أدرج الزجل اللبناني وهو نوع من الشعر الشعبي العامي المغنى وفن العيالة الإماراتيالعماني على قائمة التراث البشري غير المادي لمنظمة "يونيسكو" الخميس، وفق ما أعلنت المنظمة في بيان. ورأت "يونيسكو" في بيان تلقت وكالة "فرانس برس" نسخة منه، أن الزجل اللبناني "يفي بالمعايير التي تخوله أن يدرج على قائمة" التراث البشري غير المادي. وأوضحت أن هذا الفن الشعبي "ينتشر على كل الأراضي اللبنانية (..) ويعزز التماسك الاجتماعي (..) ويعطي شعوراً بالهوية الثقافية". وأشار البيان إلى أهمية الزجل في تعزيز الحوار لكونه مشتركاً بين مختلف الطوائف اللبنانية. وفي تصريح لوكالة "فرانس برس" علّقت نائبة السفير اللبناني لليونسكو ميليا جبور على هذا الإعلان بالقول: "هذه أوّل مرة يتقدم لبنان بطلب مماثل ويدرج عنصر من تراثه على هذه القائمة". وأضافت: "الزجل هو العنصر الوحيد المتفرد فيه لبنان في المنطقة وهو تراث متجذر بين الريف والمدينة في الأفراح والأتراح وينتقل من جيل إلى جيل". وأملت أن "يشجع هذا الأمر لبنان على الاهتمام بتراثه". ووفق ميليا جبور، فإن "لبنان قد يتقدم في المستقبل بترشيح عناصر ثقافية أخرى رائجة فيه ومشتركة مع دول أخرى، مثل رقص الدبكة" التقليدي المعروف في لبنان وسورية وفلسطين على نطاق واسع. وإلى ذلك، أدرجت المنظمة الدولية فن العيالة الذي يمارس في الإمارات وشمال غرب سلطنة عمان على قائمة التراث غير المادي، أو المعنوي. ويؤدي هذا الفن الرجال، وهو يقوم على إنشاد أشعار نبطية حماسية بمصاحبة الطبول الكبير والصغيرة. ووفق هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة التي أشرفت على ملف هذا الفن لدى "يونيسكو"، فإن العيالة "فن من فنون الأداء الشعبي منذ زمن طويل في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة ويمارسها الذكور من جميع الفئات العمرية وارتبطت تاريخياً بثقافة أهل الصحراء وشهامتهم، وهي إحدى الطقوس الاجتماعية المهمة التي تساهم في تغذية روح الكرامة والشرف للجماعات الساحلية والداخلية". وتمارس العيالة باستمرار في المناسبات الوطنية والاجتماعية كالأعراس وغيرها. وسبق أن نجحت الإمارات في إدراج فنون وممارسات تقليدية على قائمة التراث غير المادي، لاسيما فن التغرودة، وهي أيضاً نوع من الشعر المغنى، والسدو وهو نوع من النسيج المحلي، فضلاً عن الصقارة. ومن الجزائر، أدرج على القائمة تقليد "السبيبة" في صحراء الجنوب الذي تحييه قبليتان من مدينة جانت مطلع السنة الهجرية، رقصاً وغناءً، إحياء لعقد صلح بينهما في الماضي القديم. وجاء في بيان المنظمة أن هذا التقليد الطوارقي الذي يقام "يعزز التماسك المجتمعي (..) ويدعو إلى اجتناب العنف". ومن المغرب، أدرج على القائمة تقليد استخراج الزيت من شجرة الأركان وهي شجرة نادرة تنمو في جنوب البلاد ويستفاد من زيتها في الطعام والطب والتجميل ويتوراث الريفيون جيلاً بعد جيل طريقة استخراجه. ورأت "يونيسكو" أن هذا التقليد يساهم أيضاً في تعزيز التماسك المجتمعي والتفاهم بين الأفراد والاحترام بين الجماعات. ومنذ العام 2001، تضع "يونيسكو" قائمة بهذه التقاليد المهدّدة بالتراجع أحياناً أو بالاختفاء، وهي مختلفة عن تلك التي تضعها في المواقع الطبيعية والثقافية.