زارت بنيلوبي كروز باريس أخيراً لتقديم فيلمها الجديد "فتاة أحلامك" من اخراج الاسباني فرناندو ترويبا، والذي سيعرض في الصالات العالمية مطلع الخريف المقبل، وعقب عرض أفلام "ماندولين الكابتن كوريللي" الذي شاركت بطولته مع النجم نيكولاس كيج، و"بلو" الذي مثلت فيه إلى جوار جوني ديب، ثم "فانيلا آيس" مع توم كروز، علماً أن صحافة الاثارة في هوليوود وفي اسبانيا، مسقط رأس بنيلوبي، أكدت أنها تسببت في طلاق كيج من باتريشا اركيت وكروز من نيكول كيدمان، أي أنها من النساء المتخصصات في "خراب البيوت". تعود بداية بنيلوبي كروز السينمائية إلى منتصف التسعينات في مدريد حينما اكتشفها المخرج بيغاس لونا ومنحها بطولة فيلمه الناجح "خامون خامون"، إذ كانت تعتمد على التمادي في الإثارة والكشف عن مفاتنها أمام الكاميرا وأمام الممثل خافيير بارديم شريكها في البطولة. أما الجمهور العريض فقد تعرف إلى بنيلوبي عبر فيلم "كل شيء عن أمي" لمواطنها بيدرو ألمودوفار، الذي دفع بكروز، في طرفة عين، من مرتبة فنانة محلية إلى سماء النجمات العالميات. دار بين "الوسط" والنجمة الفاتنة واللبقة هذا الحديث الشيق في مقر "نادي إتوال" الباريسي المطل على قوس النصر. حدثينا عن شريط "فتاة أحلامك". - ربما أنه أول أدواري شبه المرحة بعد سلسلة طويلة من الأفلام الدرامية التي ظهرت فيها على مدى عشر سنوات أو أكثر باستثناء فيلم "امرأة فوق القمة" الذي مثلت دور البطولة فيه العام الماضي. وفي العمل الجديد أتقمص شخصية فتاة طموحة لا تقبل الفشل في الحياة وتبذل قصارى جهدها لتحتل المكانة الأولى في كل المواقف والمناسبات، حتى في الحب، علماً أن أحداث الفيلم تدور خلال الحرب العالمية الثانية، وهي بحكم مهنتها ممثلة وراقصة تحب إدارة رؤوس الجنس الخشن، إلا أن قلبها يمتلكه حبيبها الذي تعرفه منذ سنوات ولا تتخيل نفسها مع رجل غيره. كل ذلك يخلق المواقف الحلوة والخفيفة، الأمر الذي أدى إلى رواج جماهيري للفيلم في اسبانيا. وأنا سعيدة بمشاركتي فيه وأتمنى أن يستقبله الجمهور العالمي مثلما استقبله الجمهور الاسباني. كيف تعيشين شهرتك المبنية على الإثارة بسبب اللقطات الجريئة التي وافقت على تمثيلها، في فيلمي "خامون خامون" و "كل شيء عن أمي"، والتي جلبت لك جمهوراً يتكون أساساً من الرجال؟ - أنا سعيدة جداً بالشعبية التي نالها الفيلم الثاني، الذي أخرجه العملاق بدرو ألمودوفار، حتى وان كانت الشخصية التي مثلتها فيه جردتني بعض الشيء من الرومانسية ومن ثيابي كافة. وعلى العموم لست ضد الأعمال الفنية التي تعطي صورة مختلفة عن المرأة بالنسبة إلى ما تعتاد السينما تقديمه، فالمهم في الحكاية هو العثور على فرصة لإثبات الكيان الذاتي ولفت الانتباه بشكل عام. وأنا اعتبر نفسي محظوظة لأنني انتهزت فرصة رواج "كل شيء عن أمي"، وفرضت اسمي على مخرجين أوروبيين وأميركيين اقتنعوا في النهاية بمؤهلاتي لأداء الكوميديا والدراما والعاطفة، وكل الألوان الممكنة بعدما كانوا يرفضون استقبالي في مكاتبهم. وبالنسبة إلى كون جمهوري الأساسي هو من الرجال، فلا يزعجني الأمر أبداً، وإن كنت متأكدة من أن النساء يشاهدن أفلامي ولو بهدف تقليدي أو تحطيمي عن طريق فحص جسدي بالمنظار المكبر والعثور فيه على عيوب. وأنا أقول لهن بصوت عالٍ: "نعم لديّ بعض العيوب مثل الجميع، لكنني احولها إلى مزايا تزيد من جاذبيتي في نظر الرجال، لا أكثر ولا أقل". وهل تعتقد بأن مارلين مونرو وبريجيت باردو وآفا غاردنر خسرن أي شيء على الصعيد السينمائي أو حتى الشخصي، لأنهن جذبن جمهور الرجال أولاً وبشكل واضح كان يصعب تجاهله؟ فما الذي يجعلني مختلفة عنهن إذن؟ الهرب من الاستوديو هل لهذا السبب أيضاً وافقت على الوقوف مجردة من ثيابك أمام الكاميرا في بعض أعمالك؟ - صحيح انني مثلت مجردة من ثيابي في مشاهد متعددة، ولكنني لم اسقط في فخ الرخص أبداً، بل بقيت في خدمة النص المكتوب وحسب، لأنني كنت مقتنعة بفكرة المخرج في شأن تخلص شخصيتي من ثيابها في موقف محدد. واعترف بأن المسألة لم تكن سهلة وبأنني شعرت في أكثر من مرة برغبة ماسة في الفرار من الاستوديو عن طريق الباب الخلفي قبل دقائق من دخولي إلى البلاتوه، وكدت ان افعل ذلك في أفلام "بلو" و"كل الخيول الجميلة" و"ماندولين الكابتن كوريللي"، انني امرأة خجولة جداً. صدق أو لا تصدق! أنت متناسقة القامة وذات انوثة طاغية، فهل لعب مظهرك الدور الأساسي في حصولك على بطولة "خامون خامون"؟ - نعم ولا، لأنني خارج الدور لا اشبه هذه المرأة. والذي حدث هو تقمصي شخصيتها في أدق التفاصيل وقيامي بدرس حركاتها وطريقتها في الكلام وتعبيراتها، وكل ذلك خلال الاختبار الذي سبق حصولي على الدور. واستخدمت مظهري وانوثتي لاضافة بعض الصدق الى المشاهد المثيرة، لكنني اظل ممثلة تؤدي دور امرأة وهمية وخيالية تماماً تلعب بجاذبيتها وبالرجال. ولست شخصياً امرأة رخيصة عثرت على فرصة للعمل في السينما، وذلك مهما كتبت الصحافة عني. ماذا تفعلين بملايين الدولارات التي تربحينها الآن؟ - اعيش حياة الترف من ناحية وأقتني ما يعجبني ولا انكر هذا الشيء، ثم من ناحية ثانية اساهم في نشاطات جمعية خيرية اسبانية لرعاية الاطفال المحرومين والاشخاص المسنين الوحيدين في الحياة. مع العمالقة عملت في فيلمك الاخير "فانيلا آيس" الى جوار النجم توم كروز فما هي ذكرياتك عن هذه التجربة؟ - لقد اصبحت خبيرة الآن في العمل الى جوار العمالقة، من الرجال والنساء، فقد شاركت انطونيو بانديراس وباتريشا آركيت وماريزا باريديس ومات دايمون وهنري توماس وجوني ديب ونيكولاس كيج وتوم كروز بطولات سينمائية تضمنت لقطات قوية وجميلة، وسبق لي المقارنة بين الرجال منهم من ناحية الخشونة والرجولة. واتذكر انني منحت السعفة الذهبية في القبلات لتوم كروز بالتحديد في اطار ندوة صحافية اقيمت في حفل سينمائي كبير. وربما انني اشعر بالحنين تجاه كروز لمجرد انه يحمل اسم مشابه لاسمي تضحك. وأرجوك لا تصدق حكاية طلاقه من زوجته بسبب علاقة وهمية في بادئ الأمر نشبت فوق صفحات الصحف بينه وبيني، على غرار الحكاية المزعومة مع نيكولاس كيج الذي، حسب اهل الاعلام، انفصل عن باتريشا آركيت من اجل سواد عيني الواقع ان عينيها السوداوين في غاية الجمال. والحقيقة ان حكايتي مع توم كروز بدأت بالفعل بعد انفصاله عن زوجته. وللرد على سؤالك الذي لا يتعلق بالقبلات بل بتوم كروز كفنان كبير، سأقول انني احتفظ بأحلى الذكريات في شأن عملي معه في الفيلم، وكي افسر كلامي سأضيف انني كنت في حاجة لمساعدة معنوية اثناء التصوير وبسبب صعوبة دوري، قدمها لي توم بشكل اعجز عن وصفه، فهو ركّز جهوده على دوره من ناحية ثم على تشجيعي من جانب آخر، وهذا لن أنساه مدى الحياة ان توم كروز اكثر من مجرد فنان كبير، انه رجل وانسان يستحق التقدير والاحترام وهو فتى احلامي ورجل قلبي الآن