تغري المظاهر حتى في الحزن حين ترخص الحياة يغدو الممات حلماً غالياً تهفو إليه النفوس لا تحيا إلا على مشارف الآفاق ومتارف الذرا.. فإن حالت دون ذلك الوهاد رأت في الموت أفقاً رحباً وميداناً فسيحاً.. وربما كان هذا ما يدعو البعض - وإن ندر - إلى أن يقيموا للعزاء صالونات فخمة وموائد فارهة وبطاقات دعوة تجعل الحزن غيمة فرح تسكب الدموع في صمت هو بين الألم والأمل أقم السرادق للعزاء خوانا وادع الوجوه وخصص الأعيانا هذا أوان الحزن يرقص شامخاً فوق الجراح ويطرب الآذانا فاجعل شفاه الصمت يخفت همسها وذر الدموع تهدهد الأحزانا لا تبتئس فالموت أصدق واعد يأتي وقد حسم الزمان زمانا ولربما خذل الصديق صديقه لكنه لا يخذل الإخوانا كم ليلة بقيت من العمر الذي شرب الصفاء وبثه ألوانا وقضى الثواني في مفاتن ترتوي من نبضه وتصوغه وجدانا شتان بين مسافر ومسافر لا يرجعان ونجهل العنوانا هذا تغرب في البلاد فأصبحت أوطانها لفؤاده أوطانا وسواه يؤويه التراب كأنما عشق المقام وعانق الأكفانا ما بالنا نبكي الذي التحف الثرى مستغرقاً في صمته وسنانا ترك التنازع خلفه ورأى الردى متبسماً فسعى له نشوانا وأقام من كسبوا الرهان مآتما في كل حين يكسبون رهانا يتبادلون على العزاء كؤوسهم طمعاً بساعات أشد أمانا ومن العزاء إلى العزاء تسوقهم آجالهم وتزيدهم إذعانا يتقربون إلى الصباح بليلة محمومة قد تحرق القربانا فأقم عزاءك حولهم متأنقاً وابسط خوانك إن أتوك الآنا 10/4/2008 www.saadalghamdi.com