أصدر تنظيم «داعش» قبل أيام وتحديداً في 20 من الشهر الجاري قوانين جديدة تتعلق بالمرأة بحسب حملة «الرقة تذبح بصمت» وتأكيدات من الناشط أبو ورد الرقاوي. وبحسب القوانين الجديدة تم منع النساء من الخروج إلا بعد ارتداء «الدرع»، وهو رداء إضافي فوق النقاب واللباس الشرعي المفروض منذ احتلال التنظيم للرقة، وتم منع إعطاء الدورات الخاصة نهائياً إلا بالمعاهد وحددت الغرامة ب500.000 بدلاً من 50.00 ليرة سورية كما كانت سابقاً لمن يخالف، وبالطبع تم التأكيد بأن عقوبة كل مدرس سيقوم بتدريس فتيات هو الإعدام. تعيش المرأة تحت حكم الدولة «الإسلامية» في حقل ألغام، تبدأ بالقوانين القاسية ولا تنتهي بالرعب بسبيها وبيعها وتزويجها كما حدث في فتيات ايزيديات في العراق. وبعد كل ما توارد عما سمي جهاد النكاح في الرقة، فإنه وبحسب أبو ورد الرقاوي الناشط الرقاوي وأحد مؤسسي حملة «الرقة تذبح بصمت» أن لا «جهاد نكاح» في الرقة، وتابع أنه وعلى رغم كثرة المقالات والأخبار التي تحدثت عن الجانب الجنسي لدى تنظيم «داعش» وخصوصاً ما يسمى ب «جهاد النكاح» فإن الرقة لم تشهد هذا الزواج، ولكنه استدرك قائلاً بأن عدداً من الزيجات حدثت في مدينته باستخدام الترهيب أو الترغيب، إذ تم تزويج عدد من فتيات الرقة بداعشيين بعد التلويح بإغراءات مادية تستفيد منها المرأة التي تتزوج من داعشي. ولكتيبة الخنساء «أول كتيبة نسائية داعشية» دور كبير في موضوع الزواج، إذ أنهن يزرن البيوت التي علموا بوجود فتيات للزواج فيها، والدور الثاني يأتي للأهل إذ أن ارتفاع المهر يغري الأهل ضمن الظروف المادية الصعبة جداً التي يواجها الناس هناك، بالإضافة لخوف الآباء من انتقام عناصر تنظيم الدولة في حال رفض تزويجهم للفتاة. وبالطبع فإن هذه الزيجات أنتجت حملاً وأطفالاً ولدوا أيتاماً أو مشاريع أيتام، إذ أن الأب المقاتل يتنقل بين الجبهات ولا تستطيع زوجته البقاء معه أينما ذهب، عدا عن أن الزواج يتم عن طريق إعلانه أمام شيخ، وهو ما يترك أسئلة معلقة تتعلق بكيفية تسجيل هؤلاء الأطفال لاحقاً، فيما لو خرج التنظيم من سورية، ويترك مصير الأم مجهولاً، إذ أنها لا تعرف إن كان ذلك الزوج لا يزال حياً أو أنه قتل في واحدة من المعارك أو القصف. تحصل زوجة «المجاهد» على راتب وفق ما أكد أبو ورد الرقاوي، وهذه أحد أهم أساليب الإغراء التي يتبعها التنظيم في عملية تزويج الفتيات، وجذب الأجنبيات للانضمام لصفوف «داعش»، إذ تحصل كل فتاة تتزوج من مقاتل من التنظيم على راتب شهري، وراتب لكل طفل تنجبه المرأة من زواجها من المقاتل، كما أن الراتب الشهري يزيد فيما لو كان المقاتل من المهاجرين (الجنسيات غير السورية) وذلك لأن المهاجر لا يربطه بالمدينة والمنطقة سوى غزواته وحروبه مع التنظيم، ولكن ذلك لم يؤد حتى اللحظة إلى بيع فتيات رقاويات أو إجبارهن على الزواج أو على نكاح الجهاد، وربما يعود ذلك بحسب الرقاوي لأن التنظيم يضم بين صفوفه في الرقة عدداً لا بأس به من شباب المدينة، والقيام ببيع فتيات كما حدث مع الايزيديات بالعراق لن يوافق عليه شباب الرقة أو على الأقل سيكون بذرة تمرد لا يريد التنظيم الدخول بكواليسها حالياً. وتلخص كلمات «أم أحمد» إحدى فتيات الرقة خوفها كل ما لا يمكن تخيله عن التنظيم: «حلمت بالأمس أن داعش باعني كسبية مثلما باع فتيات إيزيديات في العراق، واستيقظت وأنا ممسكة بقدمي التي ثبتت بمسمار فولاذي في الكابوس قبل اغتصابي، وإذ أدركت أنه مجرد كابوس فإن عيني تفحصتا كل جزء من جسدي للتأكد من أن أحداً لم يسبني ولم يغتصبني ولم يصلبني». هرب من الزواج تشكلت في الرقة أول كتيبة نسائية داعشية في شباط من العام الحالي، وأطلق عليها أهل الرقة اسم «كتيبة الخنساء»، وتتحدد مهمة هذه الكتيبة بتفتيش جميع النساء واعتقال كل امرأة لا ترتدي النقاب أو اللباس الذي فرضه «داعش» على نساء الرقة، وأغرى «داعش» النساء للالتحاق بالكتيبة بمبلغ يمنح لكل امرأة تعلن مبايعتها وانضمامها لصفوف الكتائب النسائية. واضطرت فتيات الرقة أو «قسم كبير منهن» لارتداء خاتم يدل على أنهن مخطوبات أو متزوجات خوفاً من القيام بتزويجهن من مقاتلي التنظيم كما حدث مع المهاجرات اللواتي أتين خصيصاً للالتحاق بالتنظيم، ويؤكد الرقاوي «والحديث دوماً عن الرقة المعقل الأساسي للتنظيم وليس عن العراق» بأن الإغراءات الجنسية تبدأ بتجنيد الشباب المراهقين في معسكرات الأشبال، وتبدأ عملية التجنيد بعملية «غسل دماغ» وغرس أفكار التنظيم، وانتظار الحوريات الموعودات. ينتسب المراهق إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» وهو يرى الحورية أمامه تنتظره في «الجنة الموعودة»، لتتحول الحياة إلى عبء يسعى ذلك الحالم إلى التخلص منها، للذهاب بسرعة إلى الجنة، ما يجعل فكرة العمليات «الانتحارية» هدف أسمى يتسابق هؤلاء للحصول على «شرف» التنفيذ. يتخوف سكان الرقة مما سمعوه عن بيع الفتيات الايزيديات في العراق، لتتحول الرقة إلى المدينة التي تذبح بصمت وبهدوء، فالتزم الناس بحسب أبو ورد الرقاوي بيوتهم، لتبقى فترة الظهيرة هي الفترة شبه الوحيدة التي تعود فيها الحياة إلى شوارع المدينة، إذ يخرج الناس خلالها لشراء حاجياتهم. الخوف يسيطر على المدينة، وغياب الكهرباء الكبير يترك المدينة تعيش في ظلام كبير مرفق بالخوف الأكثر حدة، وبالطبع فإن حواجز «تنظيم الدولة» ليست ثابتة، ولا يمكن للساكن بالرقة أن يتجنب تلك الحواجز، لإنها حواجز «طيارة» كما يصف السوريون هذا النوع من الحواجز، إذ أنها متنقلة قد تجدها في أي وقت وأي مكان، وأما النساء والفتيات فهن ملتزمات في شكل كامل بقوانين التنظيم، لا يحاولن مجرد التفكير بمخالفتها. شباب الرقة وقود معارك قتل منذ عيد الأضحى الماضي ما لا يقل عن 30 شاباً من محافظة الرقة تتراوح أعمارهم بين 16 و 20 عاماً أحدهم من قرية الرقة السمرا ونحو 5 من قرية الكرامة و 5 آخرين من أبناء المدينة والبقية من قرية الحمرات. قتلوا جميعاً في معارك عين عرب بالإضافة إلى الشاب باسل حميرا ذو ال18 عاماً منفذ إحدى العمليات الانتحارية في مدينة عين عرب، وفق ما قالت حملة «الرقة تذبح بصمت» وتأكيدات أبو ورد، وقالت الحملة التي تنقل أخبار مدينة الرقة أنه خلال ال 48 ساعة الماضية تم أبلاغ أهالي مدينة الرقة عن أبنائهم الذين قتلوا في معارك عين عرب من مناطق الحمرات والكرامة والجديدة وقسم صغير من المدينة. عدد القتلى أقل من 100 ولا يوجد جثث. تخسر المدينة شبابها، وتم تخريج أول دفعة من مقاتلي الرقة من معسكر الزرقاوي بتاريخ 15 آذار، ومعسكر الزرقاوي هو المعسكر الذي أنشئ خصيصاً لتدريب «الأشبال»، ومعظم الخريجين من أبناء مدينة الرقة.