اسمحوا لي ان اكون مشاركاً في مجلتكم التي نالت فعلاً كل تقديري واستحساني، وأرجو ان تتكرموا بمنحي ثقتكم، التي اعتز بها ايما اعتزاز، لأخاطب من خلال منبرها الرئيس اليمني السابق على ناصر محمد الذي طال انتظارنا له والذي حمل المعاناة كلها ورحل وفي قلبه شوق الى البقاء..! لم ترحل لأنك تريد الرحيل عنا، بل رحلت مفضلاً مصلحة الأمة على كل المصالح الذاتية، فحمل رحيلك صفة التضحية ونكران الذات. أجد نفسي وانا اقرأ لك أول مقال صحفي،. منجذباً لكل حرف خصوصاً ان الموضوع يتعلق بالجدل القائم بين الديموقراطية كشعار والديموقراطية كممارسة وتطبيق...! وقد تناولت سيادة الرئيس بشيء من التفصيل الخطورة البالغة التي قد تترتب على عدم اعطاء المعارضة حقها في التعبير عن نفسها، خصوصاً في بعض الأقطار العربية التي لا تزال بعيدة كل البعد عن أبجديات هذا المفهوم المسمى "ديموقراطية". وقد دللت على ذلك بحدوث بعض الانقسامات التي ربما قد تحدث اذا ما اتيح للديموقراطية ان تأخذ مجراها الطبيعي في حياة المجتمعات..؟ وكيف ان عدم اللجوء الى الحوار والتفاهم والقواسم المشتركة قد تؤدي بالأخير الى أمور يصعب تلافيها أو حلها. لقد لمست من خلال تلك السطور الصلة التي لا تزال تشدك الى وطنك الأم وما يعانيه في هذه الأيام، وخوفك الشديد على شعبك ... ولعل ما جعل التفاؤل يدب في نفسي تلك الاخبار التي تفيد بأنكم تنوون القيام ببناء أو انشاء مركز للبحوث يعني بالدراسات السياسية أو ما شابه ذلك وقد اخترتم ان يكون هذا المركز في العاصمة صنعاء حتى تقدموا شيئاً من العرفان والجميل نحو شعبكم الذي لا يزال في امس حاجة اليكم، بل ينتظر قدومكم بفارغ الصبر. فهل تجد دعوته طريقها الى مسامعكم؟ فهذه دعوة نوجهها اليكم من خلال هذا المنبر المتمثل بمجلة "الوسط" ونتوسل فيها قدومكم، الذي قد يسهم في حل الكثير من المعضلات والاشكاليات التي اثقلت كاهلنا ... فهل من عودة يا فخامة الرئيس؟ المهندس الخضر أحمد عوض حسني - كلية الدفاع الجوي صنعاء - اليمن