أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو نيجيريا، البلد الأكثر اكتظاظاً بالسكان في افريقيا، من فيروس «ايبولا»، بعد مرور 42 يوماً على ظهور آخر إصابة، وفترتي حضانة من 21 يوماً. وقال ممثل المنظمة روي غاما فاز في أبوجا: «أوقف انتشار الوباء في نيجيريا، وهذا نجاح هائل يظهر للعالم امكان تحقيق هذا الهدف»، بعدما حصد الفيروس 4500 وفاة منذ آذار (مارس) الماضي، غالبيتها في ليبيريا وسيراليون وغينيا. وشكل الرد السريع لسلطات نيجيريا، ونشر طواقم لمراقبة جميع الأشخاص الذين كانوا على اتصال مع مصابين عوامل حاسمة لوقف العدوى. وأحصي اجمالي 20 اصابة في هذا البلد الذي يعيش فيه 180 مليون شخص، بينها 8 ادت الى وفاة. في اسبانيا، كشفت تحاليل طبية شفاء الممرضة تيريز روميرو التي اعتبرت اول شخص تنتقل العدوى اليه خارج افريقيا خلال علاجها كاهناً التقط العدوى في سيراليون، وتوفي في 25 ايلول (سبتمبر) الماضي. وفي لوكسمبورغ، ناقش وزراء أوروبيون ارسال بعثة مدنية لمساعدة الدول الثلاث الموبوءة في غرب افريقيا، وذلك غداة تحذير رئيسة لبييريا الن جونسون سيرليف من ان جيلاً كاملاً من الأفارقة «قد يذهب ضحية الكارثة الاقتصادية الناجمة عن الأزمة». وأضافت «انتهى وقت الكلام والتنظير. تتطلب المعركة ضد الفيروس التزاماً من كل دولة تستطيع توفير مساعدات طارئة او معدات طبية او خبرات صحية». وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون: «ايبولا مشكلة خطرة يجب الا نقلل من تقديرها، وهي لن تبقى محصورة في جزء واحد من العالم». وتطالب المنظمات غير الحكومية بآلية لترحيل طواقمها الى اوروبا خلال 48 ساعة في حال الإصابة، وإلا سيصعب العثور على متطوعين لعلاج المرضى مع ارتفاع خطورة انتقال العدوى. وتلحظ الآلية استخدام طائرات خاصة تابعة لشركة أميركية متخصصة تستأجرها المفوضية الأوروبية، وطائرات مدنية او عسكرية، مهما كانت جنسية العامل الإنساني المريض. وكرر وزير خارجية بريطانيا، فيليب هاموند، الدعوة الى مضاعفة المساعدات، محذراً من ان عدم امتلاك متسع من الوقت للرد على الفيروس، ومنعه من الانتشار خارج اي سيطرة». ودعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الى تشكيل هيئة مدنية تتولى تسهيل نقل المساعدات وتدريب المتطوعين، وتشكيل فرق خبراء طبيين. لكن يستبعد ارسال عسكريين بتفويض من الاتحاد الأوروبي الى دول تحتوي اصابة، كما طالبت منظمة «اوكسفام» غير الحكومية. ومن المقرر ان تنشر الولاياتالمتحدة ثلاثة آلاف جندي في ليبيرياوبريطانيا 750 في سيراليون، بينما فضلت فرنسا تقديم مساعدة مدنية الى مستعمرتها السابقة غينيا، حيث شيّدت مركزاً للعلاج. ويبحث قادة الاتحاد الأوروبي تحديات «ايبولا» في بروكسيل الخميس والجمعة، في وقت يزداد قلق الرأي العام من انتقاله الى اوروبا. واتخذت بريطانياوفرنسا وبلجيكا اجراءات لمسح حرارة مسافرين قادمين من دول مصابة في مطاراتها، من دون رصد اي حالة مشبوهة. وفي الولاياتالمتحدة، حيث بدأت اجراءات لمراقبة المسافرين في بعض المطارات، طمأن الرئيس باراك اوباما مواطنيه الى عدم وجود ما يدعو الى الهلع. الى ذلك، افاد مصدر طبي في مستشفى جامعة جنيف بأن «كندا ستبدأ ارسال اكثر من ألف جرعة من لقاح تجريبي ضد «ايبولا» الى سويسرا اليوم، تمهيداً لبد تجربة اللقاح على البشر في سويسرا في نهاية تشرين الأول (اكتوبر) او مطلع الشهر المقبل. وأظهر لقاحان تجريبيان نتائج واعدة عند اختبارهما على قرود، الأول هو «في إس في - إي بي أو في» الكندي المرخص من شركة «نيولينك جينيتيكس» الأميركية، والثاني تنتجه شركة «غلاكسو - سميث - كلاين» البريطانية. وبدأت الاختبارات السريرية على اللقاح الكندي في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي. وقالت اوتاوا ان النتائج ستظهر في كانون الأول (ديسمبر).