قصيدتان

وداع
ويْلكْ بفقدِانك الشِّراعْ
نزعًا لروحِكَ في الْوداعْ
أيرحلُ الدِّفءُ للبعيد
ويظلمُ البردُ في الضَّياعْ؟
إنَّ الشِّتاءَ سماءُ دمعٍ
تسربلتْ غُربتي قناعْ
شمْسي أتأخذها حنينًا
تُغيِّبُ القلبَ في الْتياعْ
يغورُ حُلمي أسى بُكاءٍ
وبحرهُ من جوى الصِراعْ
جُرحي بمهْدِ الزَّمانِ منِّي
وشمُ النّوى بصمةُ الرِّقاعْ
تغريبتي نوؤها الجنوح
وظلُّها النّزفُ باتِّساع
رهيد النرجس
لبّاكَ قلْبًا رهيدًا يشْربُ الخطر
في فكْره ذبتَ سائِلاً ويَتَّقِدُ
يغْتالهُ شوْقُ جرْحٍ شفَّهُ ألم
يمورُ جمرًا ويمتدُّ ويرتعدُ
يسْتنْطِقُ الْعابرونَ شجْرتي زهْرٍ
منذُ متى الزّهرُ رمزًا ولهُ جسدُ
عيْناكَ بي تصْرُخان حزْنَ ريحهما
فتنْشُرُ اللّوْعةَ الْحرَّى وَ تتَّحِدُ
يا ربْكةً سالَ كلِّي دمْعةً منْها
حلَّقَ همْسُ صداها بي ولمْ يعُدُ
يا نرْجِساً منْ غرورِ الشَّهْقةِ الْغيرى
تمْلأُ التَّجاويفَ كالرَّاهبِ لا أحدُ
دفْقُ اللّيالي وحلْم يُسافِرُ في
أفْيائها جامِحَ الْجناحِ يطَّرِدُ
c-11-11@live.com