من مفارقات بطولة الاندية العربية الثامنة ان فريقي العربي القطري والشباب السعودي اللذين خاضا المباراة الافتتاحية وانتهت بتعادلهما سلباً خاضا المباراة الختامية التي لم تنته بالتعادل. وقد شق كلا الفريقين طريقه الى نهائي البطولة بثقة وجدارة علماً ان كليهما من المجموعة الثانية التي شهدت صراعاً ضارياً على التأهل انتهى بإخراج الترجي التونسي اوفر المرشحين حظاً لاحراز البطولة من حلبة التنافس.. والفائز في هذه المباراة انضم الى نادي الفرق التي حفرت اسمها في السجل الذهبي لهذه البطولة.. وفي ما يأتي تحاول "الوسط" التي شاركت مع "الحياة" في توزيع مكافآت مالية وكؤوس تذكارية على أفضل لاعب في كل مباراة ان تلقي بعض الاضواء على مراحل هذه البطولة. الانطلاقة انطلقت يوم الاثنين في الثامن من شباط فبراير في الدوحة فعاليات البطولة العربية الثامنة للاندية بطلة الدوري بعد ثلاثة اعوام على اقامة البطولة السابعة في المغرب سنة 1989. وخلال حفل الافتتاح اصطف لاعبو الفرق في طابور عرض عام دخل ارض الملعب خلف حملة الاعلام التي تقدمها علم دولة قطر وعلم الاتحاد العربي لكرة القدم وشعار البطولة ثم اعلام دول الفرق السبعة المشاركة وهي العربي القطري مستضيف البطولة، الشباب السعودي، الترجي التونسي، القدس الفلسطيني في المجموعة الثانية، الاسماعيلي المصري، الشباب الاماراتي، الفيصلي الاردني في المجموعة الاولى، وكان الوداد البيضاوي حامل اللقب انسحب من البطولة لخلاف بينه وبين الاتحاد المغربي لكرة القدم. اما الحرية السوري فقد اعتذر عن الحضور لانشغال اكثر من لاعب مع المنتخب السوري الذي يستعد لخوض تصفيات قارة آسيا لنهائيات كأس العالم. استمر حفل الافتتاح نحو 45 دقيقة فألقى عبدالله المال رئيس النادي العربي ونائب رئيس اللجنة العليا المنظمة كلمة ترحيبية بالوفود المشاركة متمنياً لها التوفيق، ثم ألقى سلطان صقر السويدي رئيس اللجنة التنظيمية في الاتحاد العربي لكرة القدم كلمة الاتحاد، أعقبه اعلان افتتاح البطولة من قبل راعي الحفل الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة العليا للبطولة، ليخرج بعدها حملة الاعلام وطابور العرض الذي ردد المشاركون فيه قسم البطولة خلف اللاعب ابراهيم خلفان قائد فريق العربي القطري. مهرجان الأهداف جمعت المباراة الاولى الترجي التونسي والقدس الفلسطيني وكان اللقاء من جانب واحد لصالح الترجي الذي سيطر على المباراة لعباً ونتيجة فأتخم مرمى القدس بسبعة اهداف نظيفة سجلها لاعبوه نبيل معلول، كينيث مليتولي هدفين، العبادي الحمروني هدفين، محسن اليحمدي هدفين. وفي المباراة الثانية ضمن المجموعة الثانية تعادل العربي القطري والشباب السعودي من دون اهداف بعد مباراة جيدة المستوى تبادل خلالها الفريقان هجمات لم تشكل خطورة حقيقية على المرمى مع انه ضاعت فرصتان ثمينتان من كلا الفريقين. وقد أدى التعادل السلبي الى اشتعال المنافسة على التأهل في هذه المجموعة. وفي المباراة الثالثة تلقى فريق الشباب الاماراتي هزيمة تاريخية قاسية على يد الفيصلي الاردني بهدفين مقابل سبعة بعد مباراة غريبة لم يظهر فيها الشباب بمستواه كوصيف للاندية الخليجية وبطل الدوري الاماراتي فقد تاه لاعبوه وفتح المدافعون الطريق امام مهاجمي الفيصلي الذين استثمروا جميع الفرص السانحة امامهم. وسجلوا سبعة اهداف في مرمى الشباب الاماراتي الذي لم يعرف عبر تاريخه مثل هذه الهزيمة النكراء. وبات أمر تأهله للدور الثاني صعباً للغاية، ويبدو ان غياب نجمي الشباب بخيت سعد وعبيد هبيطه اثر على مستوى الفريق، وقد أحرز اهداف الفيصلي جمال ابو عابد هدفين، موسى شعيبان، صبحي سليمان، جريس رزق ثلاثة اهداف، فيما أحرز هدفي الشباب خميس سعد وعبدالله حسن وأهدر له عيسى صنقور هداف كأس الاندية الخليجية ضربة جزاء في الشوط الاول. انسحب، لم ينسحب في المباراة الرابعة من البطولة حقق الشباب السعودي فوزاً سهلاً على القدس الفلسطيني بثلاثة اهداف نظيفة، اما الترجي التونسي وهو المرشح الأوفر حظاً لاحراز الكأس فقد خرج من المباراة الخامسة متعادلاً مع القطري العربي مستضيف البطولة بهدف لكل منهما وقد اعلن الترجي بعد المباراة عن انسحابه من البطولة احتجاجاً على سوء التحكيم متهماً الحكم المصري جمال صدقي بالتواطؤ مع القطري العربي، ولكن اتصالات حثيثة تمت على غير صعيد، نجحت في تهدئة الخواطر وفي اقناع الترجي بالعودة عن قراره… وقد تعقدت حسابات التأهل في المجموعة الثانية بعد نتيجة المباراتين وأصبح الوضع بين القطري العربي والترجي التونسي والشباب السعودي مشرّعاً على كل الاحتمالات وقد يحسمه فارق الاهداف. خروج مبكر وكانت المباراة الخامسة التي جمعت بين الاسماعيلي المصري والشباب الاماراتي فرصة اخيرة امام الشباب للتعويض عن الهزيمة التاريخية التي لقيها امام الفيصلي الاردني وكان لا بد له من الفوز بأي ثمن لينعش آماله في اكمال مشوار البطولة، ولكن الاسماعيلي أطاح احلامه وانهى المباراة لصالحه بثلاثة اهداف في مقابل هدف واحد، وهكذا خرج الشباب الاماراتي مبكراً من سباق البطولة ما اتاح للاسماعيلي والفيصلي ان يتأهلا تلقائياً للادوار النهائية أياً كانت نتيجة لقائهما… لقاء القمة المباراة السادسة بين الشباب السعودي والترجي التونسي كانت لقاء القمة في هذه البطولة وقد حشد لها الفريقان كل طاقاتهما علماً ان الترجي كان اكثر ارتياحاً اذ يكفيه التعادل للتأهل اما الشباب فلم يكن امامه سوى الفوز… وجاءت المباراة عامرة بالاثارة والحماسة رفيعة المستوى في الاداء، غنية بالاهداف، وقد افتتح عواد العنزي في الدقيقة الپ34 التسجيل للشباب بتمريرة من سعيد العويران، لكن الترجي ردّ بالمثل عندما سجل له سراج الدين بعد اربع دقائق، وقبل نهاية الشوط الاول سجل العويران هدفاً ثانياً للشباب في الدقيقة 42. وفي الشوط الثاني اشتعلت المباراة وضغط الترجي لتحقيق التعادل فتم له ذلك في الدقيقة الپ50 بواسطة العبادي واستمر اللعب سجالاً طوال هذا الشوط الى ان اقتنص مساعد السويلم هدف الفوز للشباب بتمريرة من فهد المهلل في الدقيقة الپ83 وقضى على آمال الترجي في التأهل للأدوار النهائية. أما العربي القطري فلم يجد عناء في الفوز على القدس الفلسطيني بأربعة اهداف نظيفة وقد حل ثانياً في المجموعة الثانية بعد الشباب السعودي وضمن انتقاله الى الدور نصف النهائي على حساب الترجي. في الدور نصف النهائي التقى العربي القطري فريق الاسماعيلي المصري في مباراة رتيبة سيئة الاداء طرد في نهايتها لاعب الاسماعيلي عماد سليمان لارتكابه خطأ متعمداً على لاعب العربي سالم العدساني وقد انتهت المباراة بفوز العربي بهدف سجله البرازيلي اديسون بيريرا في الدقيقة ال 36... ولولا يقظة سعفان الصغير حارس مرمى الاسماعيلي لكانت غلة العربي من الاهداف وفيرة جداً. أما الشباب السعودي فقد تابع مسيرته المظفرة وهزم الفيصلي الاردني بهدفين نظيفين سجلهما فهد المهلل في الدقيقة ال 16 وعواد العنزي في الدقيقة ال 80 وقد مهد العويران لكلا الهدفين. وما سهل مهمة الشباب في الفوز اضافة الى اداء لاعبيه الجيد، طرد مدافع الفيصلي إيهاب نصر في الدقيقة ال 46... وهكذا يلتقي في المباراة النهائية فريقا العربي القطري والشباب السعودي بعدما خاضا المباراة الافتتاحية التي انتهت بتعادلهما السلبي. بادرة كريمة وتجدر الاشارة الى ان مجلة "الوسط" وشقيقتها جريدة "الحياة" ممثلتين في شخص المدير الاقليمي في السعودية بهاء فؤاد ابو غزالة اتفقتا مع اللجنة المنظمة العليا للبطولة ممثلة في شخص رئيس النادي العربي القطري عبدالله المال على تقديم كأس تذكارية ومكافأة مالية قيمتها الف دولار تمنحان لأفضل لاعب في كل مباراة من مباريات البطولة. وقد كان لبادرة "الوسط" و"الحياة" اصداء طيبة في الاوساط الرياضية وفي وسائل الاعلام القطرية والتونسية والاماراتية والمصرية والاردنية والسورية وفي وكالة الصحافة الفرنسية. وقدمت "الوسط" و "الحياة" في ختام البطولة كأساً لأفضل حارس مرمى وأحسن مدافع وأحسن لاعب وسط وأفضل لاعب هجوم كما قدمتا كأساً للفريق المثالي صاحب اللعب النظيف.