جاءت الاسبانية الحسناء جداً باز فيغا PAZ VEGA الى باريس لحضور عروض ازياء دار كريستيان ديور لخريف وشتاء 2002/2003، كما انعمت بحضورها الرقيق على بضع سهرات اقيمت في اماكن خلابة من العاصمة الفرنسة لمناسبة اسبوع الموضة الجاهزة. وعقب انتهاء تقديم تشكيلة كريستيان ديور في مكان مطل على برج ايفل، التقت "الوسط" باز فيغا وحاورتها حول الموضة والسينما ونظرتها الى مستقبلها الفني. لكن من هي باز فيغا وما الذي يدفع داراً مرموقة مثل ديور الى دعوتها وتخصيص مقعد لها في الصف الاول من قاعة العرض؟ الاجابة سهلة بالنسبة الى عشاق الفن السينمائي الذين يتابعون الافلام الجديدة والوجوه الصاعدة فوق الشاشة الفضية، والمهم ان هؤلاء اذا استطاعوا الرد الفوري على السؤال، فمن الارجح ان غيرهم ايضاً سيستطيع الرد بلا اي صعوبة في الشهور القليلة المقبلة عندما ستتحول باز في غمضة عين الى "صاروخ سينمائي" تحاول هوليوود خطفه من السينما الاسبانيظهرت فيغا في الاشهر الستة الاخيرة في ثلاثة افلام شيقة، هي "لوسيا" و"تحدث معها" الاسبانيين. و"نوفو" الفرنسي - الاسباني المشترك، علماً أن "تحدث معها" هو من اخراج عبقري السينما الاسبانية بدرو المودوفار وهو مرشح لجائزة الاوسكار في الاخراج. ان الناظر الى باز فيغا فوق الشاشة وفي الحياة الطبيعية يبهره جمالها الذي يفوق حد المعقول ويضعها في مرتبة "القنابل" السينمائية، على مستوى كلوديا كاردينالي وراكيل ويلش وارسولا اندروز في تلك الحقبة الجميلة، علماً انه يندر العثور على هذا المستوى من الجمال والجاذبية لدى ممثلات الجيل الجديد عموماً. ومن الطبيعي ان يتسبب مظهر باز في وقوعها على سيناريوات تتطلب منها اداء المشاهد الجريئة امام الكاميرا، وهي فعلت ذلك في لقطة واحدة من فيلم المودوفار وفي بضعة مشاهد من "لوسيا"، لكن بشكل بعيد عن الرخص. ومن المعروف عن باز حرصها على اختيار ادوارها. والمهم ان المودوفار اختارها بطلة جديدة لافلامه المقبلة حيث ستحل مكان كل من فيكتوريا ابريل في بداية التسعينات وبنيلوبي كروز في النصف الثاني من الفترة ذاتها. حدثينا عن فيلم "لوسيا" الجريء الذي تتولين فيه البطولة المطلقة. - اتقمص في هذا الفيلم شخصية فتاة طموحة اسمها لوسيا مثلما يدل عليه عنوان الفيلم تضحك، لا تقبل الفشل في الحياة وتبذل قصارى جهدها لتحتل المكانة الاولى في كل المواقف والمناسبات، حتى في الحب، علماً أن أحداث الفيلم تدور في معظمها فوق جزيرة صغيرة. ولوسيا تحب ادارة رؤوس الجنس الخشن الا ان قلبها يملكه حبيبها الذي تعرفه منذ سنوات ولا تتخيل نفسها مع رجل غيره لكنه يخونها بسهولة. وكل ذلك يخلق المواقف الدرامية القوية ما أدى بالفيلم الى الفوز برواج جماهيري عريض في اسبانيا وبلدان اخرى عرضته. وانا سعيدة بمشاركتي فيه واتمنى ان يستقبله الجمهور العالمي بالطريقة نفسها. جمهوري من الرجال كيف تعيشين شهرتك الناشئة والمبنية الى حد ما على جمالك الفذ وعلى الاثارة بسبب اللقطات الجريئة التي وافقت على تمثيلها اولاً في فيلم "لوسيا" ثم في "تحدث معها" لالمودوفار؟ - انا سعيدة جداً بالشعبية التي نالها الفيلم الثاني خصوصاً الفيلم الذي اخرجه العملاق بدرو المودوفار المرشح لجائزة الاوسكار على أحسن مخرج، حتى اذا كانت الشخصية التي مثلتها فيه جردتني بعض الشيء من الرومانسية ومن كل ثيابي وأنا اعتبر نفسي محظوظة لأنني انتهزت فرصة رواج "تحدث معها" وفرضت اسمي على مخرجين اوروبيين غير اسبان اقتنعوا في النهاية بأهليتي لاداء الكوميديا والدراما والعاطفة وكل الالوان الممكنة، بعدما كانوا يرفضون استقبالي في مكاتبهم اذا اتصلت بهم. اما عن "لوسيا" فهو بدوره عمل يتصف بالجدية التامة على رغم تضمنه لقطات جريئة، ولا اعتقد ان الظهور فيه يمكنه ان يضر بمستقبلي بأي شكل. انا عرف ان جمهوري الاساسي حتى الآن هو من جنس الرجال ولا يضايقني هذا الأمر أبداً وان كنت متأكدة أن النساء يشاهدن افلامي ولو بهدف فحص جسدي والعثور فيه على عيوب. انا اعترف بأن لدي بعض العيوب مثل الجميع، ولكنني اخفيها في السينما وفوق الصور طبعاً، وهذا جزء من عملي كفنانة تضحك. استخدمت انوثتي انت متناسقة القامة وذات انوثة طاغية، فهل لعب مظهرك الدور الاساسي في حصولك على بطولة "لوسيا"؟ - نعم ولا، لأنني خارج الدور لا أشبه هذه المرأة، والذي حدث هو تقمصي شخصيتها في أدق التفاصيل وقيامي باختراع حركاتها وطريقتها في الكلام وتعبيراتها المتقنة للفت انتباه الرجال، وكل ذلك خلال الاختبار الذي سبق حصولي على الدور. واستخدمت مظهري وانوثتي لاضافة بعض الصدق الى المشاهد المثيرة طبعاً، لكنني اظل ممثلة تؤدي دور امرأة وهمية وخيالية تماماً تلعب بجاذبيتها... وبالرجال. ما الذي دفعك إلى حضور عروض ازياء كريستيان ديور؟ - بدأت حياتي المهنية عارضة ازياء في سن مبكرة جداً، لذا اعرف وسط الموضة جيداً واتمتع بصداقات مع نجمات العرض السوبر موديلز، واضافة الى هذه النقطة اعشق حضور العروض وتسمح لي شهرتي بالحصول على دعوات من قبل كبار المصممين. وهل تعلمت العرض ام انك بدأت تمارسينه بشكل فوري وعفوي؟ - تعلمته في مدرسة متخصصة في مدريد أسوة باتمامي تعليمي المدرسي العادي، ثم مارست الوقوف فوق المسرح وتقديم الموديلات لحساب الدور الاسبانية الكبيرة، والذي حدث في ما بعد هو انني التقيت العديد من اهل الموضة والفنون عموماً، وبواسطتهم استطعت التعاقد مع وكالة كبيرة سمحت لي بالمشاركة في العروض الموسمية في باريس ونيويورك وميلانو، اضافة الى وقوفي امام عدسات مصوري مجلات الموضة الشهيرة في كل مكان. وهل تجدين علاقة بين عمل عارضة الأزياء ومهنة الممثلة؟ - طبعاً، فأنا كلما شاركت في أحد العروض تقمصت شخصية تناسب عقلية المبتكر. ولا علاقة مثلاً بين ما يعبر عنه جون غاليانو وما يرمز اليه باكو رابان. وعندما كنت اشارك في عروض عدة في اليوم الواحد كنت امثل الكثير من الادوار في اليوم نفسه، فأنا أعشق التمثيل الذي مارسته على سبيل الهواية منذ طفولتي في المدرسة، ولم اتخيل نفسي اعرض الثياب من دون تمثيل شخصية امرأة تهوى هذا اللون وهذا القماش وهذا الموديل بالتحديد، ولا علاقة لذلك بالموديلات التي كانت تعجبني شخصياً، خصوصاً انني طوال فترة عملي كعارضة كنت اتابع دروساً في الدراما استعداداً للتحول الى ممثلة محترفة في ما بعد، وهذا ما حققته. تعلم اللغات أين تعلمت الفرنسية والانكليزية نظراً الى كونك تتكلمين اللغتين بطلاقة؟ - تعلمت الانكليزية في المدرسة في اسبانيا لذلك اجيدها فعلاً، اما الفرنسية فبدأت امارسها حديثاً عندما مثلت في فيلم "نوفو" الفرنسي - الاسباني المشترك ولا ازال في حاجة الى دروس لاتقانها، وبما انني احب تعلم اللغات فلا اتوقع اي صعوبة من هذه الناحية. هل تطمعين في النجومية المطلقة؟ - بلا شك تضحك، وانا اعرف ان الشهرة ليست سهلة وليست في متناول الجميع، وكم من فائزة حتى في اكبر المسابقات مثل الاوسكار لم تنجح في ما بعد على المدى الطويل، على عكس ممثلات لم يلفتن الانظار في بادئ الامر ثم تحولن نجمات كبيرات. لذلك انا لا اسعى وراء الجوائز بل وراء الادوار الجيدة التي وحدها قد تسمح لي بالاستمرارية، واعتقد انني حققت بداية طيبة من هذه الناحية. يقال انك بطلة المودوفار الجديدة لافلامه المقبلة، فما صحة هذا الخبر؟ - استطيع تأكيد صحة هذا الخبر، فقد اعجب المودوفار بعملي تحت ادارته في فيلم "تحدث معها" وقرر منحي دور البطولة في فيلمه المقبل، غير انه وعدني بالظهور في كل افلامه التالية على الاقل طوال السنوات الخمس المقبلة وانا بطبيعة الحال اطير من الفرح امام مثل هذا الوعد النادر جداً في مهنة التمثيل والذي اعتبره بمثابة شهادة تقدير لها وزنها لانها نابعة من احد اكبر المخرجين في العالم حالياً. كثيراً ما يقارنك الاعلام بنجمات ايام زمان، مثل راكيل ويلش وكلوديا كاردينالي وارسولا اندروز وغيرهن، فما رأيك في هذا الكلام؟ - اعتقد بأن أي فنانة يعجبها مثل هذا المديح، لكنني عن نفسي ومع شدة احترامي للمثلات المذكورات وغيرهن من النجمات القديمات، أفضل ألا يقارنني الاعلام بأي واحدة منهن وان يحترمني لكياني الشخصي والجمالي وموهبتي من دون التفكير في البحث عن النقاط التي قد تجمعني بهذه الفنانة المتقاعدة او تلك. ومع ذلك اشكر الذين يجاملونني لان نيتهم صافية وطيبة. لن اترك الصحافة تخدعني اعتقد انهم يقصدون جمالك الخارق الذي لا يشبه ما نراه حالياً فوق الشاشة؟ - الممثلات الجميلات موجودات الان مثلما كن متوافرات في الماضي، ولا اعتبر نفسي خارجة عن أي قاعدة او نمط من هذه الناحية، فهذا كله كلام جرائد. دعني احدثك عن زميلتي الممثلة الفرنسية اليونانية الجذور آنا موغلاليس التي شاركتني بطولة فيلم "نوفو" حديثاً، فهي اختارها كارل لاغرفيلد لتكون سفيرة دار "شانيل" الجديدة وتتولى خلافة اينياس دي لا فريسانج في هذا الميدان. ان موغلاليس جميلة بشكل لا تتخيله وخارقة للعادة في طريقة كلامها بفضل لكنتها المميزة وصوتها الرصين ذي النبرة الخشنة نوعاً ما وحاجبيها وعينيها ووجهها الذي يوحي بفترة زمنية ماضية، ربما الثلاثينات او الخمسينات من القرن العشرين. انها نجمة من دون ان تكتب عنها الصحافة، نجمة لانها تدير الرؤوس لمجرد دخولها الى مكان ما، وهذا ما لاحظه لاغرفيلد وأحسن استخدامه. واقول هذا الكلام لأثبت لك انني لست حالة فريدة أبداً وانني مدركة لهذه الامور ولن اترك الصحافة تخدعني مهما حدث. ما هذا الاسم الغريب "باز"؟ - تضحك انت لا تدرك معناه؟ لا. - انه يعني "سلام" بالاسبانية