أمير تبوك: عهد الملك سلمان زاهر بالنهضة الشاملة    مبادرة 30x30 تجسد ريادة المملكة العالمية في تحقيق التنمية المستدامة    إنسانية دولة    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يبحثان التعاون والتطورات    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يستعرضان هاتفيا العلاقات الاستراتيجية بين البلدين    السعودية تستضيف الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي    «مدن»: 20 مليار دولار استثمارات الصناعات الغذائية    معرض برنامج آمن.. الوقاية من التصيُّد الإلكتروني    ممكنات الاستثمار السعودي السياحي تدعم المستثمرين السعوديين والأجانب    معادلة سعودية    رئيس الطيران المدني: إستراتيجيتنا تُركز على تمكين المنافسة والكفاءة    المملكة تجدد مطالباتها بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيّين في غزة    عدوان الاحتلال.. جرائم إبادة جماعية    المطبخ العالمي    القوات الجوية تشارك في "علَم الصحراء"    شاهد | أهداف مباراة أرسنال وتشيلسي (5-0)    «خيسوس» يحدد عودة ميتروفيتش في «الدوري أو الكأس»    في انطلاق بطولة المربع الذهبي لكرة السلة.. الأهلي والاتحاد يواجهان النصر والهلال    الهلال يستضيف الفيصلي .. والابتسام يواجه الأهلي .. في ممتاز الطائرة    يوفنتوس يبلغ نهائي كأس إيطاليا بتجاوزه لاتسيو    مجلس الوزراء: 200 ألف ريال لأهالي «طابة» المتضررة مزارعهم وبيوتهم التراثية    تفاهم لتعزيز التعاون العدلي بين السعودية وهونغ كونغ    مكافحة إدمان الطلاب للجوال بحصص إضافية    وزارة البيئة والمياه والزراعة وجولات غير مسبوقة    أضغاث أحلام    تأثير الحياة على الثقافة والأدب    جائزة غازي القصيبي (2-2)    إشادة عالمية بإدارة الحشود ( 1 2 )    المجمع الفقهي والقضايا المعاصرة    دورة حياة جديدة    طريقة عمل ديناميت شرمب    طريقة عمل كرات الترافل بنكهة الليمون    طريقة عمل مهلبية الكريمة بالمستكه وماء الورد    5 عوامل خطورة لمتلازمة القولون العصبي    تحذير من مرض قاتل تنقله الفئران !    سعود بن نايف يشدد على تعريف الأجيال بالمقومات التراثية للمملكة    محافظ الأحساء يكرم الفائزين بجوائز "قبس"    مركز التواصل الحكومي.. ضرورة تحققت    أتعبني فراقك يا محمد !    أمير الشرقية يرعى تخريج الدفعة 45 من طلبة جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل    أمانة المدينة تطرح فرصة استثمارية لإنشاء مدينة تشليح    العدالة الرقمية    مجلس الشيوخ الأمريكي يمرر حزمة مساعدات أوكرانيا    عبدالعزيز بن سعد يناقش مستقبل التنمية والتطوير بحائل    الشورى يدعو «منشآت» لدراسة تمكين موظفي الجهات الحكومية من ريادة الأعمال    الشرطة تقتل رجلاً مسلحاً في جامعة ألمانية    سورية.. الميدان الحقيقي للصراع الإيراني الإسرائيلي    متى تصبح «شنغن» إلكترونية !    أخضر تحت 23 يستعد لأوزباكستان ويستبعد مران    مهمة صعبة لليفربول في (ديربي ميرسيسايد)    أمير الرياض يستقبل عددًا من أصحاب السمو والفضيلة وأهالي المنطقة    العين الإماراتي إلى نهائي دوري أبطال آسيا والهلال يودّع المسابقة    «مكافحة المخدرات» تقبض على ثلاثة مروجين    معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يلتقي منسوبي فرع الرئاسة العامة بمنطقة جازان    مطالب بتمكين موظفي الحكومة من مزاولة "الأعمال"    السديس يُثمِّن جهود القيادة الرشيدة لتعزيز رسالة الإسلام الوسطية وتكريس قيم التسامح    الإعلام والنمطية    دور السعودية في مساندة الدول العربية ونصرة الدين الإسلامي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم الثالث للمناقشة العامة... «جلسة المحرمات» وبري ينسى إقفال الميكروفون: قرفت... قرفت
نشر في الحياة يوم 20 - 04 - 2012

بعد ست جولات على مدى ثلاثة أيام متواصلة لجلسة المناقشة العامة للحكومة اللبنانية، لم يترك خطباء المجلس النيابي «محرمة» إلا واستخدموها في حق بعضهم بعضاً، وخرجت المناقشات عن أجواء الضبط والرتابة واستحضرت القيل والقال وتبادل الاتهامات، فهدد رئيس المجلس النيابي مرات عدة بإرجائها قبل أن يعيد مسارها إلى إطار الضبط. وبعد تكرار السجالات والمشادات العنيفة، سمع بري يقول للنائب سامي الجميل في كلام ثنائي بينهما من دون أن ينتبه إلى أن مكبر الصوت لا يزال مشغلاً: «أنا قرفت قرفت، لهذا السبب لا أريد أن أقيم جلسات مناقشة عامة بعد الآن بهذا الشكل»، ما حدا بالنائب روبير غانم إلى التمني عليه قبل اختتام الجلسة «عقد جلسات المناقشة بعيداً من الإعلام للمصارحة والمصالحة من أجل لبنان». فطلب منه بري «تقديم صيغة للمناقشة العامة على الطريقة الأوروبية والديموقراطية، ونحن أعرق الدول بالديموقراطية لكن المهم الممارسة لأن ما حصل ليس طبيعياً».
وكانت الجلسة بدأت بكلمة للنائب ياسين جابر الذي أكد أن «الشعب سئم المساجلات داخل الحكومة وخارجها، وكلها لا تنفع ولا تفيد، والمواطن يريد أن يسمع عن إنجازات وخطوات عملية». ورأى أن «الحكومة فشلت في تحقيق الكثير لأنها تختلف في ما بينها على كل شيء تقريباً ولا تعمل كفريق عمل متجانس ما يفقدها ثقة اللبنانيين المهمة لأن اللبنانيين سيذهبون في السنة المقبلة إلى صناديق الاقتراع لكي يعطوا الثقة أو يحجبوها في الاستحقاق الأهم، لذلك يا دولة الرئيس المطلوب انطلاقة جديدة في الأشهر المقبلة والعمل بروح الفريق الواحد».
وأشار إلى أن «لم يعد جائزاً أن يستمر الوضع المالي الاقتصادي في حال التخبط والفوضى، فلا موازنة للسنة السابعة ولا قطع حسابات ولا تدقيق»، مؤيداً اقتراح النائب علي فياض ب «تحويل اللجنة الفرعية المالية إلى لجنة تحقيق مالية»، ولافتاً إلى «استمرار الفوضى في هذا القطاع». وشدد على «قانون انتخابات يعتمد الدائرة الانتخابية الواحدة وفقاً لنظام النسبية ما يخفف من حدة الطائفية ويؤمن ولادة مجلس نيابي يليه استحداث مجلس شيوخ وفقاً للطائف»، مشدداً على «ضرورة العودة إلى نصوصه».
ورأى النائب زياد القادري أن «المطلوب فوراً محاسبة حاسمة لهذه الحكومة التي تحولت إلى جثة هامدة»، وقال: «بنظر مالكي هذه الحكومة لا يتم التعبير عن الخلافات إلا بالقمصان السود ولا يتم حلها إلا بالاستقواء». وسأل: «أحرصاً على المقاومة تمنع الأجهزة الأمنية من أن يكون لها عيون وآذان وشبكات العمالة تسرح وتمرح على هواها؟ هل المقصود من التمنع عن إعطاء الData التستر عن إمكان ظهور عميد عميل من هنا أو آخر من هناك؟ فبئس الزمن الذي فيه يولد العملاء في ظل ورقة تفاهم فيما آخرون لا ورقة تفاهم تحميهم». وقال: «هذه الحكومة لم تأتِ لإنقاذ لبنان وإنما للانتقام منه، فها هو لبنان يغرق فما أنتم فاعلون؟ هذه الحكومة لم تأت لحفظ الاستقرار، فهي حكومة السلاح ولم تأت لمكافحة الفساد وهي تضم عملاء لهذا الفساد، فهذه حكومة الرؤوس الحامية».
وأضاف: «آخر فصول التناقضات في هذه الحكومة حرب التصريحات المتبادلة بين رئيس الحكومة وحليفه وزير المال فلا يهمني ما قيل في هذا السجال لأن ما قيل مهزلة. إلا أن ما يهمني هو أن وزير المال يجب أن يكون الدرع المدافعة عن هذه الحكومة فهل من المقبول أن يتهم رئيس الحكومة وزير المال بأخذ العمولة؟».
وقال: «أبارك للحكومة ما أنجزته من نأي بالنفس عن قضايا لبنان وشعبه، هذه العقيدة الجديدة النأي بالنفس كمن يتزوج وينأى بنفسه عن زوجته، فمن أنجبوا هذا المخلوق الهجين لو ينأون بأنفسهم عنا لكنا بألف خير». بري: «أعد لي ما قلته عن الزوج». الوزير علاء الدين ترو: «بعدو أعزب ما بيعرف فيها». بري: «رح سامحوا بنصف دقيقة زيادة لأجل هالمثل».
وسأل: «هل يعقل أن تحتفل الحكومة بتسويات كهربائية تفوح منها رائحة العمولات فيما تهددون الموظف بأن لا راتب له في آخر الشهر؟ «لماذا تريد الحكومة أن تحمل المواطن مسؤولية فشلها؟». وقال: «لقد وقع الذعر بعد إعلان عدم دفع الرواتب إلا أن رئيس الحكومة تأخر في تبديد الهواجس». وسأل: «هل يجوز تسمية اللاجئين السوريين بالإرهابيين؟»، معتبراً أن «الحكومة قدمت التبريرات اللازمة للنظام السوري للاعتداء على السيادة اللبنانيين»، مستغرباً «لماذا تقتصر إعانة النازحين على منطقة الشمال؟». ورأى أن «هذه الحكومة لا تؤتمن على عملية ديموقراطية للانتخابات النيابية، ولا تؤتمن على إنتاج أي قانون انتخابات وهي غير المؤتمنة على مصالح اللبنانيين وكرامتهم»، وقال: «لا يمكن أن نقبل إلا بانتخابات في موعدها وفي ظل حكومة محايدة لا تكون طرفاً، بلا سلاح غير شرعي، بل سلاح في كنف الشرعية، ومن دون أي نفوذ للنظام السوري».
واعتبر أنّ «الإنجار الذي لم يسبق أحد الحكومة عليه، أنّها قدمت من طريق وزارة الخارجية التبريرات اللازمة للنظام السوري لخرقه السيادة اللبنانية»، سائلاً: «هل نسيت الحكومة أن هناك قراراً اتهامياً في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري؟ وهل نسيت أن هناك 4 مطلوبين أم وصل الأمر بالحكومة إلى حد حماية المتهمين أو النأي بالنفس عن العدالة؟».
«البرافدا»
ولفت القادري إلى «اعترافات العميد العميل (فايز كرم)، التي أردت من خلال التذكير بها، سؤال أحد الزملاء الذي تحدث بالأمس، عن أي جرح تتحدث؟ أجرح من جال العالم بأسره من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان؟ أم جرح حليفك الذي أمعن في خيانتك وخيانة الوطن كما جاء في اعترافاته؟».
النائب إبراهيم كنعان: «شو إلو عازي هيدا الكلام، هيدا تسريبات فرع المعلومات في التحقيق الأولي». بري: «المجلس للمناقشة والحوار». النائب سيمون أبي رميا تعليقاً على كلام القادري عن اتهامه حليف «حزب الله» بخيانة الوطن: «أسجل احترامي للنائب أمين وهبي الذي فصل بين التيار العوني وبين العميد كرم، بصرف النظر إن كان كرم فعل فعلته أم لا». القادري: «ما سميت حدا يا دولة الرئيس».
وشبه أبي رميا صحيفة «المستقبل» ب «صحيفة «برافدا» السوفياتية في لبنان»، وتابع أن «بالأمس هاجمت في كلمتي الذين كان يزورون عنجر، و «المستقبل» قالت إنني أدافع عن زوار عنجر. نتفاجأ بكل هذا السرد للمعلومات في صحيفة «المستقبل» لإفادة كرم في التحقيقات الأولية، مع العلم أن فرع المعلومات ادعى أنه أتلف هذه التحقيقات».
بري: «أتمنى أن لا تحرجوني ولا تحرجون أنفسكم، هذا الكلام ليس بالنظام. في إمكان أي زميل لكم في التيار الحر عندما يأتي دوره في الكلام أن يرد . تناولوا وزير الخارجية وهو من فريقي ولم أرد». النائب عاطف مجدلاني: «البرافدا تعني الحقيقة». أبي رميا: «هذه أيام الاتحاد السوفياتي».
وأكد النائب كاظم الخير أن «الحكومة اتفقت على الوطن وتتناحر على حسابه الذي أجبر على القبول بها». ولفت إلى أن «هناك من حاول تحويل الجلسة من المناقشة والمساءلة إلى جلسة دفاع عن الحكومة عبر الهجوم على الحكومات المتعاقبة». وقال: «لا بد من التطرق إلى وزارة قطع الطاقة ووزير الظلام وكأنه يريد الانتقام من أهالي الشمال، لقد استحدث مناصب جديدة ويريد البعض أن يقنعنا بمشروعه الإصلاحي».
وزاد: «الشمال يحتضن آلاف النازحين السوريين وهم ليسوا إرهابيين. إنه شعب لجأ إلينا هرباً من آلة القمع».
ولدى إبرازه ورقة تحدد النمو في الحكومات السابقة علق أبي رميا: «حاملها بالقلب». الخير: «عقلك بالقلب». النائب حكمت ديب للخير: «واحد بلا...». الخير: «ما بسمحلك». بري : «شو هيدا الكلام. يشطب من المحضر».
ودعا النائب غسان مخيبر إلى «التعاون في ما بيننا رغم اختلافاتنا لاستكمال بناء مؤسسات دولة غير موجودة، وبناء دولة لأولادنا كي لا تلعننا الأجيال المقبلة». واعتبر «أن الدولة في بنيتها هي المعوقة وإعاقاتها متعددة، وعلينا أن نعتني بها لشفائها وبناء مؤسساتها»، مؤكداً أن «لبنان لا يزال يتخبط في أزمة بنيوية، وتأخرنا وأضعنا الكثير من الفرص».
ورأى النائب تمام سلام أن «في غياب الأفعال لا يمكن التعويض بالكلمات، ولاحظنا أن في محصلة ما سمعناه كانت المواقف من جهة المعارضة مواقف واضحة وصريحة، في تناول الحكومة وأدائها بينما في غالبية مواقف الموالاة كانت الكلمات تتحدث عن الماضي. أما لماذا فلأن الحكومة بعد 9 أشهر ينقصها الأفعال والأداء، وبالتالي يمكن القول بكل موضوعية إنها حكومة تصريف أعمال وإن التصريف يجري بصورة سيئة».
ولفت إلى أن «هناك موضوع التعيينات الذي يراوح مكانه وواضح أن الخلاف داخل الحكومة أخّر هذا الاستحقاق وهذا جزء من مناخ عام يسيطر على البلد يوحي بالكثير من الفلتان ولا يوحي بالاطمئنان ونحن في وقت حرج نمر به في لبنان»، مضيفاً: «لقد هدرنا فرصاً كبيرة كان يمكن أن تؤسس لمرحلة مقبلة في لبنان وليس هناك ما يبشر بالخير في الأشهر المقبلة».
وتناول موضوع ميدان سباق الخيل الروماني المكتشف في وسط المدينة، فأوضح أن «هذا الموقع هو جزء من مرمح كبير يمتد على مساحة أبنية عدة وعام 1997 نبشت مديرية الآثار المكان وتبين معها هذا التراث... على كل عقار يريد المستثمر أن يبني فيه على مديرية الآثار أن تتأكد من خلوه من الآثار».
وتوجه إلى وزير الثقافة غابي ليون سائلاً: «هل نحن أمام وزارة ثقافة وطنية للحفاظ على التاريخ أم أمام وزارة تجارة واستثمار عقاري عابر؟»، مقترحاً على الوزير الاستعانة ب «الأونيسكو».
وأشار النائب جورج عدوان إلى أن «الحكومة تعطلت بسبب ملف شهود الزور 3 أشهر والحكومة بات عمرها سنة اليوم فماذا ننتظر لإحالتهم على المحاكمة؟»، لافتاً إلى أن «الحكومة السابقة أُسقطت لإسقاط المحكمة الدولية ولكن الحكومة مولت المحكمة «الإسرائيلية - الأميركية» وجددت لها 3 سنوات وكانت شاهدة على تعديل بروتوكول المحكمة».
ولفت إلى أن «أكبر خدمة للمعارضة هي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والمعارضة مصرة على الحفاظ عليها وسنعمل بكل طاقتنا لبقائها لأن لا حليف لدينا يستطيع تحضير الأجواء الشعبية لنا كما تستطيع القيام به هذه الحكومة».
وإذ لفت إلى أن «صورة الحكومة تسيء إلى صورة لبنان»، أشار إلى أن «الحكومة ليست بحاجة لمعارضة لتتكلم عنها لأن كلام وزرائها عنها كافٍ».
وعلّق عدوان على كلمة ميقاتي في بدء افتتاح جلسات المناقشة، متحدثاً عن الاستقرار بالجنوب والمحكمة الدولية وقضية النأي بالنفس»، مشيراً إلى أن «هناك استقراراً في الجنوب ولكن هذا الاستقرار الفضل فيه ليس للحكومة بل هو مربوط بقرار «حزب الله» وأحد مطالبنا أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الحكومة وليس بيد الحزب ونسعى إلى ذلك».
وعن المحكمة الدولية، لفت إلى أن «هناك فريقاً على الأقل في الحكومة يقول إنه لا يقبل بتسليم متهمين ويعارض كلياً موقف ميقاتي».
وشدد على أن «لدينا تحفظاً على تطبيق أجزاء من الكلام عن النأي بالنفس بالنسبة لسورية»، لافتاً إلى أن «مأخذنا أن هناك 51 تعدياً على الحدود اللبنانية - السورية والدولة اللبنانية لم تتعاطَ معها بما يحفظ الكرامة الوطنية، و10 عمليات قتل حصلت ضمن الحدود اللبنانية كان آخرها اغتيال مصور قناة «الجديد» علي شعبان». وتمنى أن «تحال قضية محاولة اغتيال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى المجلس العدلي «نظراً إلى ما تمس هذه القضية بالاسقرار والأمن القومي ومحاولة إعادة البلد إلى جو الاغتيالات»، متسائلاً: «هل عدنا إلى جو الاغتيالات؟ إلى جو نستخدم فيه الإزالة لتغيير الموازين السياسية؟».
وطالب عدوان الرئيس بري وكل الكتل النيابية ب «تأليف لجنة تحقيق برلمانية تضم جميع الكتل لترفع العيب عنا كبرلمان وكشعب لبناني بات صيته في الأرض بسبب رائحة الصفقات». ورأى أن «من يتصرف على أساس نبقى نماطل للقيام بانتخابات على القانون الحالي يكون يمنع عن المسيحيين حقهم بنصف النواب في البرلمان».
وأوضح عدوان أننا «لا نقول «لحزب الله» كبوا سلاحكم بالبحر وأن يكون لبنان ضعيفاً وأن إسرائيل ليست عدواً بل نطالب بإيجاد طريقة لإدخال السلاح الذي أصبح مصدر خوف للبنانيين، في الجيش وتقويته والوقوف إلى جانبه».
ورد النائب محمد رعد على كلام عدوان بالنظام، وقال: «هذه الصورة مجافية للواقع لأن السلاح مصدر طمأنة لغالبية من اللبنانيين إزاء خطر يتهددهم من العدو الإسرائيلي»، معتبراً أن «من كان يريد استهداف السلاح ولم يستطع صار يخاف ويخوف الناس وهو ليس مصدر تخويف لأنه موجه للعدو الإسرائيلي». وقاطعه بري قائلاً: «هذا الكلام ليس في النظام إذا لديك كلمة يمكن أن تعطي رأيك فيها».
ورد عدوان عليه، فشدد على أن «إذا أردنا أن نتكلم، فليس المهم أن نرى كيف ننظر نحن للأمور بل يجب أن نرى الآخر كيف ينظر للأمور». بري معلقاً: «المهم أن نتحاور وهذا هو الأساس».
ايديولوجيا الكتائب والبعث
وأكد النائب سامر سعادة أن «هذه الحكومة هي حكومة الفساد والأزمات المالية». وقال: «أيديولوجياً لسنا ضد حزب البعث السوري وتمكنا في زمن معين من إقامة العلاقة معه إلا أننا لا يمكننا اليوم قبول النظام في سورية لأن جيش هذا النظام دخل إلى لبنان وارتكب ما ارتكب». واعتبر أن «قسماً من اللبنانيين سامح السوري الذي حارب اللبنانيين بينما هذا القسم لم يسامح اخاه اللبناني الذي يجلس الى جانبه في البرلمان». وقال: «يجب أن نتنازل لبعضنا بعضاً لنستطيع العيش معاً، وللعيش معاً اخرجوا من «خزعبلة» الجيش والشعب والمقاومة ومزارع شبعا وسلموا سلاحكم الى الدولة التي نؤمن ببنائها سوياً كما سلمنا سلاحنا الى الدولة».
وتابع: «نريد لبنان لا يوجد فيه مخيمات فلسطينية مع السلاح ولا مربعات امنية ونريد دولة حيث يستطيع الجيش اللبناني ان يحلق في الأجواء اللبنانية من دون ان يتعرض لإطلاق نار». واعتبر أن «عندما يكون الوزراء متهمين لا يبالون في حديث النواب ولا يحضرون الى مجلس النواب لم تعد المشكلة في مجلس الوزراء بل في مجلس النواب الذي يعتمد شعار أنصر اخاك ظالماً كان أو مظلوماً».
وطلب النائب علي المقداد بالنظام شطب كلمة «خزعبلات الجيش والشعب والمقاومة» من محضر كلمة سعادة «لأنها لا تليق بالجيش ولا بالشعب ولا بالمقاومة»، فوافق بري على ذلك.
ورد النائب عاصم قانصو على سعادة أيضاً، فقال انه «كان صغيراً عندما كنا نتعامل مع حزب الكتائب»، سائلاً إياه: «هل تعرف الرفيق الشهيد غيث خوري الذي كان معنا في مدرسة الحكمة، من قتله؟ أنا خلصت ابن أخته من الموت وكان معنا كريم بقرادوني». فرد سعادة بالقول: «بعد العهد السوري لم نرَ وزارة ولا نيابة».
واعتبر النائب آلان عون انهم «يهاجمون تجربتنا الفردية، وتحديداً هذه الحكومة التي لم تتخط 5 في المئة من الوقت الذي قضيتموه في السلطة». وأكد ان «سياسة الدين المستدام التي اعتمدتها الحكومات خلال 18 سنة هي التي اوصلتنا الى دولة عاجزة ومفلسة، اضافة الى هدر المال العام والفساد والإنماء الانتقائي». وقال: «وضعنا الدولة في مسار تصاعدي وليس في مسار انهياري كما تركتموها لنا». ودعا «تيار المستقبل» الى «وقف الدروس في الوطنية والسيادة والاستقلال»، مذكراً «بتحالفهم 15 سنة مع النظام السوري عندما كانت هذه ارادة السياسيين، ثم تصادموا معهم في 2005 وتصالحوا في 2009 وناموا في قصر الضيافة، والآن يختلفون مع النظام السوري». وقال: «من يضمن العودة الى معادلة س - س (سورية - السعودية)، او أ - أ (أميركا - ايران) ومن اعطاهم الحق الحصري ان يخاصموا ويهادنوا ويصالحوا متى شاؤوا»، مشددا على «تعاطف لبنان مع الشعب السوري، ولكنه ليس مستعداً لأي مشكلة أو حرب». وقال: «اتركوا الشعب السوري يقرر مصيره وابتعدوا عن اللبنانيين».
ورد النائب احمد فتفت بالقول: «الكلام الذي أورده النائب غير صحيح، هذا افتراء وكذب». بري: «تشطب كلمة كذب». فتفت: «اعتبر ان ما قاله عون هو تحوير للحقيقة». عون: «اقعد يا فتفت حاجي تجعّر هذا فجور تعودتم عليه»، فتفت: «ما حدا علمنا الفجور غير معلمك». النائب مروان حمادة: «معلمك ملك الفجور».
وتدخل بري لفض الإشكال بعد أن هدد النائب سامي الجميل بالانسحاب من الجلسة، قائلاً انه يخجل من حضور جلسة كهذه ويفضّل الخروج.
وتوجه عون الى «اخوتي في القوات والكتائب والدروز بالقول: نحن نعيش هواجس اكبر في هذه المرحلة المصيرية، اننا أيتام المعادلة الإسلامية، صغار في لعبة أمم كبيرة». ودعاهم الى «التفاهم وعدم الاتكال على اي رهان خارجي يؤدي الى الهلاك». وقال: «تيار المستقبل هيك مش قادرين عليه فكيف اذا اصبح امة المستقبل مع الربيع العربي؟».
واكد «ان هذه الهواجس ليست مبالغة»، داعياً الى ان «نكون مسيحيين وسنّة وشيعة سرب طيور نحلق مع بعضنا بعضاً مهما كان حجمه لكن لكل واحد جناحه».
النائب محمد قباني: «كلام طائفي مذهبي بغيض»، النائب محمد كبارة: «شو هالأكل ال...». عون: «هل المستقبل طائفة أم فريق سياسي؟ نحن منذ ثلاث أيام نتحمل تحملوا». بري: «هم يخلصونك مني عندما يتدخلون».
كبارة لبري: «الحقد بدمهم، لا يستطيعون القول فريق سياسي». بري: «انت من يومين لم أرك والآن على «الوصلة» تريد أن نفتعل المشاكل؟».
وعقّب بري على كلام عون، معتبراً ان «اللغة التي استعملت في المجلس النيابي ليست جيدة، وأنا أعلم أن داخل كل واحد منا وحشاً طائفياً، ونحن ابتلينا بالموضوع الطائفي والمذهبي كما ابتلي الشرق كله الآن، وقبل ان تحصل كل هذه الأمور قلت اننا امام «سايكس بيكو» جديد، هنا الشيعي والسنّي والدرزي والماروني. نبدأ بلبنان اولاً، لبنان هو الذي يجمعنا، كنت أتمنى ان نعبّر بتعابير اخرى وان نحسن استعمالها. اذا بقينا نتكلم بالموضوع الطائفي والمذهبي فإننا لن نصل الى لبنان موحد، وهذه ملاحظة اخوية لك». وشدد على أن «لبنان هو الذي يجمعنا ونتمنى عليك من موقع حب ان تعبر عما اردت ان تعبر عنه بتعابير اخرى»، مشيراً الى ان «القول للشخص عن اذنك يبقيه صديقك، ولكن ان قلت له «سكر تمك» يجعلك تتشاجر معه»، مؤكداً ان «بالموضوع المذهبي لا نصل الى لبنان موحد واتمنى عدم التعليق على الموضوع».
فتفت: «دم الرئيس رفيق الحريري سرع مسار تحرير لبنان، والقرار اتخذ قبل التمديد للرئيس الاسبق اميل لحود». وأشار الى أن «حركة أمل وحزب الله شاركا بكل الحكومات منذ عام 1992، فماذا هذا الكلام والاتهام؟».
بري: «نحن في هذه الحكومة مشاركون ولدينا ملاحظات عليها». عدوان: «لو لم يقوم دروز ومسيحيون ولبنانيون لم يكن ليتحرر لبنان». وقال: «بدل ان نفتش كيف نضع «خازوقاً» بين السنّي والشيعي، فلنبحث كيف نجمع بين السنّة والشيعة».
ورأى النائب خالد ضاهر ان «لا أمل من هذه الحكومة التي جاءت بإرادة خارجية لا تهتم بلبنان وبمصالح شعبه، همها خدمة نظام بشار الاسد ولو على حساب دماء اللبنانيين». وقال: «هذه الحكومة تغطي على العملاء وتشارك في احتفالاتهم وتمجدهم على حساب الوطن». وقال: «نحن امام مشكلة، لأننا نتعامل مع افرقاء لم يلتزموا بالعهد والمواثيق بل خرقوها بعد الدوحة». ورأى ان «الفريق الآخر يأخذ البلد الى الهاوية»، وقال: «تمارسون كل انواع الموبقات والإساءات وتستهدفون البلد ونظامه ومؤسساته. هذه سياسة مجنونة لا يمكن ان تخدم احداً في لبنان، سياسة العزل والإقصاء للفرقاء السياسيين بقوة السلاح فاشلة». وأكد ان «الحوار واجب ومصلحة وطنية لكن لا حوار تحت ظل السلاح. وأطلب من «حزب الله» لتضميد الجراح الاعتذار من اللبنانيين عموماً ومن اهل بيروت واهل السنّة تحديداً، وخصوصاً السيد حسن نصرالله». ودعا «حزب الله» الى تسليم المتهمين الاربعة باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ولفت النائب حسين الموسوي في رد على الضاهر الى ان «نزع السلاح في بلد مهدد مطلب اسرائيلي».
ورأى النائب عاطف مجدلاني ان «الدكتور سمير جعجع دفع 11 عاماً سجناً ولم يغير قناعاته، والرئيس رفيق الحريري دفع حياته ثمناً للسيادة، اما الآخرون وعندما «حزت المحزوزية» هربوا الى اقرب سفارة». وقال: «من نناقش ونحاسب؟ أنناقش الفراغ ام نحاسب العنتريات والتهويل؟ أنناقش حكومة اللاعمل؟ كل ما نرى هو عبارة عن صفقات وروائح نتنة لجسم مهترئ. عجباً من هذه التركيبة الفريدة التي أوجدتها أيادي الظل والاستبداد ومستمرة بقوة السلاح». وقال: «وصل الامر بالحكومة الى الاعتراف بأًننا نصدر ارهابيين الى سورية فيا للعيب».
واضاف: «العمالة لاسرائيل اصبحت غلطة لا جريمة ولا خطيئة، عقابها الحبس اشهراً عدة في سجن 5 نجوم لا الاعدام يا للعجب».
«تركة ثقيلة»
وسأل النائب علي عمار «ان كانت الحكومة ميتة فكيف يمكن تكليم الاموات؟». واستغرب ان «يدعو البعض الحكومة ان ترحل وهي مستمرة بثقة المجلس النيابي». ولفت إلى أن «استحضار ماضي الحكومات السابقة ليس معصية بل يجب الاستحضار للاستفادة منه للمستقبل».
وتابع: «لم يحصل في تاريخ لبنان منذ 1992 حتى 2000 ان حظيت حكومة بدعم محلي واقليمي ودولي كما رفدت هذه الحكومات».
وأكد عمار أنه «راهن من راهن على ما يسمى بربيع السلام فكانت النتيجة ان الميثاق اللبناني ضرب في الصميم وسياسة لكل رأس سعر كانت هي السياسة السائدة وسياسة لكل مواطن رشوة سادت واستنفار العصبيات الطائفية والمذهبية هي السياسة واعدام كل قطاعات الانتاج واي موبقات لا يمكن استحضارها»، لافتاً إلى أن «هذه السياسة هي تركة ثقيلة وارث ينوء عن حمله اللبنانيون».
وقدم اعتذاره ل «عكار بنسائها وشيوخها المحرومين من أبسط حقوقهم، والبقاع لإدارة الظهر لها، وإلى أسر الشهداء وإلى الرشيد كرامي لأن هؤلاء ملوا منا ضجراً».
ولفت إلى أنه «منذ ان انطلقت مسيرة المقاومة اللبنانية ونحن نعلم ماذا ينتظرنا لكن اقول لشركائنا في الوطن أننا لا نستغرب ان تضعنا الادارة الاميركية بكل اجهزة استخباراتها والعدو الاسرائيلي على رأس اولوياتها».
وأشاد بالنائب ميشال عون، الذي حارب بشرف وسالم بشرف مشيراً إلى أن «البعض قد يأخذ عليه طريقته في التعبير ولكن لا يحاكم المرء على سوء ادائه انما يحاسب على النوايا وهذا الرجل يختزل في داخله ارادة التغيير والاصلاح واللبنانيون جميعاً مطالبون ان يرقوا الى مستواه».
كبارة معلقاً: «وعندما هرب هرب بشرف».
فتح أبواب التوبة للنازحين
وأكد النائب أكرم شهيب أن «لا احد يرغب بالتشنج خصوصاً ما سمعناه من الكلمات التي وكأنها تصفية لحسابات بنكهة طائفية لا تخدم استقرار البلد»، ولفت الى انه «مع السوء الذي تعانيه الاتصالات، تحجب الداتا عن الاجهزة الامنية، وما أدراك ما الداتا في الجرائم، التي هي من حق الاجهزة الرسمية العادية، ولبنان شهد تجدداً للاغتيال السياسي عندما استهدف سمير جعجع في قلب معراب»، محذراً من عودة لغة الاغتيالات».
واعتبر أن «واجبنا جميعاً ان نحصن سلمنا الاهلي وان نخرج بموقف تجاه أمن حدودنا على الاقل. متفقون على ان عدونا واحد هو اسرائيل، لكننا مختلفون على امن حدودنا مع سورية الشقيقة التي فيها نظام فقد شرعيته في الجامعة العربية، ومقعده اصبح مقعداً فيها». وسأل: «عن أي نظام تدافعون، عن نظام بينه وبين شعبه مراقبون دوليون، وايضاً بينه وبين اسرائيل مراقبون دوليون والمؤسف ان البعض اعتبر النازحين ارهابيين».
ولفت الى ان «السلاح الذي دافع عن الجنوب وبيروت، كان عنواناً للخلاف، ولن يخرج الا بتسوية. وبعيداً من السجال الذي يفرق حول سلاح المقاومة والانقسام بين اللبنانيين حوله، فإنه اكتسب شرعيته ضد العدو الاسرائيلي ويفقد هذه الشرعية اذا تغير اتجاهه».
ورأى النائب ايوب حميد أن «مؤسسة الجيش تترك عارية من الحماية السياسية، وهو الذي يدفع من اللحم الحي دفاعاً عن حدود مهددة». وتوجه الى رئيس الحكومة بالقول: «المراوحة تأكل من رصيدكم الشخصي والعام فأقدم يا ميقاتي الى ابرام عقود خلت في شتى المجالات فسياسة الترشيق للارادة جعلت الاشياء تعفن، ومعاملات المواطنين تنتظر الشفاعة».
ورأى ان «سورية فتحت ابواب التوبة والعودة للفارين قسراً فلم لا تقوم الحكومة بما يتوجب عليها قبل فوات الاوان بالتنسيق مع السلطات السورية لعودة النازحين الى ديارهم؟».
وقال النائب هادي حبيش: «اجد نفسي مضطراً للاعتراف امامكم بأن هذه الحكومة حققت انجازاً لم تسبقها اليه حكومة من قبل انجاز يؤهلها لدخول موسوعة «غينيس» لكثرة ما اطلق من القاب حكومة بحكومات وحكومة بالنأي بالنفس عن الحكم»، مؤكداً انها «حكومة فرضت بقوة السلاح ومستمرة بقوة السلاح».
وأكد الجميل ان «الحل بدولة تعددية حيادية لا مركزية»، معلناً «طرح الثقة بالحكومة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.