رئيس "سبل" يهنئ القيادة بمناسبة حلول عيد الأضحى    1 من كل 7 بالغين مهدد بالابتزاز الجنسي    أمير جازان يستقبل المهنئين بعيد الأضحى المبارك    عبدالعزيز بن سعود يلتقي منسوبي الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بوزارة الداخلية    الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للبحر الأحمر يهنئ القيادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك    الشؤون الإسلامية تعايد ضيوف خادم الحرمين الشريفين بعيد الأضحى المبارك    تزامناً مع العيد.. أسعار «الشوكولاتة» تواصل صعودها    قتل تمساح ابتلع امرأة !    وزير الداخلية يدشن قيادة المجاهدين بعرفات    وليّ العهد يستعرض مع شارل ميشيل القضايا الإقليمية    مصادر «عكاظ»: هتان يحدد مصيره «الاحترافي» عقب رحلة أمريكا    محافظ الطائف يهنئ القيادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك    الداخلية: إدارة الحشود صناعة سعودية ندرّسها للعالم    40 ألف ذبيحة في أول أيام عيد الأضحى بالرياض    40 نيابة لمباشرة القضايا في الحج    دقيقتان تفصلان حاجة باكستانية عن العثور على هاتفها    رصاصة تقتل طفلاً حاول إنقاذ أمه من أبيه!    وليّ العهد والرئيس السيسي خلال لقاء أخوي بمنى    «السراب» يجمع يسرا اللوزي وخالد النبوي    «الإحصاء»: التضخم يواصل استقراره.. وصعود طفيف للأسعار    في أمنٍ واطمئنان.. الحجاج يستقرون في منى    استثمار منصات التواصل في تجديد الخطاب والرد على شُبُهاتِ أهل الإلحاد    1 من 6 مصابون به.. هذه المشكلات وراء العقم في العالم    5 فوائد صحية لماء البامية للرجال    جهاز إشعاعي للكشف عن زهايمر القلب    ولي العهد يتبادل التهاني مع ملك البحرين وأمير الكويت والرئيس التركي ويتلقى اتصالاً من رئيس المجلس الأوروبي    القبض على مهرب مخدرات إثيوبي    العيال لم تكبر !    في فمي ماء !    ردة الفعل تجاه مستيقظي العقل    أميركا: توقعات بزيادة استهلاك الكهرباء مع موجة شديدة الحرارة    نستثمر في مستقبل المملكة والعالم    تطوير مركز عمليات مكة الذكية    العيد.. فرصة للتجديد!    المجسمات الجمالية تزين الشرقية    أمير مكة يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة عيد الأضحى    تين هاج: إدارة مانشستر يونايتد أبلغتني بالاستمرار مدربا للفريق    الغيص: الأولوية لأمن الطاقة وتوفيرها بأسعار معقولة وتعزيز الاستدامة    دعم سعودي لجهود إنهاء الصراع الروسي - الأوكراني    عاتق البلادي يحصي آثار أم القرى    د. السعدي وسالف الذكريات    الكتابة العلاجية    صلاة العيد على أنقاض المنازل    صندوق الاستثمارات العامة و«أرديان» يعرضان شراء 37.6 % من مطار هيثرو    أمراء المناطق والمحافظون يتقدمون المصلين في صلاة عيد الأضحى    السجن والغرامة والترحيل ل18 مخالفًا لأنظمة الحج    وكيل إمارة منطقة الباحة يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين    سامسونج تكشف عن هواتفها الجديدة في يوليو    أمير منطقة تبوك يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين    5.61 ألف تيرابايت استهلاك البيانات يوم عرفة    "الصحة" توضح كيفية تجنب الإجهاد العضلي في الحج    "روبوتات المطاعم " هل تهدد وظائف البشر ؟    عروض مسرحية وفلكلور شعبي في احتفالات الشرقية بعيد الأضحى    الكشافة تواصل جهودها بإرشاد الحجاج التائهين في مشعر عرفات    اكتشاف النهر المفقود في القطب الجنوبي منذ 34 مليون سنة    القبض على بلوغر إماراتية بعد تصويرها مقطعا في مكان محظور    «الكانفاس» نجمة الموضة النسائية    أبرز أمراض العيد وكيف يمكن الوقاية منها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خادم الحرمين: وطنكم سيبقى شامخاً عزيزاً.. وأقوى من كل التحديات
أكد في خطابه أمام مجلس الشورى أنه لم يتردد في توجيه النقد الصادق لنفسه إلى حد القسوة خشية من الأمانة التي يحملها

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - على أن الحرية المسؤولة هي حق لكل النفوس الطاهرة المحبة لمكتسبات هذا الوطن الروحية والمادية ليبقى شامخاً عزيزاً متفوقاً في زمن لا مكان فيه للضعفاء والمترددين.
وقال خادم الحرمين في كلمته - حفظه الله - التي افتتح بها أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى أمس بحضور سمو ولي العهد.. (يشهد الله تعالى إنني ما ترددت يوماً في توجيه النقد الصادق لنفسي إلى حد القسوة المرهقة.. كل ذلك خشية من أمانة أحملها هي قدري وهي مسؤوليتي أمام الله)، مشدداً رعاه الله على مسؤولية الجميع أمام الله ثم أمام الشعب والوطن.
وشدد الملك المفدى في كلمته الضافية لدى افتتاحه أعمال السنة الرابعة لمجلس الشورى والتي تناول فيها رعاه الله سياسة المملكة الداخلية والخارجية وحملت مضامين هامة.. شدد على أن الاستقرار السياسي مطلب أساسي للمحافظة على كيان الدولة وتحقيق التنمية وحماية المنجزات.
وأكد خادم الحرمين في كلمته المكتوبة التي وجهها لأعضاء مجلس الشورى أن حكومة المملكة تأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة وتلمس احتياجات المواطنين والتصدي لأي مشكلة أو ظاهرة تبرز في المجتمع.
وأكد رعاه الله استمرار الدولة وعزمها على التصدي للفئة الضالة، وأوصى - حفظه الله - في كلمته كل مواطن ونفسه بمخافة الله والحرص على ألا يكون بيننا ظالم ومظلوم وحارم ومحروم وقوي ومستضعف..
وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين الضافية لدى افتتاحه أعمال الدورة الجديدة لمجلس الشورى:بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء سيدنا محمد:
أيها الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
بعون الله وتوفيقه نفتتح أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى سائلين العلي القدير أن يبارك جهودنا ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
أيها الإخوة الكرام:
لقد كنت أمام خيارين. الأول أن أستعرض معكم ما تم إنجازه في الفترة الماضية من سياسات وأنظمة وبرامج ومشاريع تصب في مصلحة الوطن والمواطن والثاني أن يكون حديثي معكم من القلب للقلب بعيدا عن الأرقام والإنجازات التي عرفها كل مواطن ومواطنة. وهو ما تضمنته الكلمة الموسعة والموزعة عليكم.
أيها الإخوة الكرام:
ما أكرم الزمان والمكان الذي ألتقي وإياكم فيه فالزمان يوم من أيام العمل والعطاء وتقدير الأفكار النابضة بالخير والانتماء والوطنية والمكان بيت من بيوت الوطن التي تحترم الحرية وتدرك المسؤولية.
الحرية تكون في التفكير والنقد الهادف المتزن والمسؤولية أمانة لا مزايدة فيها ولا مكابرة عليها فبها - بعد الله - نصون حريتنا ونحدد معالمها ونقول للعالم هذه قيمنا وتلك مكارم أخلاقنا التي نستمدها من ديننا.
أقول ذلك مؤكدا لكم أن الحرية المسؤولة هي حق لكل النفوس الطاهرة المحبة لمكتسبات هذا الوطن الروحية والمادية. ليبقى شامخا عزيزا متفوقا في زمن لا مكان فيه للضعفاء والمترددين. فوطن قام على إرادة الله ثم بعزيمة الرجال الكبار الذين تزاحموا بالمناكب خلف قائد وحدتهم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراهم جميعا - في مسيرة أراد لها الحاقدون الكارهون الفشل، وأراد الله لها العزة والنصر هو ميدان تنافس الشرفاء من أجل رفعة الوطن وعزته.
هذا الوطن علينا أن نحيطه بأكرم تعابير الحب والوفاء فهو تجربتنا التاريخية التي نفتخر بها وندافع عنها وهو الرؤية التي تسير في طريقها بتصميم وعزم بين دروب وعرة لا يمكن لها أن تعيق النفوس الكبيرة المتوكلة على الله.
أيها الإخوة الكرام:
يشهد الله تعالى أنني ما ترددت يوما في توجيه النقد الصادق لنفسي إلى حد القسوة المرهقة كل ذلك خشية من أمانة أحملها هي قدري وهي مسؤوليتي أمام الله - جل جلاله - ولكن رحمته تعالى واسعة فمنها استمد العزم على رؤية نفسي وأعماقها.
تلك النفس القادرة على توجيه النقد العنيف الهادف قادرة - بإذن الله - أن تجعل من ذلك قوة تسقط باطلا وتعلي حقا.
ولنتذكر جميعا أننا مسؤولون أمام الله ثم أمام شعبنا ووطننا. نستحضر في كل أمر قوله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد).
هذا وبالله العزة، وإليه المنتهى، عليه توكلنا وبه نستعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - التي وجهها مكتوبة لأعضاء مجلس الشورى:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أيها الإخوة أعضاء مجلس الشورى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
على بركة الله وبعونه وتوفيقه نفتتح أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى سائلين المولى عز وجل أن يبارك جهودنا ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم متضرعين له أن يتم علينا نبل المقصد، وتوفيق التجربة، وصواب التفكير، وصفاء الإخلاص، في عالم قاس قلق متقلب لا يصون تجربتنا وإنجازاتنا فيه إلا رحمة الله تعالى بنا ثم الوعي الكامل بمسار التجارب الإنسانية التي لم تسرع الخطى قبل أن تعرف الطريق التي تشمي عليها.
أيها الإخوة الكرام:
يمثل الاستقرار السياسي مطلباً أساسيا للمحافظة على كيان الدولة، وتحقيق التنمية وحماية منجزاتها، ومن هنا فقد تم إكمال منظومة تداول الحكم بإصدار نظام هيئة البيعة ولائحته التنفيذية وتكوين هيئة البيعة، كما جرى تحديث نظام القضاء ونظام ديوان المظالم وتخصيص سبعة مليارات ريال لتطوير السلك القضائي والرقي به.
وفي المجال الاقتصادي عملنا على تحسين مشاريع البنية الأساسية القائمة وتطويرها، كما تم اعتماد مشاريع جديدة في القطاعات المختلفة وبشكل يحقق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة، إذ تم تخصيص (165) مليار ريال في ميزانية العام الحالي للإنفاق على المشاريع الجديدة والقائمة، وستسهم هذه المشاريع - بعون الله وتوفيقه - في رفع معدلات النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل.
كما نال قطاع التعليم والتدريب نصيبه من الاهتمام، ونأمل أن يسهم مشروع (تطوير) في مجال التعليم العام بتطوير قدرات الطالب السعودي وجعله قادراً على استيعاب المستجدات العلمية، فالتعليم العام هو الأساس لأي نهضة علمية وتنمية حقيقية، أما التعليم العالي فقد شهد نقلة كبرى حيث زاد عدد الجامعات ليغطي كافة مناطق المملكة.
أما في مجالي الطاقة والبيئة فقد حظيت باهتمام قيادتكم، تجسد ذلك في انعقاد مؤتمر القمة الثالث لدول أوبك في شهر نوفمبر في الرياض، وما نتج عنه من إعلان المملكة العربية السعودية تخصيص مبلغ (300) مليون دولار لتمويل البحوث المتعلقة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي.
إن حكومتكم - حين ترسم سياساتها وتضع برامجها - تأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة، وتلمس احتياجات المواطنين والتصدي لأي مشكلة أو ظاهرة تبرز في المجتمع السعودي، ومن هذا المنطلق تم إنشاء عدد من الهيئات والإدارات الحكومية والجمعيات الأهلية التي تعنى بشؤون المواطنين ومصالحهم، ومنها (الهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد)، و(الهيئة العامة للإسكان) و (جمعية حماية المستهلك) كما تم إنشاء وحدة رئيسية في وزارة التجارة والصناعة بمستوى وكالة تعنى بشؤون المستهلك، وستعمل الحكومة - بعون الله تعالى - على تحقيق النمو ورفع مستوى معيشة المواطن، وتحسين نوعية حياته.
أيها الإخوة الكرام:
لقد سعت الفئة الضالة إلى تطوير قدراتها التدميرية بغية إلحاق أكبر الضرر بالوطن ومنجزاته، كما وسعت من قاعدة دعمها، بيد أني أؤكد لكم استمرارنا وعزمنا على التصدي لهذه الفئة، وقد حقق إخوانكم رجال الأمن البواسل إنجازات متتالية في تفكيك خلايا الفئة الضالة، وتجفيف منابع تمويلها، وكشف حقيقة فكرها، فلهم الشكر والتقدير وتغمد الله الشهداء منهم بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته.
أيها الإخوة:
لقد شهدت القضية الفلسطينية في الأشهر الأخيرة تطورات نأمل أن تعزز من خيار السلام، وفي هذا المجال نؤكد على موقف المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً الداعم للشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة، كما نجدد التزام المملكة بمبادرة السلام العربية.
أيها الإخوة الكرام:
من هنا أخاطب كل مواطن وأقول: عندما أوصيكم ونفسي بمخافة الله، والحرص على ألاّ يكون بيننا ظالم ومظلوم، وحارم ومحروم، وقوي ومستضعف، فنحن جميعاً إخوة متحابون في وطن واحد يتمسك بعرى عقيدته، ويفتديها بحياته، ويتمسك بوحدة الوطن، لا يسمع نداءات الجاهلية، سواء لبست ثياب التطرف المذهبي أو الإقليمي أو القبلي. إن دولتكم الموحدة القوية سوف تبقى، بإذن الله، أقوى من كل التحديات ويجب أن يعرف الجميع، في الداخل والخارج، أن فترة الفوضى والشتات التي قضى عليها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - قد ذهبت بلا عودة ولن تكون بعون الله إلا ذكرى ترسخ فينا مفاهيم الفضيلة والانتماء لهذا الوطن، انتماء يقدر الصعوبات ويحيلها إلى تصميم وإرادة وتغيير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله قد افتتح أمس أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى وذلك في مقر المجلس بالرياض.
وحضر حفل الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وعند وصول الملك المفدى إلى مقر المجلس كان في استقباله معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد.
ثم عزف السلام الملكي.
بعد ذلك تشرف معالي نائب رئيس المجلس المهندس محمود بن عبدالله طيبة ورؤساء اللجان بالسلام على خادم الحرمين الشريفين.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في منصة القاعة الرئيسية للمجلس بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
بعد ذلك ألقى معالي رئيس مجلس الشورى كلمة أكد فيها ان مجلس الشورى ليتشرف ويتطلع لهذا اللقاء السنوي الكبير لافتتاح أعمال سنة جديدة هي السنة الرابعة من دورته الرابعة، ليبدأ المجلس مشواراً جديداً من الأداء يحدوه الأمل في تحقيق غايات نبيلة تتعلق بها آمال المواطنين وتدفع إليها قيادتكم الحكيمة.
وإن هذا الاحتفال السنوي فرصة كبيرة تتيح للمجلس بل لأبناء الوطن كافة الاطلاع على الرؤى والتطلعات والخطط والسياسات التي تضطلع بها الحكومة الموقرة ضمن مسيرة النماء والتطوير التي تقودونها بخطى إصلاحية واثقة وعزيمة وثابة.
وأضاف إن مجلس الشورى يكمل اليوم خمسة عشر عاماً منذ أن أصدر نظامه المطوَّر الحديث خادمُ الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله - امتداداً لتاريخ المجلس العريق الذي وضع لبناته الأولى جلالةُ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود طيب الله ثراه قبل حوالي خمسة وثمانين عاماً على قواعد متينة من مبادئ الدين الحنيف ترسيخاً لمبدأ الشورى والنصيحة ومحاطاً بالحب والولاء والإخلاص بين القيادة والأمة، وهاهو مبدأ الشورى في عهدكم اليوم يزداد رسوخاً وعطاءً لما يجده من مقامكم الكريم وسمو ولي عهدكم من دعم وتقدير مكناه - بفضل الله تعالى - من أداء دوره كواحد من وحدات منظومة البناء والتنمية في بلادنا، فقد حظيت قرارات المجلس باهتمامكم ودعمكم، وترجمت إلى واقع معاش يخدم الوطن والمواطن من خلال ما يصدر من مجلس الوزراء من قرارات مبنية على قرارات مجلس الشورى لعل من أهمها وأبرزها خلال العام المنصرم:
- نظام القضاء ونظام ديوان المظالم وآلية العمل التنفيذية لهذين النظامين في اطار المشروع المتكامل لتطوير مرفق القضاء والمتوج بموافقتكم حفظكم الله على تخصيص ميزانية لهذا المشروع تبلغ سبعة آلاف مليون ريال.
- قواعد تحديد النطاق العمراني.
- الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات.
- نظام مكافحة جرائم المعلوماتية.
- نظام التعاملات الإلكترونية.
- نظام الهيئة العامة للغذاء والدواء.
وهذه الأنظمة هي جزء من موضوعات كثيرة درسها المجلس خلال السنة الماضية وأصدر فيها القرارات وقد بلغ عددها واحداً وعشرين نظاماً أو لائحة تنظيمية وإحدى وثلاثين اتفاقية أو معاهدة وتسعة عشر تقريراً حكومياً، منها مايلي:
- الاتفاقيةُ الدولية لقمع الهجمات الإرهابية.
- الاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب.
- بروتوكول مكافحة صنع الأسلحة النارية وأجزائها والاتجار بها بصورة غير مشروعة.
- الاتفاقية الدولية لقمع أعمال الإرهاب النووي.
- نظام الهيئة العليا للإسكان والتنمية العقارية.
- تعديل نظام المرور.
- نظام مكافحة الغش التجاري.
- تنظيم الوقف الصحي.
- نظام المعلومات الائتمانية.
- نظام الغرف التجارية والصناعية.
- نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية.
ومضى قائلاً: وكان للمجلس آلياته في مناقشة الموضوعات ودراستها والوقوفِ على أداء الأجهزة ومن ذلك طلبه حضور الوزراء ورؤساءِ الأجهزة المعنية ذات العلاقة بالموضوعات محلِّ المناقشة فخلال السنة الماضية حضر جلسات المجلس عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والوزراء والمسؤولين، وهم: صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمين العام للهيئة العليا للسياحة وأصحاب المعالي وزراء البترول والثروة المعدنية، والمالية، والعمل، والثقافة والإعلام.
واستطرد.. لقد ازدادت خلال السنوات القليلة الماضية مشاركة مجلس الشورى في صياغة برامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في المملكة من خلال دوره التنظيمي والرقابي والاستشاري الذي يؤديه، حيث قام المجلس بصياغة ومراجعة العديد من الأنظمة المهمة كان لها الأثر المؤثر في تعزيز المسيرة التنموية لبلادنا مثل نظام القضاء ونظام ديوان المظالم، والخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات وغيرها من الأنظمة التي تتعلق بالمرور والعمل والإسكان والغذاء والدواء ومكافحة الفساد وحماية المال العام، إضافة إلى ممارسة المجلس لدوره الرقابي من خلال مناقشة التقارير السنوية التي تقدمها الوزارات والأجهزة الحكومية المختلفة وصولاً إلى تحقيق أداء أكثر فاعلية، وإنفاذاً لتوجيهاتكم الكريمة في إعداد خطط إستراتيجية للسنوات الخمس القادمة فإن المجلس يسعى لأن يسهم ويتابع عملية التحول الحكومي نحو ثقافة مبنية على فعالية الأداء تركز على النتائج وتوفر ما يكفي من الحوافز لاستخدام الموارد المتاحة بشكل فاعل، وذلك يتطلب قيام الوزارات والأجهزة الحكومية بتقديم ما يلزم من معلومات للمجلس للوصول إلى رقابة برلمانية فعالة، مما يسهم في تحقيق الأهداف المرسومة.
وفي مجال الأنشطة البرلمانية العربية والإسلامية والعالمية فقد شاركت وفود المجلس في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات الدولية، ومنها على سبيل المثال:
- الاجتماع الأول لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة لدول مجلس التعاون في دولة قطر.
- الدورة الخامسة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي في مصر.
- الدورة العادية الأولى للبرلمان العربي الانتقالي في مصر.
- المؤتمر البرلماني الأفريقي العربي الحادي عشر في سوريا.
- الاجتماع العام للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف.
- اجتماعات الجمعية العمومية الثالثة للاتحاد البرلماني الدولي للخدمة الاجتماعية في كوريا.
- اجتماع الجمعية العمومية الثاني للبرلماني الآسيوي في إيران.
- اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي في أندونيسيا.
كما قامت لجان الصداقة ولجنة الشؤون الخارجية في المجلس بزيارات لكل من الصين وألمانيا والنرويج وروسيا، واستقبل المجلس رؤساء مجالس برلمانية ووفوداً برلمانية من الولايات المتحدة الأمريكية والسويد وسويسرا وألمانيا والإمارات العربية المتحدة.
وفي كل هذه الاجتماعات والمشاركات واللقاءات كان ممثلو المجلس يقومون بمهماتهم في إيضاح سياسة المملكة في القضايا العربية والإسلامية والدولية مع التركيز على ما تبذله القيادة الرشيدة من جهود وإسهامات في نشر السلم العالمي وإرساء قواعده ومعالجة قضايا المنطقة كقضية فلسطين وأوضاع العراق ولبنان وأفغانستان والصومال ودارفور وبيان ما تقدمه بلادنا - حرسها الله - من عون ومساعدة للشعوب كافة وبخاصة الشعوب العربية والإسلامية ولا سيما حين تتعرض لأزمات أو كوارث طبيعية.
وتعزيزاً لعلاقات المجلس مع البرلمانات والمجالس الخارجية تمت دعوة عدد من البرلمانيين المسلمين لأداء فريضة الحج لعام 1428ه على نفقة حكومة مقامكم الكريم، وقد قَدِمت شخصيات برلمانية في موسم الحج المنصرم من كل من مملكة البحرين ومملكة نيبال وجمهورية طاجكستان وجمهورية تركمانستان وجمهورية جنوب أفريقيا وجمهورية توغو وأدت مناسكها، وعبرت عن تقديرها وشكرها للمقام الكريم على ما لقيته من حفاوة وحسن استقبال وتهيئة تامة لأداء النسك في أمن وأمان واطمئنان.
وقال: لقد شهدت بلادنا على الصعيد الداخلي خلال السنة الماضية العديد من الإنجازات المهمة، منها:
إصدار اللائحة التنفيذية لنظام هيئة البيعة وصدور الأمر الملكي الكريم بتكوين هيئة البيعة والذي يأتي امتداداً لنهجكم الإصلاحي في إكمال منظومة تداول الحكم حينما أعلنتم حفظكم الله إصدار نظام هيئة البيعة في شهر رمضان من عام 1427ه.
كما شهدت صدور أضخم ميزانية في تاريخ المملكة للعام المالي الجاري 1429/1428ه حققت ولله الحمد فائضاً في الواردات وجهتموها لبناء المشاريع واستكمال البنية الأساسية للعديد من القطاعات الحكومية والاجتماعية والتنموية أهمها زيادة مخصصات الإسكان للسنوات القادمة بالإضافة إلى تخفيض الدين العام وزيادة الاحتياطي العام.
وواصلتم - حفظكم الله - مكرماتكم الكريمة حينما أعلنتم إضافة بدل غلاء معيشة إلى رواتب موظفي ومستخدمي ومتقاعدي الدولة بنسبة تراكمية تبدأ ب 5% لمدة ثلاث سنوات إضافة إلى تحمل الدولة ل 50% من رسوم الموانئ ورسوم جوازات السفر ورخص السير ونقل المركبات وتجديد رخص الإقامة للعمالة المنزلية، وكذلك زيادة مخصصات الضمان الاجتماعي بنسبة 10% وغيرها من القرارات الحكيمة التي تعكس مدى حرص الدولة على التخفيف من موجة الغلاء، وسعيها الحثيث لتوفير سبل العيش الكريم لأبناء هذا الوطن المبارك.
وفي هذا السياق شهدت السنة الماضية عدة نجاحات وتميزاً في أداء الأجهزة الأمنية لحماية بلادنا من شرور الإرهاب والفكر التكفيري من خلال ضربات استباقية قامت بها الجهات الأمنية للقضاء على خطط الفئة الضالة للتأثير على موسم الحج الذي حقق هذا العام - ولله الحمد - أفضل أداء ونجاح دون أي حوادث أو عوائق تذكر بعد إنجاز أضخم المشاريع في المشاعر المقدسة وأهمها منطقة الجمرات وما وجهتم به - حفظكم الله - من توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام، وإقرار مشروع القطار السريع بين جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وإضافة خدمات أخرى للحجاج في المدينتين المقدستين.
وأضاف: ويمتد العطاء في مجالات أخرى من مجالات الخير والإنماء، كإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والشروع في بناء المدن الصناعية وخطط تطوير التعليم وزيادة أعداد المبتعثين للدراسة في الخارج وإحداث آلاف الوظائف التعليمية وغيرها، وإعفاء المتوفين من أقساط الصندوق العقاري، ودعم الخدمات الصحية والاجتماعية وتعويض أصحاب المواشي وزيادة إعانة الشعير التي تقدمها الدولة والعفو عن سجناء الحق العام والتسديد عن الموقوفين في الحق الخاص ويمتد العطاء والخير أيضاً إلى خارج بلادنا بما قدمته المملكة لإخواننا في البلاد العربية والإسلامية من مساعدات ومعونات في فلسطين ولبنان والسودان وموريتانيا وبنغلاديش وغيرها.
ولقد كان لجهودكم يا خادم الحرمين الشريفين وجهود سمو ولي عهدكم الأمين على الصعيد الخارجي الأثر الحميد والمردود الإيجابي على تقوية علاقات المملكة بأشقائها وأصدقائها ورعاية مصالحها وقد تم تجسيد ذلك في الزيارات الموفقة الناجحة التي قمتم بها حفظكم الله إلى بعض الدول الشقيقة والصديقة خلال العام الماضي لكل من المملكة المتحدة وألمانيا وبولندا وإيطاليا والفاتيكان وأسبانيا وفرنسا وتركيا ومصر والأردن والمملكة المغربية وكذلك الزيارات التي قام بها سمو ولي العهد - حفظه الله - في العام الماضي إلى روسيا الاتحادية ودولة الكويت، وكذلك الزيارات التي قام بها عددٌ من رؤساء ومسؤولي الدول الشقيقة والصديقة إلى المملكة كزيارة فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وفخامة رئيس الجمهورية الفرنسية مما يعكس المكانة الكبرى التي تحتلها المملكة على الصعيد العالمي.
وفي كل الزيارات والمؤتمرات التي قمتم بها حفظكم الله وسمو ولي عهدكم الأمين كانت سياسة المملكة الثابتة والقوية واضحة ومؤثرة في إرساء قواعد السلام وتحقيق المصالح المشتركة بين الدول والحد من الأزمات السياسية والاقتصادية والتخفيف من معاناة شعوب العالم الثالث وبخاصة الدول العربية والاسلامية، ولقد برهنت تحركات القيادة عن المكانة الكبيرة التي تتمتع بها المملكة على كافة الصعد فقد كان لمبادرة السلام العربية التي أطلقتموها حفظكم الله حلا للقضية الفلسطينية والتي تبنتها مؤتمرات القمة العربية وأصبحت أساسا لمحادثات السلام الحالية أثر واضح في رسم معالم السلام المنشود في منطقة الشرق الاوسط كما أن رعايتكم لمؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية في جدة وللاتفاق الثنائي لتطوير وتعزيز العلاقات بين جمهورية السودان وجمهورية تشاد ومواقف المملكة الواضحة تجاه الوضع في العراق ولبنان وغيرها من البلدان التي تشهد توترا وخللا أمنيا الاثر الكبير في السعي لاحلال السلام والاتجاه للبناء والتنمية في تلك البلاد من أجل أن تنعم شعوبها بالامن والاستقرار بإذن الله.
ولقد كان لكم يا خادم الحرمين دور ريادي مهم في إنجاح مؤتمرات واجتماعات عقدت خلال العام المنصرم من أبرزها مؤتمر القمة العربية العادية التاسعة عشرة ومؤتمر قادة ورؤساء حكومات الدول الاعضاء في منظمة أوبك اللذان عقدا في الرياض.
وفي هذا المؤتمر الأخير أعلنتم عن تخصيص مبلغ ثلاث مئة مليون دولار تكون نواة لبرنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة.
وختاما فإن مجلس الشورى يتقدم لمقامكم الكريم ولسمو ولي عهدكم الأمين بخالص الشكر والعرفان والامتنان على ما يجده المجلس وأعضاؤه ومنسوبوه من تقدير وعون ومساندة فيما يبذله من جهود ومشاركة في البناء الاداري والتنظيمي والاقتصادي لخدمة البلاد والمجتمع لما فيه الخير والتطور والنمو متضامنا في ذلك ومتعاونا مع جميع الاجهزة الحكومية لتحقيق التكامل وتضافر الجهود بما يحقق ما تسعون اليه حفظكم الله لخير البلاد والعباد وتحقيق الرخاء والازدهار، وأن مجلس الشورى وأعضاءه ليتطلعون في سبيل تحقيق المزيد من الانجازات والنجاح إلى مزيد من الصلاحيات التي تعين المجلس على المزيد من العطاء في إطار ما أنيط به من واجبات ومهمات.. ولا أنسى هنا أن أقدم الشكر أيضا لاخواني وزملائي معالي نائب رئيس المجلس ومعالي المساعد والامانة العامة وأصحاب المعالي والفضيلة والسعادة أعضاء المجلس وجميع موظفيه.
مخططات توسعة المجلس
عقب ذلك تشرف أعضاء مجلس الشورى بالسلام على خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
أثر ذلك اطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على المخططات المقترحة لتوسعة مقر المجلس.
بعد ذلك عزف السلام الملكي.
ثم غادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مقر المجلس مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
حضر حفل الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالاله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز مستشار سمو وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وسماحة مفتي عام المملكة وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى المملكة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.