يقول الموظف في المصرف السعودي الفرنسي أحمد عزام: إن عمله في قسم"الخدمات الهاتفية"، يتطلب منه المناوبة في الليل من أجل الرد، وتلقي الاتصالات والاستفسارات، التي ترد في هذا الوقت، سواء أكانت من داخل السعودية أم خارجها. ويوضح عزام، الذي يعمل في المصرف منذ ما يقرب من عامين، أن المناوبة المسائية"قطعته"عن الأصدقاء والأقرباء. كما أبدى تذمره الشديد من السهر في الليل رغماً عنه من أجل العمل، و ترك زوجته في البيت وحدها. ويضيف أن اضطراره إلى السهر أثَّر فيه سلباً من الناحية الصحية, من خلال شعوره بالإرهاق. ويؤكد أنه في فترات الليل، غالباً ما يكون العمل في القسم مقتصراً على شخص واحد فقط، ولو حدث أمر طارئ فإنه لا يستطيع الخروج، وترك القسم شاغراً بسبب رغم الضغط الشديد. ويتذكر عزام أحد المواقف الصعبة التي واجهته، فيقول إنه في أحد الأيام كانت زوجته قادمة من سفر، في رحلة تزامنت مع مناوبته الليلية، ولم يستطع استقبالها عند عودتها. من جانبه يقول الصيدلي في عيادات الإسكان في اليرموك في مدينة الملك عبد العزيز الطبية فواز الربيعة، إن تغير الساعة البيولوجية، وعدم الاستقرار على وقت محدد للنوم والأكل، يعتبران أكثر صعوبات العمل في مناوبات الليل. ويشير إلى أنه لم يتمكن من حضور زفاف اثنين من زملائه في العمل بسبب مناوبته في الليل. وذكر أن أحد زملائه كانت زوجته في حال وضع ومخاض، وهو في مناوبة ليلية، ما اضطره إلى الاتصال بزميل آخر لتغيير مناوبته. ويرى أنه على رغم الصعوبات التي يتسبب فيها العمل الليلي، إلا أنه تمكن من التأقلم معه، لافتاً إلى أنه بحكم تخصصه، كان يعلم أن طبيعة عمله تقتضي العمل في المساء، فتهيأ لتقبل الأمر. وللعمل في الليل مزايا عدة، مثل: قضاء بعض المعاملات الحكومية في النهار، والحصول على إجازة أسبوعية بمعدل أطول مما يحصل عليه من يعملون نهاراً، مشيراً إلى أن نظام عمله يتسم بالمرونة من خلال إمكان تبديل الفترات في حال استلزم الأمر، بشرط عدم تأثر العمل.