أغلقت إسرائيل أمس معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد جنوب قطاع غزة، وبيت حانون (إيرز) المخصص للأفراد شمال القطاع الى أجل غير مسمى ل «دواعٍ أمنية»، ما حوّل القطاع الى سجن كبير مغلق من جميع الجهات. لكنها أبقت معبر «ايرز» مفتوحاً أمام الحالات الانسانية، ومن بينهم المرضى الذي اجتاز عشرات منهم المعبر أمس الى مستشفيات في الضفة الغربيةوالقدس واخرى اسرائيلية. واعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق أن إسرائيل تخالف تفاهمات وقف إطلاق النار بإغلاقها المعبرين. ووصف في تصريح ذلك بأنه «تصرف صبياني غير مسؤول، وما قدموه (اسرائيل) من تبرير رسالة مرفوضة». وشدد على أن إغلاق المعابر «عقاب جماعي يفرض على القطاع، مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية»، داعياً الى «عدم تمرير ذلك أو السكوت عليه وطنياً». وقالت القناة العبرية الثانية ليل السبت - الأحد إن إغلاق المعابر جاء رداً على إطلاق صاروخ من القطاع السبت. وأضافت أن الجيش لم يعثر على الصاروخ المقصود على رغم البحث، فيما قالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن مجساتها رصدت إطلاق صاروخ صوب مستوطنة «أشكول». وكانت مصر أغلقت معبر رفح الحدودي، النافذة الوحيدة لمليوني «غزي» على العالم في 24 من الشهر الماضي، عقب مقتل 30 جندياً في هجومين منفصلين شنتهما جماعات دينية متطرفة. الى ذلك، شدد مركز «الميزان» لحقوق الإنسان على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فورية وملموسة من أجل رفع الحصار غير القانوني وغير الأخلاقي المفروض على القطاع، وضمان مرور الأفراد والبضائع، بما فيها مواد البناء الضرورية لإعادة الإعمار. ودان في بيان إغلاق المعابر، واستمرار جريمة العقاب الجماعي التي يمثل الحصار أبشع صورها. وقال إن إغلاق المعابر يفاقم من معاناة سكان القطاع الإنسانية، في ظل استمرار مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المزمنة التي تساهم في مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية، وتؤثر بشكل جوهري على خدمات أساسية كالرعاية الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي. وشدد على أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تزداد سوءاً، بما ينذر بقرب انفجارها، معتبراً أن مجمل انتهاكات الاحتلال، سواء في غزة أو القدس، عوامل تدفع بالمنطقة إلى آتون العنف والصراع المسلح من جديد.