دعا المشاركون في لقاء أبها الوطني، الذي عقد أمس ضمن المرحلة الثانية من اللقاءات التحضيرية للقاء الوطني السادس للحوار الفكري تحت عنوان"التعليم... الواقع وسبل التطوير"، إلى تطوير المناهج وإجراء مراجعة شاملة للمقررات وإعادة صياغتها واقتصارها على المعلومة الضرورية والمفيدة. وأوصى اللقاء بتأهيل المعلمين وتدريبهم والاهتمام بالطالب وتزويد المباني المدرسية بالحاجات المطلوبة ووسائل التعليم الحديثة، والتشجيع على إجراء الدراسات والمشاريع البحثية"التي تؤسس عملاً منهجياً سليماً يسعى إلى تطوير التعليم"، والاهتمام بالصحة النفسية في التعليم تحت إشراف متخصصين في المدارس لمعالجة العوارض النفسية لدى الطلاب والطالبات. وأثنى نائب رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الدكتور راشد بن راجح الشريف، خلال اللقاء، الذي شارك فيه 61 مشاركاً ومشاركة من مختلف الشرائح التعليمية والأدبية في منطقة عسير، على جهود العاملين في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني"لجهودهم المضنية في عقد هذه اللقاءات التي تحقق الأهداف المرجوة من وراء إقامتها". وأشار عضو مجلس الشورى، عضو اللجنة التحضيرية للقاء الوطني الدكتور سليمان الزايدي، إلى أهمية دور المعلم في الحوار، مؤكداً أن للمعلم والمعلمة"دوراً لا يقل عن دور مدير التربية والتعليم أو المشرف التربوي وحتى مدير المدرسة". وطالب المعلمين بتربية الجيل القادم على الحوار والنقاش والاستماع والتحدث وتوطين الحوار الفعال في المدارس. وطالب عدد من المعلمين والمعلمات المشاركين في اللقاء بتطوير المناهج العلمية بشكل مستمر وإعادة النظر في أحجام المقررات الدراسية ومدى ملاءمتها للطالب وقدرته على استيعابها وفهمها وعدم التركيز على مواد لا يحتاجها في حياته، مؤكدين أن تلك المواد قد تكون سبباً في تسربه من الدراسة. وأشاروا إلى الدور الكبير لوسائل الإعلام في دعم وتطوير التعليم، وإيجاد شراكة بينهما، تقوم على أسس علمية ومنهجية للوصول إلى أفضل السبل لتطوير التعليم في السعودية. وشددوا على أهمية القدوة الحسنة التي يجب أن يتحلى بها المعلم داخل المدرسة وخارجها، لأن التربية والتعليم يقومان على الممارسة والتطبيق. وتحدثوا عن مخرجات التعليم والعوائق التي تواجهها العملية التعليمية وجودة التعليم والتجهيزات الضرورية التي تحتاجها المدارس لإدخال التقنيات الحديثة في التعليم. ودعت أستاذة الإدارة التربوية في جامعة الملك سعود الدكتورة أمل الشامان المعلمين والمعلمات إلى بناء قواعد الحوار في المدارس أولاً كفتح باب التفكير والجدل الهادف ثم العمل على تكريس مفاهيم الحوار. وناقش المشاركون والمشاركات في لقاء أبها أمس أربعة محاور هي:"متطلبات النظام التعليمي بما في ذلك السياسات والأهداف والخطط والمباني والتقنيات والتجهيزات التعليمية"، و"الممارسات والتطبيقات التعليمية، بما في ذلك أداء المعلم والمناهج وطرق التدريس والإدارة وأساليب التقويم"، و"الشراكة بين النظام التعليمي والمجتمع وما تتضمنه من تطوير العلاقة بين المؤسسة التعليمية ومؤسسات المجتمع المختلفة"، و"نواتج النظام التعليمي وما يتضمنه ذلك من تقويم مستوى الخريجين في ضوء الأهداف العامة للتعليم ومعايير الجودة ومتطلبات التنمية الشاملة". طلاب عسير يشاركون في الحوار خصصت مدارس منطقة عسير أمس عشر دقائق من كل حصة للحديث عن أهمية الحوار الوطني ودوره في تطوير الفرد والمجتمع. وأوضح مدير التربية والتعليم في محافظة محايل عسير إبراهيم محمد الحازمي، أن جميع مدارس منطقة عسير نفذت أمس البرنامج الذي أعدته اللجنة التحضيرية في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، والذي يتضمن إلقاء كلمات لمديري المدارس خلال الاجتماع الصباحي عن اللقاء التحضيري للحوار الوطني الذي يعقد في أبها بعنوان"التعليم... الواقع وسبل التطوير"، وأهمية الحوار للفرد والمجتمع، تليها كلمات لمعلمي التربية الإسلامية عن مفاهيم الحوار في الإسلام. وأشار إلى أنه تمت استضافة متخصصين وعلماء للشريعة للحديث بشكل أوسع عن الحوار وآدابه، إضافة إلى إقامة ورش حوارية عن أساليب تطوير التعليم.