تعود بداية بنيلوبي كروز السينمائية إلى منتصف التسعينات في مدريد عندما إكتشفها المخرج بيغاس لونا ومنحها بطولة فيلمه الناجح "خامون خامون"، إذ كانت تعتمد التمادي في الإثارة والكشف عن جاذبيتها أمام الكاميرا وأمام الممثل خافير بارديم شريكها في البطولة. أما الجمهور العريض فتعرف على بنيلوبي عبر فيلم "كل شيء عن أمي" الأسباني الفاضح من إخراج بدرو ألمودوفار، والذي دفع الفنانة في غمضة عين من مرتبة فنانة محلية إلى مستوى النجمات العالميات. وسرعان ما بدأت هوليوود تولي اهتمامها بالفنانة الصاعدة سامحة لها باقتسام البطولة مع ممثل من طراز نيكولاس كيج مثلا، أو جوني ديب من بعده ،الى حين لفتت نظر توم كروز الذي اختارها لتشاركه بطولة "فانيلا آيس" بعدما شاهدها في الفيلم الأسباني "افتح عينيك" من اخراج أليخاندرو أمينابار، علما أن "فانيلا آيس" عبارة عن اعادة أميركية لهذا الشريط. وكثيرا ما كتب أن بنيلوبي "خربت بيت" نيكول كيدمان لأنها خطفت منها زوجها توم كروز مثلما دمرت حياة باتريشا آركيت أثر خوضها تجربة عاطفية قصيرة مع زوجها نيكولاس كيج أثناء تصوير فيلم "كمان الكابتن كوريلي". ولا يوجد ما يثبت مثل هذه الأقاويل، اذ كثيراً ما ردد توم كروز أن علاقته مع كيدمان كانت منهارة أساسا قبل أن يلتقي بنيلوبي على غرار ما ذكره كيج مرات عدة في شأن زواجه المنتهي من آركيت. والطريف أن الزوجة في كلتا الحالتين لم تبح بكلمة حول الموضوع ولو بهدف تأكيد طلاقها الآني سواء التقى الزوج بنيلوبي أم لا. وعلى العموم فمن يمعن النظر في عيني بنيلوبي كروز لا يصدق أنها من النوع الذي يتلذذ بخراب البيوت، بل ربما بالضحك على سخافة الاشاعات التي تلاحقها كل أسبوع فوق أغلفة المجلات الفضائحية، خصوصاً منذ نشوء علاقتها العاطفية مع توم كروز. عشية انطلاق مهرجان كان السينمائي التقت "الوسط" بنيلوبي كروز بطلة فيلم "فانغان" الذي فاز بشرف افتتاح المهرجان، ما يعتبر اعترافاً بنجاح الفيلم وبموهبة بطلته. حدثينا عن "فانفان". - ربما أنه أول أدواري شبه المرحة بعد سلسلة طويلة من الأفلام الدرامية ظهرت فيها على مدى عشر سنوات أو أكثر، باستثناء فيلم "امرأة فوق القمة" الذي مثلت بطولته قبل ثلاثة أعوام. وفي العمل الجديد أتقمص شخصية فتاة طموحة لا تقبل الفشل في الحياة وتبذل قصارى جهدها لتحتل المكانة الأولى في كل المواقف والمناسبات، حتى في الحب، علماً أن أحداث الفيلم تدور في عهد الملكية الفرنسية وبالتحديد في عهد لويس الخامس عشر. وهي بحكم جاذبيتها تحب ادارة رؤوس الجنس الخشن الا أن قلبها يمتلكه حبيبها "فانفان" الذي تعرفه منذ الطفولة ولا تتخيل نفسها مع رجل غيره. وكل ذلك يخلق المواقف الحلوة والخفيفة، ما أدى بالفيلم الأصلي العائد الى زمن الستينات ومن بطولة جينا لولو بريجيدا وجيرار فيليب الى الفوز برواج جماهيري عريض في العالم. وأنا سعيدة بمشاركتي في هذه الإعادة وأتمنى أن يستقبله الجمهور بالطريقة نفسها للعمل الأساسي. كيف تعيشين شهرتك المبنية على الاثارة بسبب اللقطات الجريئة فوق العادة التي وافقت على تمثيلها، أولاً في فيلم "خامون خامون"، ثم "كل شيء عن أمي"، والتي جلبت لك جمهورا يتكون أساساً من الرجال؟ - أنا سعيدة جدا بالشعبية التي نالها الفيلم الثاني، خصوصاً الذي أخرجه العملاق بدرو المودوفار، حتى وان كانت الشخصية التي مثلتها فيه جردتني بعض الشيء من الرومانسية ومن ثيابي. وعلى العموم لست ضد الأعمال الفنية التي تعطي صورة مختلفة عن المرأة بالنسبة الى ما اعتادت السينما تقديمه، فالمهم في الحكاية هو العثور على فرصة لإثبات الشخصية ولفت الانتباه بشكل عام. وأنا أعتبر نفسي محظوظة لأنني انتهزت فرصة رواج "كل شيء عن أمي" وفرضت اسمي على مخرجين أوروبيين وأميركيين اقتنعوا في النهاية بصلاحيتي لأداء الكوميديا والدراما والعاطفة وكل الألوان الممكنة بعدما كانوا يرفضون استقبالي في مكاتبهم اذا اتصلت بهم. وبالنسبة الى كون جمهوري الأساسي يتكون من جنس الرجال، فإن الأمر لا يزعجني أبداً. هل تعتقد بأن جينا لولوبريجيدا مثلا التي أدت دوري نفسه في "فانفان" من قبلي، خسرت أي شيء على الصعيد السينمائي لأنها جذبت جمهور الرجال أولاً وبشكل واضح في فترة الستينات والسبعينات؟ أنا لا أصدق ذلك، ولا أرى نفسي مختلفة عنها اطلاقاً. هل لهذا السبب أيضا وافقت على الوقوف مجردة من ثيابك أمام الكاميرا في بعض أعمالك؟ - صحيح أنني مثلت مجردة من ثيابي في مشاهد متعددة، ولكنني لم أسقط في فخ الرخص أبدا بل بقيت في خدمة النص المكتوب وحسب، لأنني كنت مقتنعة بفكرة المخرج في شأن تخلص شخصيتي من ثيابها في موقف محدد. وأعترف بأن المسألة لم تكن سهلة وبأنني شعرت في أكثر من مرة برغبة ماسة في رفض الدور أو حتى التنازل عنه في اللحظة الأخيرة ودفع التعويض اللازم للشركة المنتجة لأنني لم التزم ببنود العقد بيننا، وكدت أن أفعل ذلك في أفلام "بلو" و"كل الخيول الجميلة" و"كمان الكابتن كوريللي". وعدلت عن قراري في اللحظة الأخيرة بناء على نصيحة وكيل أعمالي وبعض المقربين مني. أنت جميلة وذات أنوثة طاغية، فهل لعب مظهرك الدور الأساسي في حصولك على بطولة "خامون خامون" الجريء؟ - نعم ولا، لأنني خارج الدور لا أشبه هذه المرأة، والذي حدث هو تقمصي شخصيتها في أدق التفاصيل وقيامي بدرس حركاتها وطريقتها في الكلام وتعبيراتها القاسية، وكل ذلك في خلال الاختبار الذي سبق حصولي على الدور. واستخدمت مظهري وأنوثتي لإضافة بعض الصدق الى المشاهد المثيرة، لكنني أظل ممثلة تؤدي دور امرأة وهمية وخيالية تماماً تلعب بجاذبيتها وبالرجال. والطريف في مهنة التمثيل بالنسبة الى المرأة هو اننا نحن الممثلات نجد أنفسنا إما في ثياب الفتاة الطاهرة وإما في ثياب المرأة الساقطة من دون أي حل وسط أبدا، لأننا نعيش في عالم تسوده وجهة النظر الرجالية. ماذا تفعلين بملايين الدولارات التي تربحينها؟ - أعيش حياة فاخرة وأقتني كل ما يعجبني ولا أنكر هذا الشيء، ثم من ناحية ثانية أساهم في نشاطات جمعية خيرية أسبانية لرعاية الأطفال المحرومين والأشخاص المسنين الوحيدين في الحياة. عملت في فيلم "فانيلا آيس" الى جوار النجم العملاق توم كروز الذي يشاركك حياتك الآن، فما ذكرياتك عن هذه التجربة؟ - أنا متخصصة الآن في العمل الى جوار العمالقة من الرجال والنساء، فقد شاركت أنطونيو بانديراس وباتريشيا أركيت وماريزا باريديس ومات ديمون وهنري توماس وجوني ديب ونيكولاس كيج وفعلا حبيبي توم كروز بطولات سينمائية تضمنت لقطات قوية وجميلة، وربما انني شعرت بالحنين تجاه كروز منذ أول أيام التصوير لمجرد أنه يحمل نفس اسمي نفسه تضحك علما ان علاقتنا العاطفية نشأت أثناء تصوير هذا الفيلم. وأتذكر كيف كنت متأثرة في البداية لمجرد فكرة العمل أمامه أو حتى الاضطرار الى محادثته والتعاطي معه بين اللقطات المختلفة، ولم أكن أعرف ماذا أفعل أو كيف أتصرف لأخفي خجلي وقلة ارتياحي تجاهه الى أن لاحظ هو شخصيا الحكاية واستغلها ليثيرني ويضايقني ويزيد من توتري بعض الشيء، لكنه سرعان ما عدل عن موقفه وسعى ليريحني ويطمئنني حرصا على سلامة العمل وجودة الفيلم قبل كل شيء، وهذا ما أدركته في ما بعد اذ كنت ساذجة الى درجة اعتقادي أنه كان يخاف علي. تمثلين في أفلام ناطقة بالانكليزية في الآونة الأخيرة ومنذ استقرارك في هوليوود، أو في أعمال فرنسية مثل "فانفان" وتتكلمين في كل مرة طبعا بلكنتك الأسبانية، فهل من الصعب عليك تقمص دورك واجادته في لغة غير لغتك؟ - أنا أسبانية مئة في المئة، لكنني كبرت في جو عائلي سمح لي بتعلم لغات عدة منها الانكليزية والفرنسية والايطالية منذ صباي، وهذه النقطة تسهل علي مدى فهم دوري في كل مرة وبالتالي حسن تمثيله أمام الكاميرا مهما كانت لغة الفيلم. ما الذي أتى بك الى الفن أساسا؟ - كبرت وسط عائلة جادة وصارمة الى حد كبير الى درجة انني كنت أُعاقب بسبب ضحكتي الصاخبة ما يفسر كوني لا أكف عن الضحك أبدا الآن ولا أسمح لأحد أن يمنعني عنه، وربما أن الطريقة التي تربيت بها جعلتني أبحث عن مفر وعن شيء مفرح ومثير للخيال، فأخترت رقص الباليه علما أنه من أصعب الفنون ويتطلب شدة فائقة في التدريب. وأصبت في حادثة وكسرت ساقي وقدمي فأنتهت حياتي الفنية كراقصة باليه على الفور واضطررت للتفكير في وسيلة ثانية لممارسة نشاط فني، ووجدت أن التمثيل هو أقرب ما هو متوافر الى الرقص فتعلمته وبدأت أشارك في أعمال سينمائية صغيرة. غنيت في فيلم "امرأة فوق القمة" فما هو لونك الموسيقي المفضل في الحياة اليومية؟ - كبرت على أنغام ايلا فيتزجيرالد وراي شارلز ولويس أرمسترونغ وأعشق تقريبا كل أغنيات هؤلاء. ثم هناك مادونا التي تعجبني كثيرا بفضل قدراتها الصوتية وشجاعتها في خوض التجارب الفنية المتنوعة جدا بدلا من البقاء في الاطار الذي صنع نجاحها ويضمن لها الربح الوفير، وكامرأة أسبانية لا يمكنني عدم ذكر خوليو ايغليزياس طبعا تضحك وأيضا ابنه انريكي ايغليزياس. ماذا تنوين فعله في مهرجان "كان"؟ - حصد توقيعات وصور كل النجوم الذين أعشقهم ولا أراهم في الحقيقة أبدا على رغم ما يظنه الجمهور تضحك بصوت عال