من الجهات المسؤولة عن موضوع الكتب التي تتناثر هنا وهناك بعد الاختبارات نهاية كل عام دراسي؟ أليس هذا هدراً مالياً لمبالغ كلفت الدولة مئات الملايين من الريالات؟ أليس هناك مسؤول، سواء في وزارة أم مدرسة، يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه ويسهم بصلاحياته في تحجيم هذا التبذير، بل في استئصاله؟ ما إن تدخل إلى المدرسة بعد الاختبارات حتى تجد الكتب الدراسية متناثرة، تلك الكتب هي لطلاب لديهم أو لدى أولياء أمورهم شعور بالمسؤولية، ومع ذلك تجدها مهترئة وممزوعة إلى درجة يصعب معها الاستفادة منها، ولكن أليس هناك طلاب آخرون لم يسلموا الكتب التي استلموها في بداية الدراسة؟ ترى ماذا سيفعلون بها؟ لا شيء، سوى الإهمال والكسل عن تسليمها. ترى هل فكر أحد المسؤولين في آلية معينة يستجيب معها الطلاب وتلزمهم بتسليم الكتب نهاية العام؟ مثلاً وضع درجة في كل مادة لتسليم الكتاب الخاص بها، وإن لم يتم تسليم الكتاب تخصم هذه الدرجة؟ على الجميع من مسؤولين وأولياء أمور ومعلمين وطلاب أن يعلموا أن هذه الكتب تستنزف موازنة هائلة كل عام، ربما لو أحسنا التعامل معها لوفرنا على الأقل نصف هذه المبالغ ووضعناها في أمر آخر يصب في مصلحة التعليم وتطوير القدرات وما إلى ذلك. منذ سنوات طويلة والجميع يعلم أن هناك قرارات توزع على المدارس بالتعامل مع الطلاب الذي لا يسلمون كتبهم، وذلك بعدم تسليمهم الشهادات، لكن هل طبق الأمر على ما يريده المسؤول؟ بالطبع لا، فلا المسؤول تابع قراراته ومدى الدقة في تنفيذها، ولا المدرسة حرصت على ذلك. ولو كان هناك تطبيق للأمر وجرد على كل طالب لما كانت وزارة التربية والتعليم تنفق من موازنتها كل عام مبالغ هائلة للكتب الدراسية وطباعتها. لا نريد أن نعود إلى الوراء، ولا نريد أوامر تنفذ مدة معينة ثم تموت، بل نريد قرارات حازمة في هذا الشأن تمس درجات الطلاب، يعقبها جرد سنوي، بحيث يتم استلام ما تم تسليمه أو على الأقل معظمه، وصدقوني عند ذلك ستشاهد حرصاً من الطالب، فهو يعلم أن هناك درجات في كل مادة ستضاف إلى معدله بمجرد حرصه على كتبه وإعادة تسليمها ليستفيد منها غيره، إضافة إلى أنها ستغرس في كل طالب الحفاظ على الأشياء حتى لو كان لا يمتلكها. الأمل معقود على المسؤولين في وزارة التربية والتعليم أن يعتمدوا هذه الآلية، وأنا على يقين تام بجدواها. سلمان العجمي - الرياض [email protected]