خطوات كثيرة تتخذها الجماعات المسلحة في العراق لتوحيد خطابها وأهدافها. فقد أسست فصائل سلفية «مجلس شورى لمواجهة قتل وتشريد أهل السنة»، وأكد نائب الرئيس السابق عزة الدوري، بعدما اعتبر غزو الكويت خطأً، أن «مسلحي القاعدة الحقيقيين لا يقتلون العراقيين»، فيما تبنى التنظيم الهجمات الدامية التي راح ضحيتها عشرات العراقيين الاثنين الماضي. إلى ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة من «انزلاق العراق نحو الهاوية». وأعلنت مجموعة من الفصائل السلفية المسلحة امس، تشكيل «مجلس شورى لمواجهة عمليات القتل والتهجير التي يتعرض لها أهل السنة في بعض محافظات البلاد، خصوصاً في ديالى وبغداد». وأمهلت باقي الفصائل يومين للانضمام إلى المجلس. وأوضحت في بيان أنها وجهت «إلى المشايخ والفصائل والعشائر (رسالة)، في خطوة أولى، للرد على ما يحدث لأهل السنة من تهجير وقتل ورداً على الحملة العسكرية الواسعة التي تشنها القوات العراقية الصفوية على محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، نزف إلى الأمة الإسلامية خبر تأسيس مجلس شورى الفصائل السلفية في العراق». وأضافت أنها في انتظار «مواقف الفصائل الأخرى فالخطوة الثانية بعد هذا العمل ستكون فاصلة. ثم ننتظر يومين ثم يعلن المجلس». وقال الدوري في كلمة متلفزة بثت الليلة قبل الماضية في مناسبة مرور 45 عاماً على تسلم حزب البعث مقاليد الحكم في العراق: «تمر علينا اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لثورة تموز المجيدة، ونحن وبلدنا وشعبنا الثائر قد دخلنا في السنة الحادية عشرة للاحتلال الإمبريالي الصهيوني الصفوي لعراقنا الحبيب، ونحن في صراعنا التاريخي الملحمي مع حلف الشر والرذيلة حلف الغزاة البغاة الجناة». وسأل الحكام العرب: «أين أنتم مما يحصل في العراق، عراق العروبة. على مدى أكثر من عشر سنوات خلت من القتل والذبح والتشريد والتهجير والتخريب والتدمير لكل معالم الحياة في بلد الحضارات والتقدم في البلد؟». وأضاف «إن كنتم تخافون وتخشون من أميركا فقد سقطت أميركا في وحل العراق، وهي ما زالت تتدحرج في الهاوية إلى اليوم، انظروا كيف تتعامل أميركا بخوف وحذر شديدين وتتردد بل وبجبن وتتخاذل أحيانًا مع الملف النووي الإيراني الذي سيفاجئ العالم عن قريب بسلاحه، ثم انظروا كيف يتعاملون في موضوع سورية، وفي موضوع العراق، وحتى في أفغانستان تراجع وتقهقر وخوف وحذر». وتابع «اعلموا أن ما يجري اليوم من قتل على الهوية للعسكريين والمدنيين هو من فعل الميليشيات الصفوية حصراً ولا أعتقد بأن القاعدة ومقاتليها الحقيقيين لهم فيها يد، وإنما يستخدم اسم القاعدة للتغطية على الجرائم البشعة، ومع ذلك فإني أقول لقيادة القاعدة وهي من إخوتنا في الجهاد استهدفوا أعداء العراق وشعبه فقط وجاهدوا من اجل تحرير العراق». واعتبر أن القيادة السياسية في العراق خلال تسعينات القرن الماضي «تم توريطها في دخول الكويت، لتأليب الأمة وقواها الفاعلة ضد العراق. وأقولها للتاريخ أنه لولا المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ما انتصر العراق في قادسية العرب الثانية على الغزو الصفوي للأمة». وأوضح أن القيادة العراقية «ارتكبت آنذاك تلك الهفوة التاريخية التي أوقفت المسيرة التحررية التقدمية لثورة تموز...». من جهة أخرى بثت مواقع مقربة من «القاعدة» بياناً تبنى هجمات الاثنين جاء فيه»»انطلق رجال الدولة الإسلامية (...) ليدكوا عمق المحميات الصفوية في بغداد (...) حيث قامت المفارز الأمنية والعسكرية الاثنين الموافق عشرين رمضان وبصورة متزامنة بضرب أهداف تم استطلاعها وتشخيصها بدقة». وتابع البيان «توزعت الأهداف المنتخبة على مقار حكومية ومراكز أمنية وعسكرية وأوكار شر رافضية ورؤوس لأوباش الصفويين وأحلافهم خونة السنة، كجزء من الفاتورة الثقيلة التي سيدفعها هؤلاء المشركون جزاء وفاقاً على ما يفعلونه ضد أهل السنة». في نيويورك، قال ادواردو دل بوي، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه «يشعر بالقلق. فالعراق بات على مفترق طرق. على قادته السياسيين إبعاد البلاد عن شفير الهاوية وعدم ترك اي هامش للمناورة لمن يسعون الى استغلال الأزمة السياسية من خلال العنف والإرهاب». وأصدرت بعثة الأممالمتحدة في بغداد بياناً أعربت فيه عن قلقها العميق لتصاعد معدلات العنف التي باتت «تضع البلاد امام خطر العودة الى الفتنة الطائفية».