كشفت نتائج أولية لدراسة باستخدام الأشعة السينية الفلوروسنسية ذات تشتت الطاقة عن تلوث الهواء في الطائف بالعوالق الصغيرة اشترك في إعدادها وتقديمها في المؤتمر الدولي لعلوم المواد والتنمية والابتكار الذي اختتم أعماله أمس الأول في جامعة الطائف. وأوضح الباحث ضيف الله المعلوي أحد أفراد فريق العمل الميداني ل"الحياة" أن هذه الدراسة تعد الأولى في الطائف، وتم التركيز خلالها على دراسة العوالق الصغيرة الموجودة في الهواء، مبيناً أن من المعلوم كلما قلّت أبعاد أحجام الدقائق الهوائية كلما كان تأثيرها أكثر ضرراً وخطورة على صحة الإنسان. وقال الباحث ضيف الله المعلوي إن العوالق الدقائق الصغيرة عبارة عن خليط من الجسيمات أو القطرات السائلة أو المعادن أو الأيونات المتناهية الصغر و حجمها أقل أو يساوي 2,5 ميكروجرام، مضيفاً"وتعتبر هذه العوالق من أخطر ملوثات الهواء، وتكمن خطورتها في أنها يمكن أن تدخل جسم الإنسان عن طريق التنفس، وبالتالي يمكن أن تصل إلى الرئة، وتكون سبباً في التهابات ومشاكل الرئتين، وتنتقل من الرئة إلى الدم، ويسبب دخولها إلى الدم التهاب الأوعية الدموية وزيادة الترسبات في الشرايين والإصابة بالنوبات القلبية". وأفاد المعلوي بأن الدراسة استغرقت عاماً كاملاً لتتبع التغيرات المناخية المختلفة التي تمر بها مدينة الطائف خلال العام، وتم اختيار موقعين ثابتين لهذه الدراسة أحدهما هو شارع التلفزيون كمنطقة سكانية مزدحمة، والآخر المنطقة الصناعية كموقع ذي أنشطة صناعية مختلفة. وأشار الباحث المعلوي إلى أن جمع العينات الهوائية تم باستخدام أجهزة جمع عينات الهواء ذات الحد الأدنى لمعدل تدفق الهواء مضخات متخصصة لسحب الهواء، مضيفاً"يحدث تلوث الهواء دائماً نتيجة الانبعاثات المرتفعة للغازات الخطرة والسّامة مثل أكسيد الكربون، أكسيد النيتروجين، ومركبات الكبريت والرصاص، وجميع هذه المواد لها تأثيرات ضارة في الطبقات الجوية الدنيا كما هو الحال في طبقات الجو العليا". وحمل الباحث المعلوي السيارات المسؤولية الأكبر في مصادر التلوث في الطائف جراء ما تبعثه من غازات ضارة كأكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين والكبريت، والأنشطة الصناعية المختلفة، داعياً إلى أهمية البحث عن بدائل آمنة.