عكرت مجموعة من المراهقين مساء أول من أمس أفراح أهالي وزوار منتزه الأمير فيصل بن فهد في الواجهة البحرية في كورنيش الخبر، بمناسبة اليوم الوطني والعيد، وحولوا الواجهة إلى ساحة للعبث والفوضى، بعد قيامهم بالاعتداء على المحتفلين والسرقة وتكسير عدد من الواجهات الزجاجية لنحو «14 محلاً تجارياً» تضم مجموعة من المطاعم والمقاهي وصيدلية، ومحلاً للنظارات، وآخر لبيع الايسكريم، ومحلاً للملبوسات، إضافة إلى مجموعة من السيارات، لم يتم حصرها، وقدرت الخسائر بعشرات الآلاف. وقامت المجموعة، التي ألقت الجهات الأمنية القبض على عدد منها، بسرقة عدد من المحال، بالإضافة إلى تكسير اللوحات الإعلانية الممتدة في كورنيش الخبر، مستخدمين في ذلك الأحجار، والقوارير الزجاجية، وعلب المشروبات الغازية، وأنواعاً مختلفة من الألعاب النارية، ولم تفرق الأعيرة النارية، التي قامت الجهات الأمنية بإطلاقها في الهواء، جموع المتجمهرين، ما استدعى قيام قوات الطوارئ التي باشرت الموقع بعد وقوع الأحداث، باستخدام الهراوات، وفرض النظام بالقوة على مرتادي المنطقة من المخالفين. وباشرت الأجهزة الأمنية التي وجدت زمام الأمور في موقع الاحتفالية منذ البداية، ، فيما لم تنجح سيارات الإسعاف في الوصول إلى الواجهة البحرية، لنقل وإسعاف عدد من المصابين العاملين في المطاعم والزوار، في الوقت الذي عجزت فيه دوريات المرور عن تنظيم حركة السير خلال وقوع الشغب، وأشارت مصادر أمنية ل«الحياة» أن غالبية المقبوض عليهم، الذين يقدر عددهم بالعشرات، قدموا من خارج المنطقة الشرقية، وتتراوح أعمارهم بين 15 و 25 عاماً. إلى ذلك طلب عدد من الزوار المواطنين والمقيمين تقديم المعتدين للمحاكمة، معتبرين أن هذه الأحداث تشوه ذكرى الاحتفال باليوم الوطني. من جهته، أكد الناطق باسم شرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني «قيام الجهات الأمنية يوم أمس باعتقال مجموعة من الشباب، قامت بأعمال شغب في منتزه الأمير فيصل بن فهد في الواجهة البحرية في كورنيش الخبر، تمثلت في تكسير الواجهات الزجاجية لعدد من المحال التجارية، التي تضم مجموعة من المطاعم والمقاهي، والمحال الأخرى. وأشار إلى «عمليات تحقيق موسعة ستتم، وسيعلن عنها لاحقاً»، مؤكداً أن «عدداً من المخالفات شهدها كورنيش الدمام أثناء الاحتفال باليوم الوطني، إلا أنها لم تصل إلى أعمال الشغب، كالذي شهده كورنيش الخبر أول من أمس». وشهد منتزه الأمير فيصل بن فهد في الواجهة البحرية في كورنيش الخبر احتفالات الأهالي، التي نظمتها غرفة الشرقية باليوم الوطني. و«تم إطلاق الألعاب النارية، احتفالاً بالمناسبة على دفعتين، ليتسنى للزوار الاستمتاع بالمشاهدة وإضفاء جو من المرح لمرتادي الواجهة بهذه المناسبة»، بحسب ما ذكره أمين غرفة الشرقية عدنان النعيم. وقال ل«الحياة»: «حضرت موقع الحفلة، وتابعت بكل أسف ما حدث، وتمنيت أن تكون مشاركة الشباب في الاحتفال بهذه المناسبة بشكل مسؤول»، مضيفاً «تجاوز الشباب جميع الخطوط الحمراء وصادروا خصوصيات وحريات الزوار، بعمليات الاعتداء التي نفذوها»، مشيراً إلى اجتماعات عقدوها مع الجهات الحكومية كافة، قبل موعد الاحتفالات في الدماموالخبر، وتم إبلاغهم بالتفاصيل كافة. ولم تكن أحداث الشغب التي شهدها منتزه الأمير فيصل بن فهد في الواجهة البحرية في كورنيش الخبر الأولى من نوعها، وسبقتها أحداث شهدتها المنطقة والمحال ذاتها التي تعرضت لعمليات الاعتداء بنفس السيناريو في احتفالات اليوم الوطني للعام الماضي، الذي صادف شهر رمضان المبارك، ما دعا الجهات الأمنية آنذاك إلى إغلاق جزء من طريق الأمير تركي في كورنيش الخبر، بدءاً من طريق الأمير فيصل بن فهد، وانتهاءً بطريق خادم الحرمين الشريفين، الذي يعد الطريق الوحيد إلى واجهة الخبر البحرية.