بالفعل يحزّ في نفس كل من يحب متعة كرة قدم وجمالياتها في الدوري السعودي أن يرى حال فريق كرة قدم الأهلي إلى أين وصلت وإلى أين وصل تأثيرها السلبي على الاستقرار داخل البيت الأهلاوي، فالمدرب نيبوشا رحل والرئيس احمد المرزوقي حدد موعد المغادرة، ولا ندري خلال اليومين المقبلين من سيعلن رحيله عن الأهلي! هذه الوضعية التي يمر بها فريق كرة القدم الأهلاوي المدجج بأفضل اللاعبين المحليين وأفضل الإداريين أرى أنها طبيعية في ظل البداية غير الموفقة في الاستعداد لمنافسات هذا الموسم الرياضي، حتى ان انعكاسات ما حدث لم تجعل إدارة النادي تقاوم موجة الغضب الجماهيري على المدرب بوكير، بل تعدت كثيراً حتى رضخت إدارة النادي لمطالب الجماهير أيضاً بإعادة مدرب الفريق السابق نيبوشا. وحينما يوجد فريق كالأهلي في المركز السابع ب25 نقطة من أصل 21 مباراة فهذا يعطي الدليل القاطع على أن الفريق يعاني كثيراً من"انفلات"في الثقة على المستوى الشخصي والجماعي، على رغم معرفتنا الكبيرة بأهمية الثقة بالنفس التي تعتبر السلاح الأهم لمعالجة ومجابهة أي خلل أو ظرف قد يواجه أي فريق أو لاعب كما يعانيه الفريق الأهلاوي حالياً. وعلى الأهلاويين عدم الالتفات لمن حاول تحميل اللاعبين الأجانب من دون سواهم مسؤولية ما حدث، نتيجة لضعف مردودهم الفني، وعدم الاستفادة منهم في دعم الفريق فنياً، حتى وإن كنت اتفق في جزئية بسيطة معه، إلا أنني أتساءل في الوقت نفسه أين لاعبو الأهلي؟ وأين التصميم والإرادة التي كانوا يتمتعون بها خلال الموسم الماضي؟ وأين جماعية الأداء والروح القتالية التي وضعتهم في القمة؟ وإذا كنا كمتابعين لشؤون كرة القدم قد خسرنا الأهلي وحرمنا من"الفرجة"التي كان يمتعنا بها رفاق مالك معاذ، إلا أننا سنظل ننتظر عودتهم في بطولة دوري أبطال آسيا، وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، لثقتنا الكبيرة بالإمكانات المهارية والفردية التي يتمتع بها لاعبو الأهلي عن سواهم في الأندية الأخرى، وأتوقع أن عودة الأهلي للوضعية الفنية"الراقية"ستكون قريباً وبشكل مغاير عما حدث وجرى في الأشهر الماضية. ولن يحجب هبوط مستوى فريق كرة القدم النجاحات الأهلاوية التي تتمتع بها الألعاب المختلفة في النادي، ودورها المميز في دعم المنتخبات الوطنية بشكل متواصل، إضافة إلى الدور الكبير والمميز لأكاديمية النادي الأهلي بإشراف ودعم مباشر من الأمير خالد بن عبدالله، التي أصبحت تنال شهادات الثناء والمديح لانفرادها بتطوير المواهب وفق تنظيم علمي وتصور مستقبلي يصعب على الأندية الأخرى تحقيقه خلال السنوات المقبلة، وما الشهادات التي تلقيتها بشكل شخصي من الإخوة في قطر عن مواهب الأهلي والتزامهم وانضباطهم إلا دليل قاطع على أن المستقبل أهلاوي. [email protected]