اقلعت من مطار رواسي قرب باريس امس، طائرةٌ من طراز ايرباص ايه 310 تقل طاقماً طبياً عسكرياً فرنسياً ومعدات طبية الى الحدود الاردنية السورية لمساعدة اللاجئين. وتقل الطائرة الني أقلعت بعيد الساعة 8:30 (6:30 ت. غ.) خمسين رجلاً بينهم 25 يعملون في خدمات الصحة للجيش. وستتوقف في ايستر لتحميل أكثر من عشرين طناً من المواد الطبية قبل التوجه الى عمان. وقررت باريس ارسال الطاقم الطبي والمعدات إلى الحدود الأردنية السورية لمساعدة اللاجئين. وتشكل هذه المجموعة وحدة طبية مكونة من طبيب عام وممرض ومساعدي تمريض ووحدة جراحة تضم جراحين اثنين ومخدر وممرضتين متخصصتين في التخدير وممرضة وحدة جراحة وأربع ممرضات للعلاج العام وخمس مساعِدات ممرضات وموظفين إداريين. كما يضم متخصصاً في الاشعة وبيطرياً وطبيباً متخصصاً في الاوبئة. واوضح رئيس الاطباء جيرار دوسه: «نتوقع مهمة صعبة ومعقدة، لأن معالمها مجهولة. على الصعيد التقني، لدينا كفاءات» مؤكداً ان «الصعوبة تتمثل خصوصاً في المجهول. سيتعين علينا التكيف يومياً مع اوضاع جديدة». واوضح رئيس الاطباء أن هذه الوحدة الطبية هي خفيفة (الحركة) وسهلة الانتشار وستكون قادرة على بدء العمل في «نهاية الاسبوع». ويفترض ان يتمكن هذا الطاقم من القيام بما بين ست وعشر عمليات جراحية يومياً وفق الإصابات واستقبال 15 الى 20 مريضاً يومياً. واكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت في بيانٍ اول من امس، أن ارسال مساعدة طبية عاجلة الى ضحايا المعارك في سورية وإلى اللاجئين يفترض ان يستكمل «المبادرات الديبلوماسية لفرنسا مع شركائها» من اجل «وقف ممارسات النظام السوري». وكان سفير السعودية لدى الأردن فهد بن عبدالمحسن الزيد قام بزيارة مخيم الزعتري الذي يستضيف اللاجئين السوريين بمدينة المفرق قرب الحدود الأردنية-السورية، يرافقه ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن أندرو هاربر، والأمين العام للهيئة الخيرية الهاشمية أيمن رياض المفلح، ومدير التنسيق والمتابعة في الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية يوسف الرحمة. والتقى السفير الزيد لدى وصوله المخيم عدداً من اللاجئين السوريين الذين عبروا عن شكرهم وامتنانهم للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الداخلية المشرف العام على الحملة الوطنية لنصرة سورية الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وللشعب السعودي على ما لمسوه من تعاطف واهتمام بظروفهم الصعبة، نتيجة نزوحهم من بلادهم بسبب الأحداث التي تشهدها سورية حالياً. وقام السفير الزيد بجولة على المخيم، إذ قدم خلالها القائمون على مخيم الزعتري، شرحاً عن المخيم وأعداد اللاجئين والظروف الحياتية لهم ومتطلباتهم اليومية، كما أطلع ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن أندرو هاربر السفير الزيد خلال الجولة على الجهود التي تقوم بها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن، بالتعاون مع السلطات المعنية في الأردن لخدمة وإيواء اللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم بنحو 150 ألف لاجئ في مختلف المناطق الأردنية. ثم أشرف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن على توزيع طلائع الجسر الإغاثي، إذ تم أمس توزيع 10 شاحنات محملة مختلف المواد الغذائية التي قدمتها المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين على الأسر السورية المحتاجة، التي يقدر عددها بأكثر من 800 أسرة، ومن المقرر أن يتم توزيع بقية الجسر الإغاثي المكون من 43 شاحنة خلال الأيام المقبلة. وفي دمشق أكد وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون الامن والسلام غريغوري ستار امس انه قدم الى سورية لمساعدة فريق البعثة على توزيع المعونات للمتضررين في المناطق التي تعرضت لاعمال عنف، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وقال ستار خلال لقائه بوزير الداخلية السوري محمد الشعار انه اتى الى سورية «لمساعدة الفريق العامل فيها بتوزيع المعونة للمحتاجين من المواطنين في بعض المناطق المتأثرة بالعنف». واشار ستار الى خطة حالياً للتوسع «بتقديم المساعدات بالتنسيق والتعاون مع عدد من الجهات وبخاصة الهلال الاحمر السوري». واعرب ستار عن امله في ان تستعيد سورية «امنها واستقرارها باقرب وقت ممكن»، لافتاً الى انه «متفهم للوضع الحالي ولوجود عناصر اجرامية تعبث بأمن البلاد وترتكب اعمالا تقود الى الازمات»، حسبما نقلت عنه الوكالة. كما كشف وكيل الاممالمتحدة عن دراسة لجمع المكاتب التابعة للامم المتحدة في مقر واحد «بما يساعد في تعزيز امنها وادائها للدور المنوط بها بالشكل الافضل». واشار الى ان المنظمة تقدر «الجهود (السلطات السورية) المبذولة في تقديم التسهيلات الممكنة لعملنا على الارض وبخاصة في هذه الظروف». واكد الشعار بدوره ان بلاده «ماضية في مكافحة الارهاب واحباط المؤامرة التي تتعرض لها وانها لن تتهاون أبداً فى سبيل تحقيق هذا الهدف واعادة الامن والاستقرار الى كامل اراضيها». واضاف ان سورية «قادرة على تحقيق هذا الهدف بفضل امكاناتها ووعي شعبها والتفافه حول قيادته وانها تواصل اتخاذ الاجراءات اللازمة لعودة الامن الى ربوعها».