من بين كل السجون في مصر أكثر من 35 سجناً يبقى سجن طرة هو الأشهر ربما لأنه أقدمها أو أكبرها مساحة أو لأن زنازينه استقبلت الى جانب عتاة المجرمين والسفاحين المشاهير من رجال الفكر والسياسة والفن على مدى أكثر من مئة عام. ويعود تاريخ بناء السجن العتيد الى عام 1886 ويضم أربعة سجون في سجن واحد هي: ليمان طرة، وسجن استقبال طرة، وسجن مزرعة طرة، وسجن العقرب. ويدير المجمع مدير منطقة برتبة لواء ومأمور للسجن برتبة عميد وعدد كبير من الضباط ومئات من الحراس ورجال الأمن المركزي. ويقع السجن في ضاحية "طرة" جنوبالقاهرة ولا يزال المصريون يتذكرون حين أمسك الرئيس الراحل أنور السادات بمعول وضرب به أمام عدسات الصحافيين ووسط عشرات الصحافيين والمراسلين بعضاً من جدران السجن القديم الذي قضى فيه السادات نفسه 30 شهراً في قضية اغتيال أمين عثمان عام 1946. والطريف ان السلطات انشأت في مكان العنبر الذي أمر السادات بهدمه عنبراً آخر يقيم فيه حالياً المحكوم عليهم في قضية اغتيال السادات. ورغم ان هؤلاء مضى عليهم داخل السجن أكثر من 12 عاماً إلا أن المصريين ما زالوا يتذكرون عبود الزمر وكرم زهدي وناجح ابراهيم وعاصم عبدالماجد وعصام دربالة، فالصحف المصرية والتصريحات الرسمية لا تزال تشير الى أن هؤلاء يحركون أتباعاً لهم خارج السجن ويصدرون اليهم التعليمات التي تنتقل خلال الزيارات، بارتكاب أعمال العنف وزرع المتفجرات أو قتل مسؤول أو ضابط شرطة. وتعكس التصريحات التي تنقل عبر وسطاء على لسان قادة الجماعات الدينية الموجودين داخل سجن طرة تأييدهم ما يرتكبه أعضاء الجماعات خارج السجن من عمليات ضد المسؤولين ورجال الأمن والأهداف السياحية. التعاون داخل السجن ورغم وجود فصل تام بين المسجونين والمعتقلين الموجودين داخل السجون الأربعة التي يجمعها سجن طرة، فإن اللقاءات التنظيمية تعقد في مستشفى السجن حيث يتجمع القادة هناك ويتبادلون الرأي ويتفقون على الخطوات المستقبلية، والدليل على ذلك ان مجلس شورى أبرز جماعتين دينيتين في مصر وهما "الجماعة الاسلامية" و"جماعة الجهاد" يجمعان في عضويتهما أعضاء موجودين داخل السجن. في ليمان طرة يقضي المحكوم عليهم في قضيتي الجهاد رقم 462/81 واغتيال السادات رقم 1/81 عسكرية عليا فترة العقوبة. ويمثل هؤلاء قادة "الجماعة الاسلامية" وجماعة "الجهاد" من ذوي الوزن الثقيل ومعظمهم يقضون عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة. ولا تخفي السلطات المصرية شكوكها في استمرار تورط هؤلاء في أعمال العنف بل تذهب الى حد الحديث عن وجود تنسيق بين الموجودين داخل السجن وبين عدد من قادة الجماعة الفارين خارج مصر. ومن أبرز قادة الجماعة الاسلامية داخل ليمان طرة كل من كرم زهدي وعاصم عبدالماجد وعصام دربالة وناجح ابراهيم وحمدي عبدالرحمن وهمّام عبده وطلعت ياسين وبسام الشرقاوي وفؤاد الدواليبي وعبود الزمر، ومن جماعة الجهاد كل من صالح جاهين ومحمد طارق ابراهيم وأسامة السيد قاسم وعلاء عبدالمنعم وطارق المصري وأنور عكاشة ومحمد أبو حديد وعباس سند وابراهيم حلاوة. وليس سراً ان بعض قادة الجماعتين داخل السجن هم أعضاء في مجلس شورى الجماعتين، وطبقاً لنظام الجماعات الدينية فإن مجلس الشورى هو الجهة التي تضع سياسة الجماعة وتعتمد نشاطها وتخطط لتنفيذها، ومن بين تلك الأنشطة بالطبع أعمال العنف والعمليات العسكرية. ووفقاً لبعض من أمضوا فترة العقوبة داخل "ليمان طرة" وخرجوا حديثاً فإن التعاون قائم بين أفراد الجماعتين داخل السجن في الأمور الحياتية، فالسنوات أمام الجميع ما زالت طويلة وفترة البقاء داخل السجن ممتدة تفرض وجود هذا التعاون إلا أن كل جماعة تحتفظ بخصوصيتها في الأمور التنظيمية وحلقاتها الفكرية ودروسها الفقهية. ويضم ليمان طرة أيضاً المسجونين الجنائيين من المحكوم عليهم في قضايا جنائية كالسرقة والمخدرات وغيرها لكن السلطات عمدت الى فصل هؤلاء عن المحكوم عليهم في القضايا السياسية والتي يشكل أعضاء الجماعات الدينية القسم الأكبر منهم وهم يقيمون في "عنبر" انشئ العام 1978 يطلق عليه اسم "العنبر الجديد" بعد ان نقلوا من عنبر التجربة في ذلك العام إثر اقدام ثلاثة من أعضاء "الجهاد" هم محمد الاسواني وخميس مسلم وعصام القمري "على محاولة للهرب من السجن". ويتكون "العنبر الجديد" من طابق واحد يضم مجموعة من الزنازين المتجاورة يوجد أمامها فناء كبير. ووفقاً لنظام السجن فإن أبواب الزنازين تفتح يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة السادسة ويستطيع المسجونون خلال تلك الفترة ممارسة حياة طبيعية، واليوم يبدأ عادة بطابور رياضي يشارك فيه أعضاء الجماعتين ثم يتناول الجميع طعام الافطار ثم تقيم كل جماعة حلقة فكرية لاعضائها حتى موعد صلاة الظهر وبعدها حلقة دينية حتى موعد تناول طعام الغداء وبعد ذلك يؤدي الجميع صلاة العصر، ثم تجرى مباريات في كرة القدم في فناء السجن وأكثر الحريصين على المشاركة في تلك المباريات رغم عدم اجادتهما اللعب كرم زهدي وعبود الزمر ويعتبران من أبرز قادة "الجماعة الاسلامية". سجن الاستقبال: افتتح سجن الاستقبال للمرة الأولى عام 1981 عندما أصدر الرئيس السادات قرارات ايلول سبتمبر من العام نفسه والتي شملت التحفظ على السياسيين المعارضين، واستقبل السجن أكثر من ألف معارض سياسي بينهم عدد من أعضاء الجماعات الدينية، ويضم السجن عنبرين أ وب يتكون كل منهما من أربعة طوابق ويحوي كل طابق 32 زنزانة يتوقف عدد المودعين في كل زنزانة على الظروف الأمنية. وسجن الاستقبال مخصص للمعتقلين السياسيين وفقاً لاحكام قانون الطوارئ وكذلك المحبوسين على ذمة التحقيقات في قضايا العنف الديني ولا يقيم فيه أي مسجون من المتهمين في القضايا الجنائية، ونظراً لأن جماعة "الشوقيين" تكفر كل من لا ينضم اليها فإن أعضاء الجماعة اختاروا ان يقيموا في الطابق الرابع من السجن كي يبتعدوا عن أعضاء "الجماعة الاسلامية" وجماعة "الجهاد" لأنهم من "الكفرة". ويرتدي المعتقلون داخل سجن الاستقبال الملابس المدنية الخاصة بهم على خلاف المحكوم عليهم في السجون الأخرى حيث تنص لوائح السجون على أن يرتدوا الملابس الزرقاء، كما "يتمتع" المعتقل في سجن الاستقبال بميزات أخرى منها وجود دورة مياه داخل كل زنزانة وحقه في زيارة اسبوعية لأربعة من أفراد أسرته في حين ان المحكوم عليه لا يحظى الا بزيارتين شهرياً. سجن مزرعة طرة: لا يخفي المسجونون داخل "سجن مزرعة طرة" شعورهم بالتميز عن الموجودين في سجون أخرى فالسجن يقع وسط مزرعة كبيرة يعمل فيها المسجونون الجنائيون ويزرعون الازهار والخضر والفاكهة ويربون المواشي ويديرون مزارع للبيض والألبان، والاسم الحقيقي للسجن هو "معتقل طرة السياسي". وقد انشئ قبل ثورة تموز يوليو عام 1952، لايداع المعتقلين السياسيين وهو مخصص الآن للمحكوم عليهم من الجماعتين وأعضاء الجماعات الدينية الا ان هناك فصلاً بين الفريقين. ويضم السجن حالياً المحكوم عليهم في قضية تنظيم "الفنية العسكرية" والتي اتهم فيها أعضاء "حزب التحرير الاسلامي" الذي كان يقوده الفلسطيني صالح سرية، والذين حاولوا اقتحام مقر الكلية الفنية العسكرية عام 1974، كما يضم أيضاً المحكوم عليهم في قضية التكفير والهجرة الذين اتهموا بقتل وزير الأوقاف المصري الأسبق الشيخ الذهبي. ويتكون السجن من 5 عنابر يحوي كل منها 8 زنازين مساحة الواحدة منها أربعة أمثال الزنزانة الواحدة في السجون الأخرى وتوجد في كل منها دورة مياه، واضافة الى ملعب كرة فإن سجن مزرعة طرة هو الوحيد الذي يحتوي على ملعب للتنس، ولأنه أفضل السجون المصرية على الاطلاق نقل اليه قادة الأحزاب والمفكرون السياسيون المعارضون الذين اعتقلوا إثر قرارات التحفظ التي اصدرها السادات عام 1981، وبعد تولي الرئيس مبارك مقاليد الحكم أمر بالافراج عنهم. سجن العقرب: أما أحدث سجن في منطقة طرة فهو سجن شديد الحراسة افتتح العام الماضي ويطلق عليه البعض اسم "سجن العقرب". وقد أقيم على نسق السجون الأميركية ويتكون من 6 عنابر من طابق واحد ويتم التحكم في أبوابه الرئيسية وأبواب زنازينه بالريموت كونترول عبر غرفة تحكم مركزية، وتغطي طرقاته وممراته دائرة تلفزيونية، وتختلف حجرة "الزيارة" في سجن العقرب عن مثيلاتها في السجون الأخرى اذ لا تتم الزيارة مباشرة بين المسجون وزواره ولكن عبر حاجز زجاجي ويتم التخاطب عبر جهاز الهاتف، إلا أن المسجونين داخل السجن رفضوا قبول الزيارة وفقاً لهذا الاسلوب وامتنعوا لأشهر عدة حتى استجابت ادارة السجن أخيراً لهم وسمحت باللقاء المباشر بين المسجون وزواره. أسلوب حياة: وفقاً للقانون فإن من حق المحكوم عليه الافادة من زيارتين كل شهر اما المعتقلون فإن من حقهم الافادة من زيارة اسبوعية، ولاعضاء الجماعات الدينية داخل أقسام سجن طرة نظام خاص في اعداد الطعام وتناوله اذ يتم تخصيص زنزانة في كل سجن لتخزين المواد التموينية الصالحة للتخزين والتي يحضرها اليهم ذووهم أثناء الزيارات، وفي تلك الزنزانة يتم تخزين السكر والزيت والأرز والبقول والسمن والبطاطا في حين يتم توفير الخضراوات من متجر السجن الكنتين، ويرفض أعضاء الجماعات الدينية عادة استلام الحصص المقررة لهم من اللحوم والدواجن ويكتفون بما يحصلون عليه من أسرهم أثناء الزيارات من اللحوم والدواجن، وهم يقومون بطهي طعامهم بأنفسهم في زنزانة أعدت كمطبخ، وفي سجن ليمان طرة فإن فؤاد الدواليبي أحد قادة الجماعة الاسلامية ويمضي فترة عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة هو أفضل من يعدّ الطعام ويساعده عادة اثنان من زملائه. ويوجد مخبز في كل سجن من سجون طرة ونصيب كل مسجون ثلاثة أرغفة كل يوم. أزواج.. وزوجات: كانت مفاجأة أثناء البحث عن اسلوب حياة أعضاء الجماعات الدينية داخل سجن طرة ان نكتشف انه خلال السنوات العشر الماضية شهد السجن أكثر من 20 حالة زواج بين الموجودين داخله ونساء من خارج السجن، وعادة ما تتم اجراءات الزواج عبر توكيلات رسمية للمحامين الذين يتولون إتمام الاجراءات. وخلال السنوات الماضية تزوج كل من محمد امام حسن وعباس شنن وعلي عبدالمنعم وغضبان علي سيد وعلي الشريف وطارق الزمر وأنور عكاشة وناجح ابراهيم وأبو بكر عثمان، وفي كل حالات الزواج يتم ترشيح العروس عن طريق اعضاء "الجماعة" خارج السجن بعد ان يتم افهامها بموقف "العريس" والمرة الوحيدة التي دخل فيها المأذون الى سجن طرة كانت لإتمام اجراءات الطلاق بين محمد طارق ابراهيم وزوجته التي اصطحبت مأذوناً الى السجن فطلقها ابراهيم. الهلاوي.. ومحاولة انقلاب: كانت الحياة تسير داخل سجن طرة بشكل طبيعي حتى حضر حسن الهلاوي. كان أفراد كل جماعة يباركون ما يحدث خارج السجن من عمليات عنف ينفذها زملاء لهم، وفي قاعات المحاكم كانت تصريحات أعضاء الجماعات تؤكد انهم جزء من جماعة لديهم اتباع خارج السجون وأيضاً خارج مصر، وفي غير مرة اتهم بعض أعضاء الجماعات الموجودون داخل سجن طرة بإصدار تكليفات الى زملاء لهم خارج السجن لتنفيذ عمليات محددة كما حدث في قضية فرج فودة وقضية ضرب السياحة. جاء حسن الهلاوي ليقلب الأوضاع داخل سجن طرة ويعلن رفضه أسلوب الجماعات الدينية وعملياتها العسكرية. جاء لينقض قيام الجماعات بتشكيل فرق عسكرية ومجالس للشورى والفتوى. يظهر تاريخ الهلاوي انه من أقدم زعماء "الجهاد" اذ شارك في احداث الفنية العسكرية عام 1974 ضمن التنظيم الديني الذي تزعمه الفلسطيني صالح سرية الذي اعدم اثر فشل محاولة اقتحام الكلية، وأمضى حسن الهلاوي سنة ونصف السنة في سجن طرة أثناء نظر القضية وحصل على البراءة ثم أعيد اعتقاله عام 1977 وقدم الى المحاكمة في قضية اعادة تشكيل تنظيم "الجهاد" وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات أمضى منها 18 شهراً ثم تمكن من الفرار أثناء أدائه امتحانات نهاية العام في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر وتمكن من السفر الى خارج البلاد بجواز سفر مزور واتجه الى الأردن حيث قضى أربع سنوات ثم اتجه الى دولة عربية أخرى، واستقر فيها وعمل مدرساً وإماماً لمسجد، وكان ينتظر سقوط العقوبة عنه بعد أربع سنوات إلا أنه تم القبض عليه وترحيله الى مصر قبل نحو خمسة أشهر. بدأ الهلاوي في تنفيذ العقوبة الصادرة ضده كما بدأت نيابة أمن الدولة العليا التحقيق معه في قضية فراره، ومنذ عودته الى سجن طرة رفع الهلاوي راية "العصيان" معترضاً على ممارسات الجماعات الدينية وأصدر أكثر من بيان تمكن من تسريبه عبر وسطاء الى خارج السجن يناشد فيه أعضاء الجماعات الدينية القاء السلاح ووقف عمليات العنف، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى انضم اثنان من قادة "الجهاد" القدامى الى الهلاوي وناصرا دعوته وهما أحمد راشد وعبدالناصر درة، وبدأ الثلاثة في محاولة اقناع المعتقلين داخل سجن طرة بالانضمام الى دعوتهم واعلان رفضهم ما يمارسه قادة الخارج. وفي مواجهة دعوة الهلاوي وبياناته التي مثلت محاولة لقلب نظام الحكم داخل سجن طرة وانهاء سيطرة زعماء العنف على باقي اعضاء الجماعات الدينية، فإن زعماء جماعة "الجهاد" التي يقودها الدكتور أيمن الظواهري الموجود حالياً في سويسرا تجاهلوا الرد على بيانات الهلاوي التي نشرت في الصحف المصرية والعربية. وتشير أوساط الجماعة الى أن الرد على الهلاوي ربما يساهم في توسيع دائرة الاعتراضات ويجعل منه أي الهلاوي زعيماً له اتباع ومريدون. وإثر اصدار "جماعة الجهاد" بياناً أعلنت فيه مسؤوليتها عن قتل السيد يحيى الشاهد الرئيسي في قضية محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء، بعث الهلاوي برسالة الى "الوسط" هاجم فيها ما جاء في البيان من أن العملية نفذت بعد أن أصدرت الجماعة فتوى تبيح قتل الشاهد، وحملت رسالة الهلاوي عنوان "من اعطاكم حق الفتوى" وجاء فيها: "بما أن الاتفاق في هذه الأمة سلفاً وخلفاً على ان أصحاب الولاية الدينية والشرعية هم العلماء المختصون المشهود لهم من قبل العلماء أمثالهم بأهلية العلم والفتوى وهكذا كانت ولاية العلوم الشرعية والفتاوى في عصر الصحابة والتابعين ومن اتبعهم فقط للعلماء ذوي الأهلية والاختصاص - وعليه فلا يجوز لأي مجموعة من المسلمين ادعاء الولاية الدينية والشرعية واصدار الفتاوى المتعلقة بأحوال المسلمين في الدماء والأعراض والأموال وكذلك عموم الأمور المتعلقة بالعبادات والمعاملات الا بإجازة من العلماء المختصين المشهود لهم بالعلم والامامة، وقد قامت بعض مجموعات من المسلمين والعامة بأمر الولاية الدينية على أحوال المسلمين وغيرهم واصدار الفتاوى الشرعية دون أهلية أو اجازة من العلماء المختصين، وقد يقوم بعضهم بعقد بيعة لاحدهم على هذه الولاية الدينية الخاصة وقد تنص هذه البيعة على الطاعة في الأمور الدينية والدنيوية". وأضاف الهلاوي: "لما كان معلوماً بالضرورة ان ولاية أمر الفتوى والعلوم الشرعية انما هو شأن خاص بالعلماء فقط وان عمل عامة غير العلماء في ذلك باطل شرعاً فيترتب على ذلك بطلان طاعة أي مجموعة من هذه المجموعات في الفتاوى واصدار الأوامر المختلفة، وكذلك عدم صحة عقد البيعة لأي من هذه المجموعات لأنها وقعت دون اجازة من أهل العلم والفتوى، وكذلك عدم صحة ما صدر عنهم من الأعمال والفتاوى والأبحاث والآراء المختلفة والمناهج والمواثيق والمنسوبة الى التشريع الاسلامي حتى لو استدل بعضهم بالنصوص الشرعية وذلك لعدم أهليتهم وعدم اجازة العلماء لهم بذلك، وكذلك الأعمال الارهابية والقتل وفتاوى التكفير واستحلال الدماء والأموال والأعراض، وكذلك فإن طاعة أي مجموعة من هذه المجموعات في هذه الأمور العظيمة يعتبر غير جائز شرعاً وديناً بل هو من العدوان على حدود الشرع والدين".