شدد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم على أنه اذا كان فعل السيئة قبيحاً في نظر الإسلام، فما أشنعه وأقبحه بعد فعل الحسنة، فلئن كانت الحسنات يذهبن السيئات، فإن السيئات تعكر الأعمال الصالحة وتزاحمها، ولقد استعاذ نبينا صلى الله عليه وسلم من الحور بعد الكور، وقد قال الله جل وعلا:"ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا". وأكد إمام الحرم المكي في خطبة الجمعة في الحرم المكي أمس أن طاعة الله وعبادته ليست مختصة فقط بشهر رمضان وحده وان مواضع العبادة لا تنقطع ولا تنتهي، وقال:"فإن من وقع في التقصير بعد التمام أو تمكنت منه الذنوب بعد الإقلاع عنها له ممن باعد نفسه عن الفوز بالطاعة ولو غش نفسه بعبادات موسمية ذات خداج إلا أنها لا تبرح مكانها هذا إن لم يكن حينها مسلوباً لذة المناجاة وحلاوة التعبد خلافاً لرجال المؤمنين ونساء المؤمنات من عباد رب الشهور كلها بواطنهم كظواهرهم شوالهم كرمضانهم إذ لا منتهى للعبادة والتقرب إلى الله عندهم إلا بالموت كما قال تعالى:"واعبد ربك حتى يأتيك اليقين". ودعا الشيخ الشريم المسلمين الى المداومة على العبادات والطاعات، فليست العبرة بالكم وإنما هي بالكيف، فقد قال سبحانه:"ليبلوكم أيكم أحسن عملا"ولم يقل أكثر عملاً، فإن المداومة على القليل تحرس - بإذن الله - من الفترة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وان أحب الأعمال إلى الله مادام وإن قل". وتحدث عن فضل صيام الست من شوال حيث شرع الله ذلك لمتابعة الإحسان بالإحسان، شارحاً ذلك بأن الله جل وعلا جعل الحسنة بعشرة أمثالها، فصيام رمضان يضاعف بعشرة شهور وصيام الست بستين يوماً وهو حاصل ضرب ستين في عشرة فصار المجموع 12 شهراً عدة السنة الكاملة. وأكد الشيخ الشريم وجوب تقديم القضاء على صيام الست بدليل أن من صام يوماً من رمضان ثم أفطر بقية الشهر لعذر ثم زال عنه العذر في شوال فلا يعقل أن يقال ابدأ بست من شوال قبل فواتها ثم تأتي بالقضاء بعد ذلك فإن هذا من التكلف في ما لا ينبغي. وقال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة في المسجد النبوي أمس ان دار الدنيا تصلح بصلاح الأعمال وتتغير بقبيح الفعال. فنعم دار الابتلاء لمن أصلحها بالخيرات وبئس الدار لمن أتبع فيها الشهوات. وأوضح أن في الدنيا جنة من دخلها دخل جنة الآخرة ألا وهي طاعة الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وقال إن نار الآخرة لا يدخلها إلا من اخترق سياج شهواتها وتجرأ على ربه. وأشار إلى أن طلب الجنة يكون بحسن العمل مع الإخلاص لله تعالى والعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن لم يكن على إخلاص وسنة فهو مبعد عن رحمة الله عز وجل. وقال قد رغب الله تعالى في جنته ووصفها لكم كأنها رأي عين ووصف أهلها وذكر أعمالهم ليعمل العاملون ويتسابق المتسابقون، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا هل من مشمّر للجنة فإن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مضطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة ومقام في أبد في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية، قالوا نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها قال قولوا إن شاء الله فقال القوم إن شاء الله".