سئل أعرابي، ما تقول يا هذا في ما يروج له الفرس، من أن السعودية عرضت 150 بليون دولار لشراء ما يعرف ب«الفيسبوك» مثلما يسميه الفرنجة، أو «وجه الكتاب» كما يطلق عليه في الجاهلية، بحجة عدم اندلاع ثورات لديها؟ فضحك الأعرابي ثلاثة أيام بلياليها حتى اهتزت البصرة، وانشطر شط العرب، وقال: أما وأنكم سألتم فاعلموا أن للفرس نوادر ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، فقلنا هلّا قصصتَ علينا بعضاً منها، فقال: يروجون أن كبيرهم هو الخراساني، الذي من شأنه أن يمهد الطريق لظهور المهدي، وقد أخرجوا أفلاماً لتأكيد ذلك الإيحاء، فقلنا لكن الطرق لا تبدو معبدة، فقال: قد يأتي عن طريق الجو، ثم قال: ونقل أن كبيرهم ساعة ولادته سقط ينادي «يا علي»، فتسابقت الدموع للخنوع خشية ومهابة، أما «أم النوادر» فهي أن كبيرهم على اتصال هاتفي دائم بالمهدي. فقلنا: ويحك كيف ذلك، وهل يهاتفه على الجوال أم الثابت؟ فضحك طويلاً ثم قال: يفضلون «تلفون أبو قرص». قلنا: حسناً وماذا بعد، فقال: إنهم قوم يعشقون الهرطقة، ونقلوا للسياسة الزندقة. قلنا: وماذا عن شراء «وجه الكتاب»؟ فقال: أيها الأحباب، أتصدقون عقولهم الضيقة التي تعشق الروايات الشيقة. قلنا: إذاً ما الحكمة من هذه الإشاعة؟ فقال: فقاعة، يصرفون الأنظار عن قضاياهم ويبحثون عن الشماعة... سعود الريس [email protected] saud_alrayes@