بعد ثماني دقائق فقط من إلقاء شرطة بوسطن القبض على المشتبه به الثاني في قضية تفجير ماراثون بوسطن، خرج المعرف الرسمي لشرطة المنطقة عبر"توتير"بتغريدة تقول:"المشتبه به في قبضة الشرطة، لا زلنا نفتش المنطقة تابعونا للمزيد من التفاصيل". وبناءً على هذه التغريدة أعلنت قنوات أميركية كبيرة مثل"سي إن إن"عن خبر القبض على المشتبه به الثاني في القضية، ولم تكتفِ القنوات بذلك، بل نقلت التغريدة بنصّها على شريط أخبارها. لكن القصة الغريبة في التعاطي الأمني الإلكتروني مع القضية لم يبدأ من هنا، فشرطة بوسطن خرجت بتغريدة أولى لم تخلُ من الصراحة، فعند الساعة الثانية من فجر اليوم قبل ساعتين من القبض على المشتبه به قالت فيها:"رجال الشرطة يجوبون شارع فرنكلين حيث تمّ القبض على المشتبه به نرجو من المواطنين البقاء في منازلهم". وعلى أساس هذه التغريدة تكثف الحضور الإعلامي في المنطقة لمتابعة الخبر، وأمام الحواجز التي نظمها رجال الشرطة حول المنطقة لم يتمكن الصحافيون من التحرك بحرية ما دفعهم إلى الاعتماد على"تويتر"فقط للكشف عن الخبر. شرطة بوسطن لم تتخلَ عن فرصتها في كسب المزيد من تعاطف الشارع وإثبات قيمتها في المنطقة، فاختتمت ملاحقة المشتبه به بتغريدة قالت فيها:"قبض عليه، الملاحقة وصلت إلى نهايتها، المطاردة توقفت، الرعب انتهى، المشتبه به في حوزة العدالة"، وزاد:"في هذه اللحظة نؤكد أن ضحايا هذه الحادثة سيبقون في ذاكرتنا". عمدة"بوسطن"توم مينيو كان حاضراً إلكترونياً أيضاً فغرد بعد 11 دقيقة من القبض على المشتبه بصورة له مع حاكم الولاية واكتفى بقول:"قبضنا عليه"، أعقبها بتغريدة أخرى قال فيها:"إنه نتاج العمل الجماعي"، في إشارة إلى تعاون الشرطة مع رجال ال"إف بي آي"وجميع الأجهزة الحكومية. مينيو لم ينسَ أيضاً الخروج بصورة من داخل الأحداث فغرد بصورة تظهره وهو يتحدث عبر"الوكي توكي"وعلق عليها بالقول:"في الصورة أوجه تهنئتي لرجال الشرطة على ما قاموا به". قيمة"تويتر"في توفير المعلومات لوسائل الإعلام الإلكترونية كافة كانت واضحة، لذلك لم يتردد مذيع نشرة الأخبار في قناة"سي إن إن"بالتأكيد على أن هذه الأداة الإلكترونية قدمت خدمة كبيرة لهم ولغيرهم في تغطية الحدث، كما أنها قدمت البشرى هذه المرة لأهالي بوسطن كافة الذين كانوا ينتظرون على أحرّ من الجمر نهاية المطاردة المخيفة.