قال رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، إن السياسة «إذا لم ترتكز إلى احترام القوانين والأخلاق تكون زعرنة وجريمة»، وقال في عشاء ل «التيار الوطني الحر» في جزين مساء اول من امس: «لا يجوز أن تبقى الدولة على هذه الحال، ولا يجوز أن يبقى الإهمال كما هو». وأكد عون أن جزين «كانت دوماً ضحية الأحداث، وعرفت جميع أنواع الاحتلالات: الفلسطيني، ثم السوري، والإسرائيلي. ثم احتلال ميليشيات لبنانية من كل الأطراف، وأسميتها «جزين المقهورة»، جزين التي كانت نائمة على ضيم. حتى بعد الانسحاب الإسرائيلي، لم تتمكن من استعادة شخصيتها، ولم تسترجع كرامتها ورأسها الشامخ، لم تعد جزين إلى موقعها الحقيقي إلا في العام 2005 عندما اختارت بنفسها مَن يمثلها في المجلس النيابي اللبناني». وأضاف: «عانت جزين من الحرمان، ولم تنل الاهتمام الذي كانت تستحقه من السلطات المركزية، أولاً بالمعاناة التي عانَتها وبالمحاكمات التي طالتها، إذ لا يمكن أن يحاكَم شعب لأنه فُرِضَ عليه الاحتلال. جزين لم تذهب إلى إسرائيل بل إسرائيل أتت إليها، وذلك بسبب عجز الحكم اللبناني عن الدفاع عنها». واشار الى أنه «لمدة 25 عاماً ظلت الدولة غائبة وأهل جزين، أو بالأحرى كل الجنوب كان يصارع للبقاء. كان أمامه حلاّن: إما أن يقبل بالأمر الواقع ويناضل ليبقى ويحافظ على أرضه، وإما أن يترك الأرض خالية ويغادر». وخاطب أهالي جزين قائلاً: «نحن في حاجة لكل يدٍ من أيديكم لتعمل معنا، ولكل صوتٍ من أصواتكم ليرتفع معنا. الدولة بحاجة لنا، لأنهم يغرقون شعبنا بثقافة الفساد؛ تطلق إشاعة اليوم، فتدور من شمال لبنان إلى جنوبه، وبالعكس، وبأقصى سرعة ممكنة، ولكن إذا أعلنت حقيقة تدل عن فساد في الدولة أو لدى القائمين بمسؤوليات في الدولة، فلا يتداولها أحد ولا يستهجنها أحد، وكأنها أمر طبيعي». وأضاف: «6 بلايين و500 مليون دولار من الهبات طارت، وغير معروف أين هي، أصبحت في حسابات خاصة في المصارف، و15 بليوناً من زيادات في الموازنات صرفت من دون فواتير بالصرف، وقروض وضعت خارج إطار الخزينة وصرفت، كذلك الأمر في هيئة الإغاثة، حيث صرفت البلايين ولم يعرف كيف صرفت. كل هذه الحقائق المالية لا تحرِّك الرأي العام، ولا يسأل حتى عما حدث. هذه الوقائع من المفروض أن «تهز أعصابكم» أكثر بكثير من اشاعة، فهذا مالكم! عندما تطلبون أن نملأ «جورة» بالزفت ونقول إنه ليس هناك موازنة أو مال، أو عندما نريد إصلاح مدرسة ولا يوجد مال، فالمال غير موجود لأنه مسروق». وشدد على أنه «في الانتخابات يجب أن نصر على أن يمثلنا الشرفاء»، وقال: «حاولوا جاهدين نشر ثقافة «التعميم»، فصرنا نسمع من يقول إن كل السياسيين «زعران». لماذا نشر هذا التعميم؟ لأن الزعران حكموا وسرقوا البلد وليس بإمكانهم أن يرتفعوا إلى صفنا، لذلك يريدون أن يشدونا إلى صفهم»، مشيراً إلى أن «لكل شخص تاريخاً في هذا البلد، اليوم نتحدث عن فساد وعن بلايين بحدود ال30 إلى ال40 بليوناً، وسترَون ذلك قريباً بقيودها وبأوراقها الثبوتية، نحن لا نتهم أحداً بإمكانه أن يكَذبنا، ولا نقول كلمة إلا وهي حقيقة تاريخية يجب أن يتم ذكرها في كتاب التاريخ».