جدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعهد الدولة بالاستمرار في التصدي ل"الفئة الضالة"، على رغم سعيها الى تطوير قدراتها التدميرية وتوسيع قاعدة دعمها. وقال خادم الحرمين لأعضاء مجلس الشورى السعودي في خطابه السنوي أمام المجلس أمس السبت إن"الحرية المسؤولة"تتمثل في"التفكير والنقد الهادف المتزن". وصارح الملك عبدالله أعضاء المجلس بأنه لم يتردد يوماً في"توجيه النقد الصادق لنفسي الى حد القسوة المرهقة". وقال إن ذلك كان"خشية من أمانة أحملها هي قدري وهي مسؤوليتي أمام الله". وأوصى أعضاء"الشورى"بالحرص على"ألا يكون بيننا ظالم ومظلوم، وحارم ومحروم، وقوي ومستضعف". وقال:"نحن جميعاً إخوة متحابون في وطن واحد يتمسك بعُرى عقيدته، ويفتديها بحياته، ويتمسك بوحدة الوطن، لا يسمع نداءات الجاهلية، سواء لبست ثياب التطرف المذهبي أو الإقليمي أو القبلي". وأكد خادم الحرمين الشريفين"أن فترة الفوضى والشتات التي قضى عليها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ذهبت بلا عودة"، مشدداً على قيمة الحرية المسؤولة في حياة الإنسان، حين قال إنها تتمثل"في التفكير والنقد الهادف المتزن، إذ إنها حق لكل النفوس الطاهرة المحبة، ليبقى شامخاً عزيزاً متفوقاً في زمن لا مكان فيه للضعفاء والمترددين". وقال خادم الحرمين:"يشهد الله تعالى أنني ما ترددت يوماً في توجيه النقد الصادق لنفسي إلى حد القسوة المرهقة، كل ذلك خشية من أمانة أحملها هي قدري وهي مسؤوليتي أمام الله - جل جلاله - ولكن رحمته تعالى واسعة، فمنها استمد العزم على رؤية نفسي وأعماقها، وتلك النفس القادرة على توجيه النقد العنيف الهادف قادرة - بإذن الله - أن تجعل من ذلك قوة تسقط باطلاً وتعلي حقاً". وأضاف:"عندما أوصيكم ونفسي بمخافة الله، والحرص على ألاّ يكون بيننا ظالم ومظلوم، وحارم ومحروم، وقوي ومستضعف، فنحن جميعاً إخوة متحابون في وطن واحد يتمسك بعرى عقيدته، ويفتديها بحياته، ويتمسك بوحدة الوطن، لا يسمع نداءات الجاهلية، سواء لبست ثياب التطرف المذهبي أو الإقليمي أو القبلي". ولفت خادم الحرمين إلى أن"الاستقرار السياسي مطلب أساسي للمحافظة على كيان الدولة"، مشيراً إلى أن المشاريع التنموية التي أقرتها الحكومة أخيراً"ستسهم هذه في رفع معدلات النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل". وقال:"لقد سعت الفئة الضالة إلى تطوير قدراتها التدميرية بغية إلحاق أكبر الضرر بالوطن ومنجزاته، كما وسعت من قاعدة دعمها، بيد أني أؤكد لكم استمرارنا وعزمنا على التصدي لهذه الفئة، وقد حقق إخوانكم رجال الأمن البواسل إنجازات متتالية في تفكيك خلايا الفئة الضالة، وتجفيف منابع تمويلها، وكشف حقيقة فكرها، فلهم الشكر والتقدير، وتغمد الله الشهداء منهم بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته". وأضاف خادم الحرمين الشريفين:"شهدت القضية الفلسطينية في الأشهر الأخيرة تطورات نأمل أن تعزز من خيار السلام ، وفي هذا المجال نؤكد على موقف المملكة العربية السعودية، حكومة وشعباً، الداعم للشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة، كما نجدد التزام المملكة بمبادرة السلام العربية". وطالب رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن حميد في كلمته أمام خادم الحرمين الشريفين أمس بمزيد من الصلاحيات لمجلس الشورى وأعضائه. وقال إن"المجلس وأعضاءه يتطلعون إلى مزيد من الصلاحيات التي تعين المجلس على المزيد من العطاء في إطار ما أنيط به من واجبات ومهمات". وأوضح ابن حميد أن عرض موازنة الدولة على المجلس هو أبرز الصلاحيات التي يسعى مجلس الشورى إلى أن يُمكّنَ منها. وقال - رداً على سؤال ل"الحياة"عن نوعية الصلاحيات التي طالب بها في خطابه أمام الملك:"هناك أمور يحتاج المجلس فيها إلى المزيد من الصلاحيات، ولعل الميزانية التي لا تأتي إلى المجلس أبرزها، وان كنا ندرك تفهم القيادة وطريقة اتخاذ القرار فيها".