أنا أستخدم حبوب منع الحمل، وعندما بدأ رمضان قمت بشبك الحبوب؛ أي استخدمت شريط حبوب ثانياً كي لا تأتيني الدورة في رمضان، فأصوم مع الناس وأقرأ القرآن، وأكثر من الصلاة، وكذلك صلاة التراويح، وغير ذلك من التزود من الطاعات التي تمنعني الدورة من أدائها. وفي أحد الأيام وأنا صائمة توضأت لصلاة العصر وصليت، وبقيت على وضوئي وصليت به المغرب، وبعد المغرب بحوالى نصف ساعة ذهبت إلى الحمام فوجدت الدورة قد أتتني ولم أحس بأعراضها كالمغص. وسؤالي أثابكم الله: هل أقضي ذلك اليوم أم لا؟ مع العلم أنه لا يوجد لدي ظن يغلب على الآخر، أي هل أتت بعد المغرب أم قبله؟ وإذا قضيت ذلك اليوم من باب الاحتياط هل عليّ شيء؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً. - أولاً: لا يشرع لك أخذ الحبوب لقطع الدورة في رمضان، فإنك معذورة وقت نزول الدم عذراً شرعياً، ويكتب لك - إن شاء الله - أجر ما كنت تفعلينه عند عدم وجود الدم، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله - تعالى- له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً» صحيح الجامع (1/200). ثانياً: لا يلزمك قضاء ذلك اليوم الذي ورد في السؤال؛ لعدم اليقين في حصول الدم فيه، بل الأمر مجرد شك، والشك لا اعتبار به هنا؛ لأنه في مقابل الأصل، والأصل صحة صوم ذلك اليوم الذي صُمتِه. والله أعلم. الدكتور عبدالرحمن الجرعي ما الحكم في وضع أدوية داخل الفم لمعالجة الجروح في اللسان أو الجهة الداخلية من الشفة أثناء الصيام؟ مع الأخذ بالاحتياطات كافة، والحذر من عدم وصول هذا الدواء إلى داخل الحلق. لكن تأثير هذا الدواء يصل إلى المعدة. هل ذلك يفسد الصيام؟ - وضع العلاج في فم الصائم لا يُعدّ من المفطرات، بشرط أن يتحاشى وصول شيء من هذا الدواء إلى المعدة، والأولى له تأخير هذا الأمر إلى ما بعد الإفطار؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث لقيط بن صبرة قال: « وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا». أخرجه الخمسة: أحمد (16383)، وأبو داود (142)، والترمذي (788)، وابن ماجه (407)، والنسائي (87) بإسناد صحيح. فلولا أن المبالغة تؤثر في الصوم لما نهى عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولأن هذا قد يكون ذريعة إلى وصول شيء من الدواء إلى جوف الصائم، لذا فالأولى له تأخير هذا الأمر إلى ما بعد الإفطار. أما إن وصل شيء من الدواء إلى المعدة فقد أفطر بذلك. والله أعلم.