قد تلهينا الدنيا وتشغلنا عمن هم أقرباء لأفئدتنا من أصحاب وأحباب وهذا أمر يسير... الأمر العظيم الذي ليس بيسير، حينما نرى مشاغل الدنيا ومتاعبها تأخذ الآباء والأمهات وتلهيهم عن فلذات أكبادهم، فنرى الأم تتنقل بين صالات الأفراح والأسواق، وباهتمام بالغ تتابع آخر صيحات الموضة... والأب نشاهده يزاحم وبشدة لاكتساب أي منصب عالٍ، ويصارع وبقوة على جني المال على رغم ثرائه، وهما بذلك ناسين أو متناسين من هم بحاجة إليهم بدلاً من إشباع رغباتهم... وبعد برهة من الزمن نرى الضياع والتشرد والفساد قد تمكن من بعض الأبناء، والبعض الآخر تشاهده يبحث عن بديل عوضاً عن الأصل، ليتسنى له الارتواء منه بقدر ما يشاء... وإذا انطوى على الأبناء دهر طفولتهم، وأقبل عليهم دهر شبابهم الذي فيه عنفوانهم، ترى من كانوا يحتاجون إليهم بالأمس هم بحاجة إليهم الآن. أيها الأب وأيتها الأم... أيعقل أن تتركوا مشاغل الدنيا تأخذكم من أبنائكم؟! ولِمَ الإهمال والإجحاف بحقهم؟ ولمَ الشح والتقصير معهم؟! لِم ولِم ولِم... تساؤلات واستفهامات كثيرة فهل سنجد لها إجابات لديكم؟! "عن عبدالله بن عمر أنه سمع رسول الله"صلى الله عليه وسلم"يقول:"كلم راعٍ ومسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راعٍ ومسؤول عن رعيته... الخ". وفاء بنت عبدالعزيز - الرياض