شهدت أسعار مواد المحروقات، ممثلة في مشتقات الزيوت، خصوصاً زيوت السيارات، طوال الأشهر الستة الماضية، زيادة مطردة في الأسعار، بدأت تتضاعف تدريجياً، حتى بلغت أكثر من 50 في المئة. وأبدى عدد من المستهلكين ل"الحياة"تذمرهم من هذا الارتفاع المفاجئ، وحمّلوا وزارة التجارة ضرورة متابعة محطات ومحال الزيوت، بصورة دقيقة ومستمرة، حتى لا يتم استغلالهم من أصحاب المحال بمثل هذه الطرق. ويقول عبدالله محمد العبدالله:"وزارة التجارة لم تراقب محال غيار الزيوت، بعد ارتفاع الأسعار، وتؤثر في موازنتي المحدودة أي زيادة، فكيف ب"7 و 8"ريالات على منتج لا غنى عنه". ويرى عبدالكريم أحمد موظف حكومي أن أصحاب محال الزيوت، استغلوا زيادة الرواتب الأخيرة، فرفعوا الأسعار:"أصحاب هذه المحال وغيرهم، يستغلون زيادة رواتبنا، الارتفاع ليس مقصوراً على الزيوت، المنتجات الغذائية أيضاً"، وناشد وزارة التجارة ووسائل الإعلام، بمراقبة المتجاوزين ومعاقبتهم. ويوافق خالد الحربي عبدالكريم في أن الزيادة التي شهدتها الرواتب، تقف وراء ارتفاع كثير من السلع، بما فيها أسعار زيوت السيارات، ويرى أن زيادة أسعار زيوت السيارات بأنواعها المختلفة، عائد لزيادة الرواتب، و"هو ما لاحظناه في منتجات أخرى". ويعلق فهد المقرن، وهو بائع زيوت سيارات، على ارتفاع أسعار الزيوت قائلاً:"على رغم أني ألجأ لشراء الزيوت بالجملة، إلا أن ربحي فيها لا يذكر، ولا أجد مبرراً لارتفاع أسعارها، خصوصاً أن اقتصاد بلدنا في وضع يسمح بخفض السعر لا رفعه". ويتابع:"أعاني من هذه المشكلة، إذ أعمل على الطرق السريعة، وأضطر لتغيير زيت سيارتي أسبوعياً، وهذا يوقعني في مأزق، إما المخاطرة بمحرك السيارة، أو التقليل من ربحي في بيع الزيوت". ويصف البائع عزام اليوسف، هذه الزيادة بالواقعية، ويقول:"الشركات الرئيسة التي تزودنا بالمنتجات، رفعت أسعارها علينا، ولم يكن أمامنا حل، إلا برفع السعر على المستهلكين، لنعوض خسارتنا". من جانب آخر، أكد مصدر مطلع في وزارة التجارة والصناعة، أن الوزارة تراقب أسعار مشتقات الزيوت في الأسواق المحلية عن كثب. وقال ل"الحياة":"دعت الوزارة عدداً من الشركات المحلية المصنعة للزيوت، للتعرف على مبررات الزيادة، بعد أن لوحظ ارتفاع أسعار الزيوت، منذ منتصف العام الماضي، واتضح لنا أن الارتفاع ناتج عن قيام الشركة السعودية لزيوت التشحيم بترومين، وشركة الأسواق العربية السعودية، وزيوت شل المحدودة، برفع أسعار منتجاتها من الزيوت". وأضاف المصدر المطلع:"بينت لنا هذه الشركات، أن رفعها للسعر، جاء نتيجة ارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعة زيوت التشحيم، والتي يحصلون عليها من شركة أرامكو السعودية لوبريف، نظراً إلى زيادة أسعار البترول الخام". ونفى المصدر ربط هذه الزيادة، بزيادة رواتب موظفي الدولة، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الزيوت جاء قبل صدور الأمر السامي الكريم بزيادة الرواتب، مؤكداً أن الوزارة قامت بضبط عدد من الحالات التي تبيع بأسعار تفوق أسعار السوق، واتخذت الإجراءات النظامية حيالها.