كشف رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل، أن المدينة أنفقت 380 مليوناً على مشاريع البحوث الزراعية، من خلال برامج المنح السنوية للأبحاث وبرامج الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار حتى العام الماضي، لدعم 623 مشروعاً بحثياً في هذا المجال. وأوضح السويل خلال افتتاحه أمس بمقر المدينة، فعاليات المؤتمر الدولي للتقنيات الزراعية في المناطق الجافة، والمعرض المصاحب له، أن المدينة سعت ضمن توجهاتها الرئيسة في الخطة الوطنية إلى تبني الأبحاث والبرامج التي تسهم في تطوير التقنيات الزراعية، إذ وجهت دعماً خاصاً للموارد النباتية الطبيعية في المملكة ذات العائد البيئي والاقتصادي وتوظيف التقنيات الحيوية التي تسهم في تطويرها، للحصول على مردود نوعي وكمي من منتجات هذه التقنيات. وقال إن المدينة انطلاقاً من دورها في تبني التقنيات الحديثة، وتأسيس المراكز والبرامج العلمية والبحثية الموجهة لخدمة التنمية في المملكة، قامت بتأسيس المركز الوطني للتقنية الزراعية، للمساهمة في تنفيذ الأبحاث، وتطوير التقنيات التي تصب في تطوير القطاع الزراعي في المملكة. من جانبه، قال المشرف على المركز الوطني للتقنية الزراعية في المدينة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور ناصر الخليفة، إن القطاع الزراعي في المملكة يعد أحد دعائم الاقتصاد الوطني، ومكوناً أساسياً من مكونات الأمن الغذائي، مشيراً إلى أن هذا القطاع نما خلال العقود الثلاثة الماضية في شكل ملحوظ، نتيجة لتطبيق التقنيات المتطورة، واستخدام الأجهزة الحديثة، وممارسة التقنيات التسويقية المناسبة. ولفت إلى أن المدينة قامت بدعم الأبحاث في مجال الزراعة والتوجهات الاستراتيجية الزراعية، مثل البيوت المحمية التي تعد أحد التقنيات الزراعية في المناطق الجافة، نظراً لكفاءتها في زيادة الإنتاجية وتوفير المياه. وأشار إلى أن اللجنة العلمية للمؤتمر قامت بتحكيم واختيار الملخصات المقدمة من الخبراء التي تجاوزت 160 ملخصاً، ووقع الاختيار على 59 ورقة علمية لتقديمها كمحاضرات، و12 ورقة علمية لعرضها كملصق من خلال 10 جلسات علمية مختلفة. وناقشت الجلسة الأولى للمؤتمر التي عقدت بعنوان «تقنيات المحافظة على المياه للأعراض الزراعية»، سبع أوراق علمية تناولت تقنيات الحفاظ على المياه لأعمال التشجير في المناطق الحضرية، موضحة أن زيادة استخدام مياه الري للتشجير في المناطق الحضرية، أدت إلى ارتفاع الحاجة إلى تقنيات فعالة للحفاظ على المياه اللازمة للتشجير. وتناولت الورقة الثانية «وضع خرائط لملوحة التربة في درجات الحرارة المختلفة بمنطقة الدجيلة بوسط العراق»، وأكدت أن الملوحة تعد مشكلة تواجه الزراعة منذ الحقبة البابلية، واشتدت هذه المشكلة في العقود الأخيرة في سهل بلاد الرافدين في العراق، مبينة أن 60 في المئة من الأرض المزروعة تأثرت تأثراً كبيراً بالملوحة، وأصبحت ما نسبة 20-30 في المئة منها مهجورة. وناقشت الورقة الثالثة التقنية المبتكرة لرصد التربة والزراعة في المناطق الجافة وشبه الجافة، واعتبرت أن الحاجة إلى إرشادات الري الثابت أمر ضروري، لا سيما مع تصاعد النقص في مصادر المياه الغازية، فيما أكدت ورقة عمل «استخدام مياه صرف مصانع الأغذية في استرداد الأراضي القاحلة»، أهمية أساليب التقويم البيئي لتحليل آثار مياه الصرف الصناعي المعالجة في الزراعة الغذائية، واقتراح إطار تطبيق بعض هذه التقنيات. كما تناولت أوراق العمل مناقشة الاعتبارات الاقتصادية في المحافظة على المياه للإنتاج الزراعي، واختلاف مصادر شجيرة القضيم في تحمل الجفاف في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في السودان.