمان للملك عبدالله بن عبدالعزيز فجاء بعنوان: «العاهل السعودي الملك عبدالله: حاكم ثاقب الرأي كان محبوباً من رعاياه». ووصفه الكاتب بأنه سياسي فطن أقدم على الإصلاح من دون المساس بهياكل السلطة في بلاده، وحافظ على علاقات طيبة مع الولاياتالمتحدة واختار في الوقت نفسه مساراً مستقلاً للسياسة الخارجية للمملكة.