وقعت شركة التعدين العربية السعودية معادن أمس الاثنين مع شركتين صينية وكورية، عقدي تشييد مصنع معالجة خام الفوسفات، ومعمل توليد الطاقة وتحلية المياه لمشروع معادن للفوسفات الذي سيصبح أكبر مجمع متكامل في العالم لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية بكلفة تقدر ب 2.3 بليون ريال. وفازت شركة"هانوها"للهندسة والبناء الكورية بعقد تشييد معمل توليد الطاقة وتحلية المياه في مجمع الفوسفات في رأس الزور في المنطقة الشرقية بكلفة تقدر بنحو 1.050 بليون ريال، بينما فازت شركة"جويزهو هونجفو"لتطوير الصناعة والتجارة المحدودة الصينية بعقد بناء مصنع معالجة خام الفوسفات، الذي سيقام في موقع منجم الفوسفات في الجلاميد في شمال المملكة بكلفة تصل إلى 1.312 بليون ريال. وقال رئيس شركة التعدين العربية السعودية معادن وكبير إدارييها التنفيذيين الدكتور عبدالله الدباغ، إن الشركة بذلت جهوداً كبيرة للاتصال بعدد من الشركات العالمية، بهدف إيجاد الشركاء المناسبين ذوي التجربة والخبرة، ولبت كل من"هانوها"و"هونجفو"معايير شركة معادن المحددة. وأشار إلى أنه بتوقيع هذين العقدين فإن جميع عقود المصانع الكبرى لمشروع الفوسفات تم الاتفاق عليها، مشيراً إلى أن العمل في موقع رأس الزور بدأ في مصنع حامض الكبريتيك، إذ بدأت حفريات الأساسات لتشيبد المصنع، لافتاً إلى أن هذا المشروع أضحى الآن حقيقة واقعة، ويسير بخطى نحو إيصال أول دفعة من الأسمدة الفوسفاتية إلى الأسواق التي تنتظرها في الربع الأخير من عام 2010. وأكد الدباغ انه من المقرر أن يبدأ العمل في تشييد معمل توليد الطاقة وتحلية المياه في كانون الأول يناير 2008، بينما سيتم البناء في أيار مايو من العام نفسه، ويتوقع أن يكتمل المعمل ويبدأ مرحلة التشغيل الكامل منتصف 2010، ويتكون معمل توليد الطاقة من مولدات وتوربينات سيمنس لتكثيف البخار، ومن المتوقع أن يزود مشروع الفوسفات الشبكة الكهربائية العامة بنحو10 ميغاواط. وبين أن معمل التحلية سيستخدم تقطير التحول الداخلي المتعدد الآثار MED، ويمكن أن يعالج نحو 40 ألف متر مكعب يومياً، وسيشمل المعمل أيضا مرافق تخزين للمياه المحلاة والمعالجة والمياه الصالحة للشرب، بينما سيبدأ تشييد مصنع معالجة خام الفوسفات في منجم الجلاميد في نيسانابريل 2008، ويتوقع الانتهاء منه في مايو 2010. وتبرز الحاجة لمصنع معالجة خام الفوسفات لإزالة الكالسيوم وكربونات المغنيسيوم من خام الفوسفات الخارج من المنجم لإنتاج 4.63 مليون طن سنوياً، من مركّز الفوسفات الجاف المناسب للاستخدام في صناعة حامض الفوسفوريك، إذ ستنقل بالقطار إلى المجمع الصناعي في منطقة رأس الزور، أما المخلفات الطينية من عمليات معالجة الخام يتم احتواؤها في أماكن صممت خصيصاً لهذه الأغراض بهدف المحافظة على البيئة. ويرجح المحللون الاقتصاديون أن تسهم هذه المشاريع في توسع المملكة في عمليات التصدير وتنويع مصادر الدخل واستغلال موارد الفوسفات المتوافرة بكميات كبيرة. إضافة إلى إتاحة فرص تشغيل القوى العاملة السعودية، إذ سيتم توفير 1500 وظيفة مباشرة. وكذلك توفير فرص غير مباشرة للقوى العاملة السعودية من خلال العلاقات الصناعية والخدمات الاجتماعية.