أسقط آلاف السعوديين خيار لبنان من أجندتهم السياحية في إجازة صيف هذا العام، التي تبدأ بعد نحو 40 يوماً، وتستمر 115 يوماً، ويتخللها شهر رمضان المبارك. وتعد أطول إجازة صيف تمر على الطلبة السعوديين. وعزا سياح كانوا يعتزمون قضاء الإجازة في لبنان، قرارهم بإلغاء سفرهم إلى"التوتر الأمني الذي تشهده مدن لبنانية عدة، تُعد من أبرز المدن التي يقصدها السعوديون في لبنان، مثل العاصمة بيروت، وعالية". فيما عزا سعوديون آخرون قرارهم هذا إلى"نصيحة وزارة الخارجية السعودية للمواطنين، ومنهم رجال الأعمال، بأهمية توخي الحذر، وعدم السفر إلى لبنان، لأن الوضع غير مستقر أمنياً هناك وفي محيطه"، التي صدرت قبل نحو ثلاثة أشهر، مبدين مخاوفهم من"تطور الأحداث الأمنية في لبنان خلال هذا الصيف". ويمثل السعوديون الفئة الأكبر من عدد السياح العرب في لبنان. إذ تشير تقديرات إلى أنهم يشكلون نحو 30 في المئة من السياح العرب في هذا البلد. وحافظ السعوديون على موقع الصدارة في لبنان منذ صيف العام 2003، الذي سجل أعلى نسبة من السياح، متخطياً عتبة المليون سائح، كان نصفهم من السياح العرب، فيما قدرت مكاتب سفر وسياحة عدد السعوديين الذين كانوا يغادرون يومياً إلى لبنان براً وجواً بنحو 2500 شخص، وبخاصة خلال شهر آب أغسطس. وقدر مستثمرون حجم إنفاق السياح السعوديين في لبنان خلال أشهر الصيف، بنحو 50 مليون ريال. بيد أن نسبة السعوديين بدأت في الانخفاض منذ الصيف ما قبل الماضي، في أعقاب عدوان تموز يوليو 2006. وتعزز الانخفاض في فترة الأعياد الماضية الفطر، والحج، ورأس السنة، إذ لم تتجاوز العشرة في المئة عما كانت عليه في الأوقات ذاتها من الأعوام الأربعة الماضية. ويقول موسى حسين، الذي كان يخطط منذ نحو عامين لقضاء إجازة صيف هذا العام في لبنان برفقة عائلته،"أعددت لهذه الرحلة جيداً، حتى أنني حددت الفنادق التي كنا سنتجه إليها، والمدن والمواقع التي سنصطاف فيها، بعد زيارات إلكترونية قمت وعائلتي بها عبر مواقع على شبكة الإنترنت". واستدرك"لكن ما يحدث الآن، وما يمكن أن يحدث، جعلني ألغي فكرة السفر إلى لبنان، وبخاصة بعد رؤية مشاهد إجلاء الرعايا السعوديين من لبنان، في أعقاب الأحداث الأمنية الأخيرة". القرار ذاته اتخذه عبد الرحمن الشهراني، الذي قرر أن تكون وجهته في هذا الصيف، مصر، التي كانت تتقاسم ولبنان الحصة ذاتها من"كعكة"السياح السعوديين في الصيف. ويقول الشهراني:"السفر إلى لبنان كان أُمنية لدى عائلتي، ولكن، للأسف، لا يمكن أن أخاطر بسلامتهم في ظل ما يحدث هناك في لبنان، لذا قررت تبديل وجهة السفر إلى القاهرة والمدن السياحية المصرية الأخرى، كشرم الشيخ". وإضافة إلى مصر، يتوقع عبد السلام محمد، الذي يعمل في وكالة سفر وسياحة في مدينة الخبر، أن تكون كل من دبي وتركيا ودول شرق آسيوية،"خيارات بديلة للأسر السعودية"، مستبعداً خيار سورية، فهي"قد تشهد صيفاً غير آمن، بسبب التطورات في المنطقة". وأوضح عبد السلام أن"غالبية الحجوزات التي تتلقاها مكاتب السفر والسياحة كانت إلى دول أوروبية، فقرار السفر إلى هذه الدول يُتخذ من جانب الأسر السعودية في وقت مبكر، لأنها تحتاج إلى ترتيبات معينة، يجب الإعداد لها قبل حلول إجازة الصيف بوقت كافٍ، كموازنة السفر وتأشيرات الدخول، بخلاف كثير من الدول العربية، التي لا يحتاج السعوديون في السفر إليها إلى تأشيرات أو موازنات كبيرة".
