كرر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو لاءاته في شأن تجميد تام للاستيطان عشية محادثاته مع المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل، في خطوة تذهب بعيداً في تحدي الادارة الاميركية، وتهدد خططها لعقد قمة ثلاثية اميركية - فلسطينية - اسرائيلية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع المقبل. وكان مقرراً ان يجتمع نتانياهو بميتشل امس، الا انه ارجأ الاجتماع الى اليوم ليتمكن من المشاركة في مراسم تشييع جثمان الطيار الاسرائيلي اساف رامون الذي قتل اول من امس في حادث تحطم طائرته الحربية اثناء طلعة تدريبية في سماء الضفة الغربية. ومن المتوقع ان يركز الاجتماع على الخلاف المتعلق بمدة تجميد الاستيطان والاستثناءات، علماً ان واشنطن تطلب تجميداً لمدة عام، فيما تصر اسرائيل على ستة أشهر فقط لا تشمل القدس ولا المشاريع الاستيطانية قيد التنفيذ. وقال نتانياهو أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية امس ان حكومته ترفض التجميد التام للبناء في المستوطنات، وانه بصدد «تقليص حجم البناء» لفترة محددة، مستثنياً القدسالشرقية من أي تفاهمات. وكشف ان الولاياتالمتحدة طلبت من اسرائيل ان لا تبني ابداً في الضفة «لكننا أوضحنا اننا سنواصل بناء 2500 وحدة سكنية تم الشروع ببنائها، وقبل ايام صادقنا على بناء 450 وحدة سكنية اخرى». واضاف ان القدس ليست مستوطنة، وان «البناء فيها سيستمر كالمعتاد». واوضح ان حكومته «ستوازن بين الحاجة الى القيام ببادرة حسن نية لدفع المفاوضات واطلاق عملية سياسية، وبين الحاجة الى توفير حياة طبيعية للمستوطنين». كما شدد نتانياهو على ان «أهم مبدأين في أي تسوية سياسية هما الاعتراف باسرائيل دولة للشعب اليهودي، ونزع السلاح الفعلي عن الدولة الفلسطينية المستقبلية». واضاف انه لم يتقرر بعد عقد لقاء بينه وبين الرئيس محمود عباس، علماً ان نجاح ميتشل في محاولته للتوصل الى تفاهمات أو اتفاق مع نتانياهو على تجميد جزئي وموقت للاستيطان، سيمهد لعقد القمة الثلاثية بين عباس ونتانياهو والرئيس باراك اوباما في نيويورك، والتي ستطلق بدورها المفاوضات.