توفي في طهران أمس، رئيس مجلس خبراء القيادة محمد رضا مهدوي كني بعد صراع مع المرض دام 5 أشهر. وكان مهدوي كني (83 سنة) تولى رئاسة المجلس عام 2011، في انتخابات تُنظَّم كل 4 سنوات، بعد امتناع الرئيس السابق رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني عن الترشح للمنصب، إثر انتقادات وُجِّهت إليه على خلفية موقفه من الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009. وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني حداداً عامّاً ليومين، معتبراً أن الراحل كان «ملهماً» للثورة. وأشاد ب «نهج الاعتدال الذي انتهجه»، لافتاً إلى «حضوره الشجاع في المنعطفات الحساسة، ووفائه لقيم الثورة ومبادئها». أما مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الذي سيقيم صلاة تشييع مهدوي كني غداً، فوصف الراحل بأنه كان من «أوائل المناضلين في درب الثورة ومن الأوفياء الغيارى والصادقين للإمام الخميني»، مشيراً إلى أنه «لم يسمح أبداً بتأثير الأمور الشخصية والغايات الفئوية والحزبية في عمله الواسع والمؤثر». ويُعتبر مهدوي كني من الشخصيات الإيرانية المهمة التي رافقت أحداث الثورة منذ اندلاعها عام 1978، إذ كان أحد 5 علماء دين شكّلوا النواة الرئيسية لمجلس قيادة الثورة الذي مهّد لتأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979. كما شغل مناصب مثل وزير الداخلية في حكومة الرئيس محمد علي رجائي، ثم رئاسة الوزراء بعد اغتيال الأخير في 30 آب (أغسطس) 1981. كما كان عضواً في المجلس الأعلى للثورة الثقافية وفي لجنة مراجعة الدستور بعد الثورة، إضافة إلى عضويته في مجلس صيانة الدستور ومجلس تشخيص مصلحة النظام، ومجلس خبراء القيادة قبل أن يرأسه، علماً أن المجلس الذي يضمّ 86 عضواً، مُكلّف انتخاب مرشد للجمهورية. ونسج مهدوي كني علاقات متوازنة مع جميع الأطراف السياسيين ووقف على مسافة متساوية منهم، ما أكسبه ودّهم، كما اتسمت مواقفه بالاعتدال إزاء أحداث 2009. وقلّلت أوساط في مجلس خبراء القيادة من أهمية غياب رئيسه، بسبب النظام الداخلي الذي يمنح النائب الأول لرئيس المجلس صلاحية شغل المنصب في حال غياب الرئيس. وتولى محمود هاشمي شاهرودي رئاسة اجتماعات المجلس خلال الأشهر الماضية، بعدما دخل غيبوبة إثر إصابته بجلطة قلبية بعد مشاركته في ذكرى وفاة الإمام الخميني في 4 حزيران (يونيو) الماضي. وترشّح أوساط سياسية إيرانية لتولي رئاسة المجلس، إضافة إلى شاهرودي المقرّب من خامنئي، أحمد خاتمي المعروف بمواقفه المتشددة، ورئيس القضاء صادق لاريجاني. أما رفسنجاني فاستبعدت مصادر ترشّحه لرئاسة المجلس، إلا في حال إصرار أعضاء المجلس على الأمر، وتلقيه طلباً في هذا الصدد، بسبب حساسية الأوضاع المرتبطة به.