لا شك في أن نادي نابولي يعيش أفضل أيامه منذ أعوام طويلة، فهو بات قوة شرسة في الدوري الإيطالي، والمهدد الرئيس ليوفنتوس على اللقب، وله صولاته وجولاته في المسابقتين الأوروبيتين، لكن هناك ما يهدد هذا الاستقرار والانتعاش مع تواصل تعرض نجومه للسرقات في شوارع المدينة. نجم الفريق السلوفاكي ماريك هامسيك تعرض للسرقة الأحد الماضي للمرة الثالثة خلال فترة وجوده مع الفريق، والحادثة كانت مريعة، فعندما كان هامسيك ينتظر على إشارة المرور بسيارته «بي إم دبليو» جاءه ثلاثة رجال يمتطون عربة سريعة شاهرين مسدساً في وجهه، ومطالبين بساعته «روليكس دايتونا»، التي يقدر ثمنها بنحو 10 آلاف يورو، فقدمها لهم محافظاً على حياته. هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لاعتداء مسلح، ففي كانون الأول (ديسمبر) 2008 وقع ضحية لمسلحين خلال تسوقه في فترة الأعياد، لكن حينها كانت سيارته «ميني»، والمعتدون كانوا اثنين وليسوا ثلاثة، لكن السرقة كانت مطابقة بسرقة ساعته، على رغم أن التقارير أشارت بعدها إلى أن المعتدين أعادوا الساعة إليه بعدما عرفوا هويته ومدى أهميته لفريقهم المحبب نابولي، لكن هامسيك نفى هذا الأمر. وفي 2011، كانت زوجته الحامل حينها مارتينا هي الضحية، عندما سلمت سيارتها لمعتدين تحت ضغط السلاح، لكن الشرطة المحلية وجدتها لاحقاً بفضل جهاز التتبع الفضائي. هامسيك لم يصرّح رسمياً بعد منذ حادثة الأحد الماضي، لكن شقيقته ميسكا كتبت على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «هذه المرة الثالثة التي تحدث... إنه أمر مقزز». ونالت هذه الحوادث من صديقة مهاجم الفريق السابق إزيكويل لافيتزي التي أيضاً سرقت ساعتها تحت تأثير السلاح، والمؤسف أن نجوم الفريق لم يجدوا المساندة المتوقعة من رئيس النادي أوريليو دي لورانتيس، الذي أصدر بياناً ساخراً قال فيه: «في زمن الأزمات المادية ومعاناة الجميع فمن المفضل ألا تخرج من المنزل وأنت ترتدي ساعة من ماركة روليكس». المعاناة نالت من كثيرين من نجوم الفريق، فالهداف الأوروغياني إيدنسون كافاني قرر نقل عائلته إلى حي محصن يحرسه رجال أمن مسلحون على مدار الساعة، بعد تعرض منزله في المدينة للسرقة أكثر من مرة، كما سرقت ساعة زوجته خلال تسوقها في مركز المدينة، وهو ما تذوقه أيضاً مدافع الفريق فالون بيهرامي. السرقات المسلحة التي يعاني منها نجوم نابولي غير محتكرة على هذه المدينة، فنجوم الأندية في مدن أخرى عانوا أيضاً من هذه الآفة، على غرار نجمي الإنتر السابقين ويسلي شنايدر وصامويل إيتو اللذين تعرض منزلاهما للسرقة في مدينة ميلانو، في حين أرغم زميلاهما السابقان كريستيان فييري ولوسيو على تسليم مفتاحي سيارتيهما لمتنكرين بصفة عاملي صف السيارات. وأيضاً تعرض نجوم نادي روما جوان وغابريل هاينزه وكريستيان بانوتشي لسرقة مسلحة في قلب العاصمة الإيطالية، في حين وضع مسلحون مسدساً على رأس مدافع يوفنتوس ليوناردو بونوتشي في مدينة تورينو مطلع هذا العام، على رغم أنه قاوم وواجه معتديه بلكمات مؤذية. هذه الضربات المتلاحقة تؤذي الراحة النفسية لنجوم اللعبة، خصوصاً الأجانب منهم، الذين سيفكرون بالرحيل بكل تأكيد، خصوصاً من نادٍ مثل نابولي، الذي لا يعتبر تقليدياً من القوى المهيمنة على الكرة الإيطالية، وكثير من نجومه يعتبرون وجودهم معه مجرد حجر عتبة يصعدون منه إلى ما هو أفضل، وبالتأكيد هذا ما يفكر فيه حالياً كل من هامسيك وكافاني.