بكين - أ ف ب - حذرت «صحيفة الشعب» لسان حال الحزب الشيوعي الصيني من أن دعم الغربيين للحركة الاحتجاجية في سورية قد يفجر «حرباً أهلية» في هذا البلد الذي يشهد أعمال عنف منذ نحو عام. وكتب مدير المعهد الصيني للدراسات الدولية كو شينغ أنه «إذا استمر الغربيون في تقديم الدعم الكامل لقوى المعارضة السورية كما يبدو أنهم يفعلون حالياً فان حرباً أهلية ستنفجر على نطاق واسع... ولن تكون هناك وسيلة لتفادي احتمال التدخل الخارجي المسلح». ونددت الصحيفة النافذة بدعوات لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد بوصفها تحريضاً على القيام بمزيد من العنف ودعت بكين إلى التمسك بموقفها في معارضة أي محاولة لفرض تغيير النظام أو التدخل في سورية. ودافعت الصحيفة مجدداً عن موقف بكين المتمثل في عدم التدخل في الشؤون السورية. واستخدمت الصين مع روسيا حق النقض (الفيتو) مطلع شباط (فبراير) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين القمع الذي يمارسه النظام ضد الحركة الاحتجاجية في سورية. وقال تشاي إنه لو كان مجلس الأمن أجاز القرار الذي يؤيد مبادرة الجامعة العربية لأدى ذلك إلى مزيد من العنف. وأضاف: «ولأصبح ظهر الأسد إلى الحائط مع انقطاع كل سبل التراجع ولتشجعت المعارضة على المضي قدماً إلى الأمام. ولكانت الاشتباكات أسوأ مما هي عليه الآن». وفي محاولة من الصين للرد على هذه الانتقادات أرسلت مبعوثين إلى المنطقة للسعي لحل ديبلوماسي ومنهم تشاي جيون نائب وزير الخارجية الذي التقى بالأسد في دمشق يوم السبت وأيد خططه لإجراء استفتاء وانتخابات تعددية. ودعا تشاي خلال زيارته كل الأطراف في سورية إلى «الكف فوراً عن أعمال العنف». وقال إن «موقف الصين يتمثل في دعوة الحكومة والمعارضة والمسلحين إلى التوقف فوراً عن أعمال العنف». وعبر تشاي أيضاً عن تأييده لخطة الأسد الجديدة لإجراء استفتاء وانتخابات تعددية في غضون أربعة أشهر وهي خطوة وصفها الغرب وحركة المعارضة السورية بأنها «تحايل». واعتبر ضرورياً «عودة الهدوء في أسرع وقت ممكن لأن ذلك في مصلحة الشعب السوري برمته»، مؤكداً أن «التجربة الصينية تدل على أنه لا يمكن الازدهار (اقتصادياً) مع انعدام الاستقرار».