كيف كسرت باريس التابو    سينور يدعم صفوف القادسية    ذوبان الهويات المناطقية تحت المجهر العقلي    النفط ينخفض لأدنى مستوى في ثلاثة أسابيع وسط مخاوف اقتصادية    122 شهيداً بسبب التجويع بينهم 83 طفلاً    المملكة تعزز استقرار سوريا    كمبوديا تغلق المجال الجوي مع تايلند    طرح الشركات في سوق الأسهم    القيادة تهنئ رئيسي المالديف وليبيريا بذكرى يوم استقلال بلديهما    سباق الأندية يشتد في كأس العالم للرياضات الإلكترونية    النصر يتغلّب على إس يوهان بخماسية في أولى تجاربه بالنمسا    "بلازا"يعلن قائمة أخضر الصالات المشاركة في بطولة القارات الدولية بتايلاند    هلال صفر يزين سماء المملكة    وزارة المالية والمركز الوطني لإدارة الدين يوقّعان اتفاقية مع بنك "سوسيتيه جينرال"    6300 ساعة تختم أعمال الموهوبين بجامعة الإمام عبدالرحمن    رحيل زياد الأسطورة    الباحة: ختام مسابقة الدرمحي لحفظ القرآن والسنة النبوية    خطيب المسجد الحرام: التشاؤم والطيرة يوقعان البلاء وسوء الظن    إمام المسجد النبوي: الرُسل هم سبيل السعادة في الدنيا والآخرة    عسكرة الكافيين في أميركا    بتقنية الروبوت الجراحي HugoTM️ RAS .. مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي يجري عمليتين ناجحتين    مستشفى المهد يعتمد تقنية تخدير الأعصاب    شواطئ جازان مقصد ومتنفس للأهالي والزوار    القرع العملاق    ضبط شخصين في المدينة المنورة لترويجهما (10) آلاف قرص من مادة الإمفيتامين المخدر    رئيس أركان القوات البحرية يلتقي عددًا من المسؤولين الباكستانيين    أمير الشرقية يعزي أسرة الثنيان    تونس تكافح للسيطرة على حرائق الغابات    خالد الشهراني يهدي السعودية برونزية آسيوية في التايكوندو    روسيا تستهدف مؤسسات إنتاج أسلحة في أوكرانيا    نائب وزير الرياضة يشكر القيادة بمناسبة تمديد خدمته لمدة أربع سنوات    التقارب السعودي السوري.. والتعليم بوابة المستقبل    اختيار المملكة نموذجا عالميا لاستدامة المياه    ترحيل 11183 مخالفا للأنظمة خلال أسبوع    عزيمة وفاء وتكريم لمحبي وأصدقاء الفقيد عبدالرحمن بن خالد القحطاني رحمه الله    المدينة المنورة تحيي معالم السيرة النبوية بمشروعات تطويرية شاملة    آل معنتر مستشاراً لسعادة المدير العام للتعليم بمنطقة عسير    جمعية "براً بوالدتي" تطلق برنامجًا نوعيًا لتنمية مهارات الأطفال تحت شعار "زدني علماً"    الدفاع المدني يقيم معارض بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الغرق    اليوم السبت.. ختام منافسات بطولة العالم للبلياردو 2025    دوري روشن بين ال 10 الأقوى في العالم    "بيت الشاورما" تعزز دعم المحتوى المحلي من خلال شراكتها مع تلفاز 11    مركز التنمية الاجتماعية بجازان ينفذ مبادرة"خدمتنا بين يديك"في مجمع الراشد مول بجازان    «بيئة جازان» تنظم ورشة عمل عن طرق الاستفادة من الخدمات الإلكترونية الزراعية    وفد ثقافي وفني يزور هيئة التراث في جازان لتعزيز التعاون في مجالات الهوية والتراث    هيئة الأدب تستعد لإطلاق النسخة الرابعة من معرض المدينة المنورة للكتاب2025    أمير منطقة جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة الدائر    أمير تبوك يطمئن على صحة الشيخ عبدالعزيز الغريض    الأمير محمد بن عبدالعزيز يستقبل قائدَي قوة جازان السابق والمعيّن حديثًا    الإحسان الطبية تنفذ مشروع «الإستشاري الزائر» في مستشفى صامطة العام    أكثر من 7 آلاف زيارة منزلية خلال 6 أشهر بمستشفى الظهران    الصنهاج والزهراني يحتفلان بزواج ريان    واست رئيس بنغلاديش في ضحايا سقوط الطائرة.. القيادة تهنئ الرئيس المصري بذكرى اليوم الوطني لبلاده    توجه رئاسي لحصر القوة بيد الدولة.. غضب على «حزب الله» في الداخل اللبناني    وسط تحذيرات دولية وركود في مفاوضات الهدنة.. غزة على شفا مجاعة جماعية    المفتي يطلع على أعمال "حياة"    اختيار سلمان: هكذا أطلق صقره ليحلق بالوطن    مفوض إفتاء جازان يستقبل منسوبي إدارة جمعية سقيا الماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوسط" تنشر مذكرات الوسيط الغامض وأشهر الرهائن . تيري وايت : وعدني الخاطفون بزيارة الرهائن فخطفوني ! 1
نشر في الحياة يوم 20 - 09 - 1993

* غادر الدكتور مروة فجأة فبدأ نصف عقد من الاقامة تحت أرض بيروت
* في زنزانة الضاحية الجنوبية امحت الحدود بين الليل والنهار
ما قصة هذا الوسيط الغامض الذي حاول فك قيود الرهائن وسقط فجأة في المصيدة وشاركهم قيودهم؟ كان يحلم بأن يفتح للمحتجزين الغربيين باب الحرية لكن الخاطفين فتحوا له باب الزنزانة ودفعوه اليها فأضاع قرابة خمسة اعوام من عمره في أقبية الضاحية الجنوبية لبيروت.
انه تيري وايت.
قيل الكثير عن الرجل الذي اعتقد بأن نجاحه في اطلاق معتقلين بريطانيين في ليبيا وايران يمكن ان يساعده على نجاح مشابه في بيروت. ونسجت روايات متناقضة عن دوره ودوافعه. ربما كان وايت يعتقد بأن شبكة اتصالاته وعلاقاته توفر له الحصانة الكافية لكن ما حدث هو ان هذه الشبكة حولته صيداً ثميناً اغرى الخاطفين بادخاله عالم الاقفاص الصغيرة.
كانت مهمة تيري وايت اشبه بالمهمة الانتحارية. فقد كان عليه ان يمشي على حبل مشدود في عاصمة سائبة تحولت الى خط للتماس بين الغرب والمجموعات المتشددة، وتحديداً بين الولايات المتحدة وايران. ولم يكن سهلاً التحرك في تلك الغابة الملغومة حيث السلطة غائبة والمدينة مسرح لاشباح يملكون لافتات منوعة وشبكة سجون سرية وخيوطاً تمتد الى ما وراء الحدود. ودفع وايت ثمن تعذر التسوية بين "حزب الله" والادارة الاميركية، وصار "اسيراً" بفعل التجاذب بين طهران وواشنطن.
لم يكن مبعوث الكنيسة الانغليكانية وسيطاً عادياً. وكيف يتاح لوسيط عادي ان يلتقي الكولونيل اوليفر نورث اكثر من مرة وان يحمل الى الخاطفين اسئلة الكولونيل الذي سيثير لاحقاً عاصفة في الولايات المتحدة اثر كشف انباء شحنات السلاح السرية الى ايران وسقوط وايت بعدها في الفخ. كانت العلاقة مع نورث في طليعة الاسباب التي جعلت وايت يدفع ثمن انفجار رسائله بحاملها. وهل من قبيل المصادفة ان جورج بوش، وكان يومها نائباً للرئيس، نصح وايت بالتعامل مع الكولونيل من دون ان يسميه.
أوقع نفسه!
حكي الكثير عن وايت وأثارت مهمته الجريئة والغامضة خصوبة المخيلات. ووصل الامر الى حد الترويج بأنه تعمد ايقاع نفسه في ايدي الخاطفين ليرشد وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، عبر جهاز صغير مزروع في شعره او تحت جلده، الى مكان احتجاز الرهائن. وبحث الخاطفون فعلاً عن هذا الجهاز. والحقيقة ان قصة وايت تفتح الباب لأسئلة لا تنتهي، ذلك ان الخيوط التي التفت عليه كانت خيوط أزمات ومواجهات يدور الجزء الظاهر منها على المسرح اللبناني فيما يتوزع الجزء الآخر على عواصم عدة.
كانت أزمة الرهائن الغربيين محاولة لاقتياد دول كبيرة الى اقفاص صغيرة عبر جعل قرارها اسير مصير مواطنيها المحتجزين لدى الخاطفين. ولم يكن سهلاً على سيد البيت الابيض او الاليزيه او "10 داونينغ ستريت" الرضوخ لمطالب الخاطفين. كما لم يكن سهلاً التصرف وكأن المحتجزين حفنة رجال سقطوا في حادث تحطم مروحية. بدأت أزمة الرهائن في ظل عالم المعسكرين، وانتهت بعد ولادة النظام الدولي الجديد وكان على وايت ان يقلب هذا الملف الساخن في مرحلة انتقالية صعبة.
هل كان من حقه ان يصدق عهد ثقة اعطاه اياه الخاطفون؟ ولماذا تناسى انه ابلغ ذات يوم ان قرار طرده من بيروت صادر عن رئيس "الحرس الثوري" الايراني محسن رفيق دوست؟ حكي الكثير عنه والآن جاء دوره ليحكي قصته. على مدى نحو خمسة اعوام كان الرجل المحروم من ورقة وقلم يحاول ان يسجل في ذاكرته ما سيكتبه لاحقاً او ما قد يكتبه. فقد حدث ذات يوم ان ابلغه الخاطفون انه لم يبق امامه غير خمس ساعات قبل اعدامه فانصرف الى كتابة الرسائل الاخيرة.
معاناة طويلة
يروي وايت قصة معاناة طويلة تلاحقت فيها الفصول المرعبة. قصة تدور في زنزانات صغيرة كان يحشر فيها تحت الارض معصوب العينين، ومقيداً بسلاسل، ومقطوعاً عن العالم الخارجي، وممنوعاً من الكلام. لم يغب التعذيب عن طريق الضرب المؤلم، لكن الاوجع كان ذلك الشريط اللاصق الذي كان يُلف به كلما تقرر نقله من مكان الى آخر.
عزلة كاملة امحت فيها الحدود بين الليل والنهار. أيام طويلة مع الالم وسط محاولات لمقاومة اليأس الكامل والسعي عبثاً الى الحصول على اشارات من رهائن كان يعتقد احياناً بأنهم يقيمون في الزنزانات المجاورة. وعيش تحت رحمة رجل اسمه "الرئيس" لم يكن يحضر الاّ نادراً وكان محظوراً عليه ان يرى ملامحه، خصوصاً خلال محاولات الاستجواب.
ايام مع الخوف ومع البلاط الابيض للزنزانة الذي عرف وايت ان الغرض منه تسهيل ازالة آثار التعذيب. أيام طويلة مع العتمة والطعام الرديء والصراصير والبعوض كانت زيارة المرحاض فيها متاحة لمرة واحدة في اليوم.
وهنا الحلقة الاولى من كتاب تيري وايت "عهد ثقة":
عندما استفقت من نومي كان الظلام بدأ ينشر جناحه. كان الهدوء مخيماً على غير عادة ونسيم لطيف يلاعب ستائر غرفة الفندق الباهتة حاملاً معه لفحة من رائحة البحر. نهضت من الفراش ومشيت نحو النافذة. على الرصيف تحتي، كان الباعة المتجولون غادروا المكان. الوحيدون هناك كانوا الصحافيين. رأيتهم على السور البحري يدخنون ويتحادثون... اغلقت النافذة واسدلت الستائر. كنت حضّرت حقائبي للسفر الى لندن. تفقدت جيوبي: دفتر مذكرات أبيض وقلم فقط. ساءلت نفسي هل علي ان اضع خاتم الزواج في يدي أو في محفظة اليد. وقررت ان ألبسه والساعة. ضبطت الترانزيستور على محطة "هيئة الاذاعة البريطانية - الخدمة العالمية". وكانت هذه صلة وصل مع وطني... طُرق باب غرفتي ففتحته قليلاً لأرى من هناك. وكما توقعت، كان احد حراسي الدروز.
دعوته الى الدخول والقيت نظرة اخيرة على حقائبي. كل شيء موضب. ستكون مسألة دقائق لجمع حقائبي والتوجه الى المطار. اخذت سترتي الجلدية السوداء من على الكرسي. لقد امضى حراسي أياماً عدة يفتشون في بيروت قبل ان يعثروا على واحدة كبيرة ما يكفي لمقاسي... اشار حارسي الى سترة واقية من الرصاص وسأل "ألن ترتديها؟" هززت رأسي بالنفي. فلو أراد احد الخاطفين قتلي فانه سيكون قريباً مني ما يكفي لاطلاق النار على رأسي. وبالتالي ستكون السترة الواقية من الرصاص بلا فائدة. القيت نظرة أخيرة على الغرفة واتجهت نحو الباب. كان هناك حرس آخرون ينتظرون في الممر يحمل كل منهم سلاحاً. سرنا نحو المصعد. تقدم احد الحراس وفتح الباب قائلاً: "سنغادر المكان عبر الطبقة السفلى"... كان الطريق مليئاً بالحفر ومكسواً بأحجار الطوب وقطع الاسمنت المحطم. كان المطر يهطل عندما وصلنا الى السيارة. جلست في المقعد الخلفي محاطاً بحراسي الدروز. وفيما كنا نبتعد عن الفندق رأيت الصحافيين ما زالوا ينتظرون ويراقبون ويأملون. وخلال دقائق وصلنا الى شارع قريب من الجامعة الاميركية. توقفت السيارة. صافحت حراسي قائلاً: "شكراً لمساعدتكم. مهما حدث لا تحاولوا اللحاق بي". ابتسموا ابتسامات عريضة وودية وخبيثة قائلين "كن حذراً". نزلت من السيارة وراقبتهم يبتعدون.
موعد مع الدكتور مروة
كان الجو مظلما... ومن بعيد كنت استطيع سماع أصوات القصف فيما كانت بيروت تدخل ليلة اخرى من المجازر... سرت في الشارع من دون ان انظر يميناً أو يساراً. تجاوزت محطة الوقود والشقق رأساً نحو مكان اللقاء. وكما تم الاتفاق، كان الباب مفتوحاً جزئياً. دفعته ودخلت. ولجت المصعد متوجهاً الى شقة وسيطي الدكتور عدنان مروة وزير سابق فتح الباب فور قرعي الجرس ودعاني الى غرفة المطالعة: "اهلاً تيري. سعيد لرؤيتك مجدداً". ابتسم بعصبية واشعل غليونه فيما كنت انظر حولي. لم يتغيَّر شيء... دعاني الى الجلوس. وتحدثنا عن مواضيع مختلفة الى ان رن جرس الهاتف. تحدث بالعربية بصوت خافت لبعض الوقت ثم وقف وقال "آسف، يجب ان اذهب. هناك مريض في المستشفى وهم يحتاجون اليّ في صورة عاجلة".
سألته: "ألا يمكنك الانتظار لبعض الوقت؟" فأجاب: "هذا غير ممكن، آسف".
كان ثمة ناقوس يدق بصوت خفيف في خلفية تفكيري منذ أيام وقد ارتفع صوته الآن.
تصافحنا وغادر المكان. توجهت الى النافذة ونظرت الى الشارع الخالي. لم يكن الوقت متأخراً للسير. وخلال دقائق كنت استطيع العودة الى الفندق... فكّرت في تيري اندرسون وتوم ساذرلاند. وللحظة تساءلت كيف يكون وضع المرء اذا ظل سجيناً شهراً بعد شهر. لم تمض عليّ اكثر من ساعة وحيداً في هذه الغرفة ومع ذلك شعرت بأن الجدران والسقف تضغط علي. جلست على احد المقاعد الجلدية وحاولت ان استعيد هدوئي. وفي هذه اللحظة سمعت صوتاً خفيفاً لمحرك كهربائي. ثمة شخص يستعمل المصعد. وقفت وعبرت الغرفة... سمعت باب المصعد يُفتح. وبعد لحظة قرع جرس الباب. رأيت رجلاً قصيراً ممتلئ الجسم يرتدي بزة يقف في الردهة. كان صلتي الرئيسية بالخاطفين وقد التقينا في السابق. كان يمكنني ان أحس عصبيته.
"هل انت بمفردك؟" - "نعم". دخل الى الشقة "هل انت مسلح؟" - "كلا". "رجاء، سيكون عليّ ان افتشك". تحسس جسمي واستدار نحو الباب قائلاً: "علينا ان نغادر فوراً".
طريق الزنزانة
دخلنا المصعد ونزلنا بصمت. في ردهة المدخل كان باب شقة البواب مغلقاً باحكام. سرنا في الشارع الخالي... وبعد خطوات قليلة توقف الرجل قرب سيارة كبيرة. قال لي: "اجلس في المقعد الخلفي. واذا اوقفنا احد عليك ان تقول انني مكلف أخذك في جولة في انحاء بيروت".
جلست في المقعد الخلفي وانطلقت بنا السيارة في الظلام. وفيما كنا نعبر الشوارع المحفّرة، تذكّرت رحلة مشابهة قمت بها لأعوام خلت في طهران. اذذاك وكما هي الحال الآن، لم تكن هناك ضمانات يركن اليها. فقد صعدت الى سيارة وكنت كلياً تحت رحمة الخاطفين وأُخِذت الى مكان سري. وقد التزم افراد "الحرس الثوري" الايراني كلمتهم. اذ اخذوني الى الرهائن الذين كانوا يحتجزونهم، ثم أعادوني الى طهران بعد ساعات. والآن، وُعدت بان يُسمح لي برؤية تيري اندرسون وتوم ساذرلاند اللذين كانا "منهارين ومريضين" حسب اقوال محتجزيهما.
كان الخاطفون يعرفون انها دعوة لا يمكنني ان ارفضها. ولأن الشخص الذي يتولى مهمة الاتصال اعطاني وعده "كمسلم" قررت ان اثق به.
فجأة من دون انذار انحرف السائق بالسيارة الى جانب الطريق. سألته "لماذا نتوقف هنا؟" - "يجب ان تنزل. هناك ثقب في الاطار". كنت اعلم انه يكذب. كان الامر واضحاً اننا سنبدل السيارة عند نقطة ما. لماذا مثل هذه الاكاذيب السخيفة والتافهة؟ كانت هناك سيارة اخرى متوقفة امامنا وفي داخلها رجلان يرتديان بزات الشرطة. قال الرجل الذي يرافقني: "ادخل الى الجهة الخلفية بسرعة". وجلس الى جانبي وقال: "انا آسف، الآن عليّ ان اعصب عينيك". وأخرج قطعة قماش ستائر وغطى عيني. لم يكن تبديل السيارة او عصب عيني ما اقلقني لأنني كنت اتوقعهما، بل ان ما اقلقني هو الكذب. ومنذ تلك اللحظة بدأت احضّر نفسي للاحتجاز. سرنا نصف ساعة تقريباً. وكان مرافقي يتبادلون كلاماً بالعربية... فجأة خففت السيارة سرعتها. ودخلنا طريقاً جانبياً وترنحنا وسط حفر مليئة بالمياه ثم توقفنا. فُتح باب السيارة وترجلت منها بمساعدة احد مرافقي. ومن تحت عصابتي كنت استطيع رؤية مبنى قديم. الضاحية الجنوبية؟ سرنا خطوات نحو المبنى وبدأنا نصعد ادراج سلم. توقفنا في الطبقة الثانية. كان هناك باب مفتوح أدخلت عبره. شعرت بوجود اشخاص آخرين في الغرفة التي أُخذت اليها. وفيما كنا نعبر الغرفة الاولى وندخل غرفة جانبية، استطعت ان ارى مجموعة اقدام في صنادل من صنع محلي من النوع الذي ينتعله فقراء المسلمين.
اجهزة تحديد المكان
"سيد وايت، عليّ ان اطلب منك ابدال ملابسك". ومرة اخرى كنت اتوقع ذلك. وستتبعه على الارجح عملية تفتيش اخرى، حتى تفحص كل واحد من اسناني. كانوا يفتشون عن اجهزة لتحديد المكان. وهي اجهزة الكترونية دقيقة جداً قيل لي انه يمكن زرعها في الجسم حتى تمكن ملاحقة شخص ما وتحديد مكانه. نزعت ثيابي وخضعت للتفتيش. وأُعطيت بعد ذلك عباءة طويلة وخفين.
"الآن عليك ان تنتظر لبعض الوقت. تستطيع ان تنام". اقتادوني مجدداً الى الغرفة الرئيسية. "سيبقى معك بعض الاشخاص هذه الليلة يجب الا تتكلم". جلست على اريكة. احضر لي احدهم بطانية. رفعت رجلي وادرت وجهي نحو الحائط ونزعت عصابتي وخلال وقت قصير كنت اغط في النوم. كان نومي متقطعاً. وشعرت طوال الليل بأشخاص يجيئون ويذهبون. وكان هناك آخرون ينامون في الغرفة... امضيت اليوم الثاني كله معصوب العينين مستلقياً او جالساً على الاريكة. وفي المساء عاد الرجل الذي يرتدي البزة: "سيد وايت، كيف حالك؟" - "جيد. متى ستأخذونني لرؤية الرهائن؟". "لاحقاً" - "متى لاحقاً؟". "ليس في موعد بعيد من الآن". قدم اليّ سندويشاً: "كل، سيد وايت، انه لذيذ". كان لذيذاً فعلاً. قطع دجاج ملفوفة بخبز. أكلته كله. "الآن، سيد وايت، علينا ان نذهب. قف من فضلك. عليك ان تنفذ بدقة ما أقول لك. يجب الا تتكلم، مفهوم؟" احاط بي عدد من الاشخاص. شد احدهم العصابة على عيني وانزلها فوق انفي. امسكني شخصان من ساعدي واقتاداني عبر الغرفة. فتح باب الشقة. وشعرت بهواء الليل البارد. كان كل شيء هادئاً الى درجة انني كنت استطيع سماع صوت تنفس الاشخاص المحيطين بي. انتظرنا دقيقة دقيقتين ربما اكثر. همس احدهم. اقتادوني الى الامام ببطء أول الامر ثم بسرعة بينما كنا نعبر ممراً. وبعد لحظات دخلنا شقة اخرى. أُخذت الى اريكة وأُمرت بالجلوس... سمعت بعض افراد المجموعة يغادر الغرفة فيما جلس آخرون في ركن آخر. رفعت قدمي الى الاريكة واستسلمت للنوم.
امضيت طوال اليوم التالي في نوم خفيف... حاولت ان اقوِّم وضعي. عندما وافقت على زيارة الرهائن كنت أعرف انني اقوم بمجازفة كبيرة. وقمت بها لأنني شعرت بأن علي ان أبذل كل ما في وسعي لمساعدة الرهائن وعائلاتهم. واذا حصل خطأ ما فسيكون عليّ ان اتحمل المسؤولية كاملة. وحتى الآن كان الجميع مهذبين. ولم اتعرض لأي عنف. عُصبت عيناي، لكنني لم أُوضع في القيود أو أُعتقل في أي شكل آخر. في أي حال، كان ثمة شيء خطأ. كان الوضع كله يجعلني احس بذلك.
قال شخص كان يقف ورائي: "انك تنام كثيراً" - "انا متعب جداً". "النوم جيد". - "متى ستأخذونني لرؤية الرهائن؟" "لا اعلم". - "من يعلم؟" "آسف. لا اتكلم الانكليزية جيداً".
الشاحنة "وفندق" الخاطفين
كان الوقت متقدماً من ليل اليوم الثاني. جلست معصوب العينين، مترقباً متسائلاً، آملاً. فتح الباب: "قف سيد وايت. سنأخذك الآن. عليك ان تفعل ما يقال لك. لا كلام". مرة اخرى احاط بي الحرس. لا احد يتكلم. همس صوت من ورائي "سأرفع العصابة عن عينيك. يجب ان تبقيهما مغمضتين. مفهوم؟" "نعم". فُتح باب. ومرة اخرى انتظار. دفعتني يد بلطف من الوراء "امش". تحركت بنشاط نازلاً ادراج السلم. اقتادني احدهم الى شاحنة مقفلة فان كبيرة. أُغلق باب جرار وأُقفل.
"اجلس سيد وايت. تستطيع ان تفتح عينيك". كان ذلك الرجل صاحب البزة. كان واقفاً قرب الباب حاملاً جهاز لاسلكي في يد ومسدساً في اليد الاخرى.
كانت الشاحنة مليئة بمواد البناء. وكان مقدمها مفصولاً بساتر عن مؤخرها بحيث لم اكن قادراً على رؤية السائق او النظر من النافذة. "هل تأخذني لرؤية الرهائن؟" "لا تتكلم". جلست على كيس اسمنت. وانطلقت الشاحنة متمايلة فوق الحفر كفيل سكران. انطلق صوت جهاز اللاسلكي. وفوجئت بانه صوت نسائي. اجاب الرجل صاحب البزة. اخيراً، توقفنا واستطعت ان اسمع اصواتاً. حاجز؟ تحدث السائق الى شخص خارج الشاحنة. وبدا الرجل صاحب البزة قلقاً. فجأة انقطع الحديث. أُغلق باب وانطلقنا.
سرنا نحو نصف ساعة. كانت اوضاع الطريق تتحسن ثم تسوء مجدداً. "اغمض عينيك. ولا تتكلم". توقفنا. واوقف محرك الشاحنة. نزلت مسترقاً النظر بعيني نصف المغمضتين. كنا في مرأب. أُخذت الى زاوية بعيدة حيث كان باب افقي في ارضية المكان. "انزل". نظرت الى اسفل. كانت هناك مسافة ثلاثة امتار تقريباً تؤدي الى غرفة تحت الارض. قلت "انها اعمق من ان استطيع النزول اليها". دفع شخص في الاسفل كان يغطي وجهه بوشاح لاخفاء ملامحه، خزانة صغيرة نحو الفتحة. "ضع قدميك عليها ثم اقفز". وضعت قدمي بحذر على الخزانة وقفزت الى الطبقة الارضية. امسكني رجلان مقنعان من ذراعي "اغمض عينيك". واقتاداني عبر المكان: 12 خطوة. توقفنا. أدار شخص مفتاحاً في قفل. انفتح باب ودفعت الى الداخل. أُغلق الباب ورائي وأُقفل بالمفتاح. عندما فتحت عيني كنت في زنزانة خالية كسيت جدرانها بالبلاط الابيض. جلست على الارض ونظرت من حولي. كانت الغرفة بعرض سبعة اقدام وطول عشرة اقدام تقريباً. وكان ارتفاعها يراوح بين ستة اقدام و6.9 قدم. كنت متأكداً من ذلك لأن ارتفاع قامتي هو 6.7 قدم. وفي بعض الاماكن كان يستحيل عليّ الوقوف منتصباً. وكان باب الغرفة مصنوعاً من الحديد المدعم بعوارض حديدية ايضاً. تطلعت بحذر من خلال الباب. كان هناك عدد من الزنزانات في هذا السجن القائم تحت الارض. وافترضت انها تضم نزلاء. لقد سمعت عن سجون تحت الارض في بيروت. وكانت هناك روايات عن معتقلين احتجزوا لسنوات عدة في مثل هذه الاماكن. جلست مجدداً وبدأت اعد نفسي لمرحلة عذاب. اولاً، سأقوي عزيمتي بالصيام. وسأرفض اي طعام على الاقل لمدة اسبوع. ثانياً، سأتخذ ثلاثة قرارات تعطيني القوة وتدعمني خلال أي تطور مقبل: لا ندم، لا عاطفية، لا اشفاق على الذات. ثم فعلت ما فعلته اجيال من السجناء قبلي. وقفت محنياً رأسي وبدأت امشي في دائرة...
الوسيط - السجين
جلست على ارض زنزانتي... لقد مشيت حتى لم اعد استطيع المشي. قدماي متورمتان ورقبتي وكتفاي تؤلمني بسبب الانحناء المستمر. لقد قست خطواتي وعددتها. وفي حساب سريع تبين لي انني مشيت سبعة أميال اليوم. والآن بعدما تعبت جسدياً، جلست وفتشت في ذاكرتي... عندما كنت في الثالثة من عمري أُخذت بعيداً عن والدي بعدما اصبت بالحمى القرمزية. كانت امي حاملاً وتوشك على الوضع. وهكذا وُضعت في مستشفى خاص بالمعزولين لبضعة اسابيع. وعندما عدت الى المنزل، كانت اصبحت لي اخت صغيرة اسمها ديانا. لم نكن اختي وانا قريبين في صورة مميزة عندما كنا طفلين. وهذا عائد الى كونها امضت قسماً كبيراً من الوقت مع أخي الصغير الذي كان يعاني من مشاكل في المشي. لكننا لاحقاً اصبحنا، اختي وأنا، اكثر قرباً واحدنا من الآخر. هل يمكن ان تكون عزلتي في المستشفى احد الاسباب التي جعلت علاقتي بوالدي على قدر كبير من عدم التكافؤ؟ هل تساعد في تفسير لماذا كانت علاقاتي مع الآخرين على قدر كبير من الاهمية بالنسبة اليّ طوال حياتي، ومع ذلك غالباً ما كانت صعبة؟
قرع احدهم باب زنزانتي. وضعت العصابة المصنوعة من قماش الستائر بسرعة فوق عيني، وفق التعليمات التي تلقيت. فُتح الباب ودخل شخص. سمعت صوت شيء يُلقى على الارض. ثم أُقفل الباب. بعد برهة رفعت العصابة عن عيني. كانت هناك قطعة من الاسفنج وبطانية امامي. هيّأت فراشي بعيداً عن الباب واستلقيت. استدرت نحو الحائط وطرقت بلطف على البلاط. لا شيء. لا جواب. طرقت مجدداً... صمت. هناك بالتأكيد سجناء آخرون معي في المكان. سمعتهم اثناء اخذهم الى المرحاض... طرقت مجدداً. لا شيء. بدأ القصف في الخارج. افترض انني استطيع ان اشعر بالأمان تحت الارض، لكنني خائف. لقد ثارت المخاوف في رأسي. ماذا لو اصابت قذيفة المبنى فوقنا ودفنا تحت الركام؟
زيارة واحدة للمرحاض
كنت مستلقياً على فراشي الموقت محاولاً ان استجمع الشتات المتبقي في ذاكرتي الواعية. مشاهد الاربعينات واصواتها وروائحها. الطائرة التي هبطت اضطراراً على طريق جانبي قرب الكنيسة. ضجيج محركها عندما مرّت على ارتفاع اقدام قليلة فوق منزلنا. رائحة الخبز الطازج في مخبز بيلموتس في ماكلسفيلد... لا بد انني نمت ساعات عدة. لقد أُخذت مني ساعتي، وبالتالي لا فكرة لديّ عن الوقت. انني أجد هذا الامر مزعجاً، مزعجاً جداً. ربما كان الصباح الباكر. نهضت ومشيت نحو الباب. نظرت من خلال القضبان الحديد. استطيع ان ارى الزنزانة التي على يساري... لقد علّق الحراس بطانية تتدلى من السقف للحؤول دون رؤية من في الزنزانة.
أمضيت نحو أربعة أيام في السجن تحت الارض. اعتقد انها على الاقل أربعة ايام. ما كان الحراس ليقولوا لي الوقت. وكل ما كنت استطيعه ان اخمّن كم الوقت عندما كانوا يأتون لأخذي الى المرحاض او لجلب الطعام. كان يُسمح لي بزيارة واحدة للمرحاض يومياً... وعندما يأتون الى زنزانتي كانوا يأمرونني بالتحدث همساً اذا كنت اريد ان اقول شيئاً. وفي أي وقت كانوا يقرعون الباب كان علي ان اضع العصابة على عيني وان ابقيها الى ان اصبح وحيداً ومحتجزاً وراء باب مقفل. كانوا يقدمون اليّ الطعام مرتين أو ثلاث مرات يومياً. وكنت ارفض في كل مرة. والامر الذي فاجأني انني لا اشعر بالجوع ابداً. وفي الوقت الحاضر بدا ان الشاي من دون حليب أو سكر كاف. والامر الذي كان يزعجني اكثر من غيره هو عدم القدرة على معرفة الوقت الذي يمضي. ولكني اظل متماسكاً عليّ ان اجد وسيلة ما للقيام بذلك. المشكلة الاولى هي التمييز بين النهار والليل. لو كنت استطيع سماع الدعوة الى الصلاة من مسجد لكان ذلك مفيداً كساعة. لكن لا يمكن سماع ذلك من تحت الارض.
لا أعلم كم من الوقت بقيت مستلقياً على الفراش. ساعتان، ثلاث؟ ربما اكثر. الجو حار هنا. البلاط يقطر ماء ناتجاً من البخار المكثف. والهواء يعبق برائحة المطهر ودخان البنزين والعرق... من يا ترى كانوا نزلاء هذه الزنزانة في السابق؟ ربما كانوا الرهائن انفسهم الذين ابحث عنهم. ليست هناك أي اشارة، اي دليل في هذه الزنزانة يمكن ان يوحي بهوية نزيلها السابق.
البحث عن اشارة
لقد افادني الامتناع عن الاكل. اشعر بصحة وحتى قوة. اعرف ان هذا يمكن ان يتغير بسرعة، لكنني سأقاوم الغرق في اليأس. نهضت وبدأت اتفحص كل بلاطة على حدة. ربما كانت احداها مهتزة. وقد يكون احدهم ترك رسالة وراءها. زحفت على ارض الزنزانة وتفحصت الجدران. لا شيء. في كل كتاب قرأته عن المعتقلين كان هناك دائماً كلام عن كتابات على الجدران أو على الاقل الاحرف الاولى من اسم النزيل السابق. هنا لا شيء... عدت الى زاويتي وجلست. بالتأكيد سيطلقونني قريباً. انهم يعرفون جيداً من أنا. ويعرفون عن الاشخاص الذين لي صلة بهم. لكنني ربما كنت قللت في صورة خطيرة من أهمية ارتيابهم. وربما ابقوني لديهم سنوات أو قتلوني. والاسوأ من ذلك ربما عذبوني. وفجأة خطرت ببالي فكرة: أليس لهذا السبب كسيت الزنزانات تحت الارض بالبلاط؟ ان هذا يسهل تنظيفها بعد التعذيب. تشنجت معدتي فجأة. ان التعذيب يرعبني... بالطبع، انهم يريدونني ان اخاف. انهم يريدون اضعاف عزيمتي... قمت بمحاولة مدروسة لأوقف هذا النمط من التفكير. قلت لنفسي: فكّر فقط في الاشخاص الذين عرفتهم في افريقيا والصين والذين سُجنوا واضطُهدوا وعُذّبوا، لكنهم ما زالوا احياء واصحاء ومحبّبين. انضم اليهم. لقد دخلت اليوم مجتمعاً جديداً هو مجتمع السجناء. كن واحداً منهم. تشبث بالنور والامل... انني وحيد. خمسة أيام فقط، وها انا اشعر بوحدة عميقة.
تيري وايت
- ايار مايو 1939: ولد تيرنس تيري هاردي وايت في بولينغتون مقاطعة تشيشاير.
- 1951 - 1957: تلقى تعليمه في مدرسة "ويلمسلو اند ستوكتون هيث" في تشيشاير.
- نيسان ابريل 1958: انضم الى جيش الكنيسة.
- أيار مايو 1964: تزوج من هيلين فرانسيس واترز.
- 1964: أصبح مستشاراً متدرباً لاسقف بريستول وابرشيتها.
- تموز يوليو 1965: رزق بابنتين توأمين هما فرانسيس روث وكلير سوزان.
- تموز يوليو 1965: ولدت ابنته الثالثة جيليان آن.
- كانون الثاني يناير 1969: زار اوغندا ورواندا وبوروندي بصفته موظفاً اقليمياً متدرباً.
- 1971: بدأ العمل للكنيسة الكاثوليكية.
- تشرين الثاني نوفمبر 1971: ولد ابنه ديفيد مارك.
- 1980: أصبح مستشار رئيس اساقفة كانتربري لشؤون الطائفة الانغليكانية.
- كانون الأول ديسمبر 1980: زار طهران.
- كانون الثاني يناير 1981: أطلق ثلاثة رهائن بريطانيين من طهران.
- 1982: مُنح وايت جائزة "MBE"، وسام عضو الامبراطورية البريطانية.
- كانون الأول ديسمبر 1984: زار العقيد معمر القذافي ليبحث معه في قضية أربعة بريطانيين معتقلين في ليبيا.
- شباط فبراير 1985: أطلق المعتقلون الأربعة في ليبيا.
- ايار مايو 1985: التقى الكولونيل اوليفر نورث في الولايات المتحدة أثناء زيارة قام بها لمقابلة زوجة الرهينة الأميركي بن وير.
- تموز يوليو 1985: عقد أول اجتماع مع نورث في لندن.
- آب اغسطس 1985: ارسال أول شحنة سلاح سرية الى ايران.
- ايلول سبتمبر 1985: ارسال شحنة السلاح السرية الثانية الى ايران. اطلاق بن وير.
- تشرين الثاني نوفمبر 1985: قام وايت بزيارته الأولى لبيروت وقابل الخاطفين. وعاد في وقت لاحق الى العاصمة اللبنانية لكن الخاطفين أمروه بمغادرتها.
- كانون الأول ديسمبر 1985: منح جائزة رجل السنة من "راديو 4".
- ايار مايو 1986: سافر نورث مع ماكفرلين الى طهران مع شحنة أسلحة ثالثة.
- تموز يوليو 1986: أطلق لورنس جنكو. وشارك وايت في الاحتفالات التي أقيمت في المناسبة.
- تشرين الأول اكتوبر 1986: شحن الكولونيل نورث صواريخ الى إيران.
- كانون الأول ديسمبر 1986: كُشفت صفقات الأسلحة التي قام بها نورث ولقاءاته مع وايت.
- 20 كانون الثاني يناير 1987: عاد وايت الى بيروت وخُطف.
- 18 تشرين الثاني نوفمبر 1991: أُطلق وايت.
- 1992: أصبح عضواً في إدارة كلية ترينيتي في كمبريدج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.