ملثم وطويل يرتدي ثوباً أسود ولا يخرج إلا في الظلام، تلك هي مواصفات شخص بات يثير رعب أهالي محافظة المجاردة في منطقة عسير، اصطلح المواطنون على تسميته «شبح الظلام»، فهو ليس بلص، ولا يسرق البيوت التي يحاول اقتحامها، وإنما يكتفي بتخويف الناس وتخريب ما تقع عينه عليه، وكان عدد من الأهالي حاولوا الركض خلفه لكنهم لم يستطيعوا اللحاق به أو معرفة هويته، كما تقدموا بشكاوى عدة لشرطة المنطقة لتخليصهم من هذا الكابوس الذي ينغص عليهم حياتهم. وقال المواطن عبدالله الشهري من سكان حي عذيبة ل«الحياة»: «تقدمت بشكوى رسمية برفقة 30 شخصاً من أهالي الحي، وقدمناها شخصياً بيد مدير شرطة المجاردة العقيد سعد العمري الذي وعدنا خيراً، وكنا قد تقدمنا بالشكوى لمدير الشرطة، بعد أن حدثت قضايا خطرة وواقعية لمسنا من خلالها وجود شخص غريب وخطر وجريء للغاية، يهدد حياة السكان ويرعبهم، إضافة إلى كونه يبحث عن الأطفال ممن أعمارهم فوق ال12». وأضاف: «ذهب طفل في المرحلة المتوسطة ابن لشخص يدعى محمد بن عائض إلى جدته من أجل إيصال خبز تنور المغربية.. وعندما اقترب من منزل جدته شاهد شخصاً طويلاً ملثماً يجري نحوه، ما جعل الطفل يدخل بسرعة ويغلق عليه الباب، وعندها أخذ ذلك الشخص يهز الباب بقوة كبيرة، وسمعت جدةُ الطفل تحكي ذلك بنفسي»، فيما ذكر المواطن عبدالله الشهري أنه شاهد الشبح بعد صلاة الجمعة قبل ثلاثة أسابيع، وقال: «عدت بعد صلاة ظهر الجمعة للمنزل، وفجأة شاهدت بجوار المنزل شخصاً طويلاً ملثماً، وعند اقترابي منه من خلف المنزل لأقبض عليه فقدت أثره، وعندما درت على المنزل شاهدت الشخص نفسه على بعد نحو كيلو متر، واندهشت لقطعه مسافة كبيرة في ثوان معدودة». وذكر سلطان الشهري أنه خرج فجأة عند الواحدة والنصف بعد منتصف الليل من باب منزله في الحي نفسه، وشاهد شخصاً غريباً طويلاً ملثماً، فصاح عليه بصوت عالٍ راغباً في كشف شخصية وإخافته، فهرع إليه الملثم بسرعة هائلة، ما جعله يدخل باب المنزل ويغلقه على نفسه، لافتاً إلى أن المجهول هز الباب بشكل قوي محاولاً اقتحام منزله، وقال: «قمنا بالتوجه إلى الشرطة وقدمنا شكوى، خصوصاً أن هذا المخلوق عجيب ويبدو أنه مجرم، لكن ومنذ ثلاثة أشهر لم نجد أية إجابة». وأشار أحد سكان حي سوق الإثنين (فضل عدم ذكر اسمه)، إلى أنه تقدم عدد من أهالي المنطقة ببلاغ رسمي إلى شرطة المجاردة، وتم تشكيل فرقة خاصة لمتابعة القضية وجمع المعلومات والقيام بحملات أمنية مكثفة على الأحياء. من جانبه، أكد عضو المجلس البلدي في محافظة المجاردة عامر البارقي، أن هذه القصة ربما تنطبق على فتى أو مجهول مجرم يبحث عن نساء ليتهجم عليهن، وربما يبحث عن عمل جرائم أخلاقية، ومهاجمة البيوت، لافتاً إلى ضرورة وجود الشرطة في مثل هذه الأماكن لردع المجرمين.