نائب أمير مكة: منع الحجاج المخالفين ساهم بتجويد الخدمات    تخريج كوكبة من الكوادر الوطنية لسوق العمل    النفط يعاود الارتفاع    "الجدعان" يبحث الفرص الاقتصادية بمنتدى قطر    القادسية يحسم لقب دوري يلو    الغموض يحيط بعودة محرز لمنتخب الجزائر    فرص للمواهب العلمية ببرنامج كندي    «الموارد» تطلق خدمة «حماية أجور» العمالة المنزليَّة في يوليو    أمير تبوك: خدمة الحجاج والزائرين شرف عظيم ومسؤولية كبيرة    تداولات ب 7 مليارات للأسهم.. المؤشر يقفز 43 نقطة    «الممر الشرفي» يُشعل ديربي العاصمة    التجديد إلكترونياً لجوازات المواطنين الصالحة حتى (6) أشهر قبل العملية    المملكة رائدة الرقمنة والذكاء الاصطناعي    أمير الباحة يستقبل مدير وأعضاء مكتب رواد كشافة بعد إعادة تشكيله    سمو أمير منطقة الباحة يناقش في جلسته الأسبوعية المشروعات التنموية والخدمات المقدمة    تغطية أرضيات مشعر منى بالسيراميك.    الكويت في الصدارة مجدداً    سرابُ النصرِ وشبحُ الهزيمة    وزير الخارجية يصل إلى المنامة للمشاركة في الاجتماع التحضيري ل «قمّة البحرين»    أمير المنطقة الشرقية في ديوانية الكتاب    نائب أمير مكة: "لاحج بلا تصريح" وستطبق الأنظمة بكل حزم    الرياض ولندن.. شراكة وابتكارات    في لقاء مؤجل من الجولة 34 من الدوري الإنجليزي.. مانشستر سيتي يواجه توتنهام لاستعادة الصدارة    ضمن الجولة 32 من دوري" يلو".. العروبة في اختبار البكيرية.. والعربي يواجه الترجي    فابريزيو رومانو يؤكد: 3صفقات عالمية على أعتاب دوري روشن السعودي    بطلتنا «هتان السيف».. نحتاج أكثر من kick off    في الإعادة إفادة..    المملكة تتصدر اكتتابات الشرق الأوسط المنفذة والمتوقعة في 2024    قلق أممي إزاء عمليات التهجير القسري والإخلاء من غزة    وزير التعليم يزور مدرسة معلمة متوفاة    يستيقظ ويخرج من التابوت" قبل دفنه"    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة حتى السبت المقبل    اللجنة الوزارية للسلامة المرورية تنظم ورشة "تحسين نظم بيانات حركة المرور على الطرق"    الداوود يتفقد نطاق بلدية العتيبية الفرعية ويطّلع على أعمال التحسين ومعالجة التشوه البصري    الرزنامة الدراسية !    أبل تطور النسخ الصوتي بالذكاء الاصطناعي    ماهية الظن    فخامة الزي السعودي    استعراض الفرص الواعدة لصُناع الأفلام    الكويت.. العملاق النائم ونمور الخليج    آنية لا تُكسر    تركي السديري .. ذكرى إنسانية    «Mbc Talent» تحصد جوائز أفلام السعودية وتقدّم المنح    يدخل"غينيس" للمرة الثانية بالقفز من طائرة    الصحة.. نعمة نغفل عن شكرها    دور الوقف في التنمية المستدامة    الماء البارد    إزالة انسدادات شريانية بتقنية "القلب النابض"    «سعود الطبية» تنهي معاناة ثلاثينية من ورم نادر    حكاية التطّعيم ضد الحصبة    18 مرفقاً صحياً لخدمة الحجاج في المدينة    ما رسالة أمير حائل لوزير الصحة؟    أمير المدينة يرعى تخريج طلاب جامعة طيبة.. ويتفقد مركز استقبال الحجاج بالهجرة    فهد بن سلطان: خدمة الحجاج والزائرين شرف عظيم ومسؤولية كبيرة    محافظ الخرج يستقبل رئيس جامعة سطام    الدكتوراه الفخرية العيسى    النزوح الفلسطيني يرتفع مع توغل إسرائيل في رفح    أمير تبوك يرعى حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة فهد بن سلطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشرف العام على "إم بي سي" يؤكد بقاء الراشد ويعترف بضآلة نسبة "السعودة". الحديثي : التلفزيون السعودي خسر "طاش" و "إل بي سي" جعلتنا نربح أكثر ... ومنعنا حلقات في المسلسل لأننا نستمع لجهات تخاف علينا !
نشر في الحياة يوم 19 - 12 - 2006

صناعة الإعلام هي الأغلى والأشهر في العالم, ومن خلال المؤسسات الإعلامية يتغير شكل العالم وتوجهاته... لذا حرصت الحكومات والمؤسسات على استثمار الإعلام في فرض سيطرتها وإثبات وجودها.
وجاءت ال mbc لتصنع خطاً جديداً في إعلامنا العربي يحاكي في تفوقه الإعلام العالمي، ويتفوق عليه بمهنية واحترافية عالية في الأداء والرسالة.
عندما قمت بزيارة لمركز تلفزيون الشرق الأوسط في دبي أدركت كم هو سهل أن تختصر الكون في 5 طوابق؟ وكم هو جميل أن تملك الفضاء بكوادر شابة ملؤها الحماسة والرغبة في التفوق.
ردهات القناة تجعلك تعيش المعادلات كلها، الإثارة مع الهدوء والضجيج مع الثبات، والضحك مع البكاء والانتظار مع الحركة. الكل يتحرك والكل يترقب والكل يقدم صناعة ولا أجمل.
كانت 60 دقيقة مثيرة عشتها في حياتي، وأنا أتجول من قناة إلى قناة، وكأنني ممسك ب"الريموت كنترول"في غرفتي... وزاد من روعة المشهد أنني ختمت الزيارة بجلسة مع الأستاذ علي الحديثي قائد السيمفونية الأروع في الفضاء العربي.
ال mbc هي أول قناة عربية فضائية، ومع ذلك هي الأكثر شبابية بينها، لأنها تدار بفكر وإدارة رائعين.
علي الحديثي إعلامي نفتخر بأنه سعودي، ويثبت لنا أن السعوديين كانوا ولا يزالون رائعين في كل شيء، فقط إذا مُنِحُوا الثقة والفرص الرائعة للإبداع.
تجولت في القناة 60 دقيقة وتجولت في رأس علي الحديثي 60 أخرى، ولا أدري أيهما أفضل، هذه أم تلك؟
لكن أزعم أن كل 60 أخرى ستغار منهما...
هنا حوار مع علي الحديثي.
بعد مرور 15 سنة... ألم يتسرب الملل إلى علي الحديثي؟
- العمل الإعلامي لا يعرف إلى الملل طريقاً، لأنه يملك كل المقومات التي تكفل له الإبداع فهو مليء بالتحدي، لأن المنافسة فيه قوية، وأيضاً تجد فيها مساحات وفضاءات لا حدود لها تجعل المتعة أكبر، ونحن في القناة نعيش في منافسة دائماً وإذا لم نجد أحداً ننافسه نافسنا أنفسنا فقنواتنا متعددة وبرامجنا متنوعة.. والقناة سنة بعد سنة تتطور وتتشعب مشاربها، وهذا وحده كفيل بطرد كل ملل وقهر أي"روتين". هل تصدق لو أخبرتك أنني لا أشعر أننا أمضينا أكثر من 15 عاماً في الميدان؟ ما أجمل أن يمضي بك العمر وأنت لا تزال في ريعان شبابك!
كيف تقرأ المنافسة بين القنوات الفضائية؟ وهل تشعرون أنكم خارج المنافسة؟
- المنافسة هي من تمنحنا الوقود اللازم للإبداع والتألق ووجودها يكفل لنا التجدد والاستمرارية، وكما قلت سابقاً: إذا لم نجد من ننافسه سننافس أنفسنا بأنفسنا!
ولأننا نطرق كل الأبواب فتجدنا ننافس كل أحد، في الأخبار والدراما والمنوعات. ولنا منافستنا في الأفلام والطفل أيضاً، بل حتى رياضتنا تحصد نجاحات تفوق بعض القنوات المتخصصة رياضياً. ومنافستنا - والحمد لله - شريفة وراقية وتتم في أُطر يفرح بها الكل.
القنوات الحكومية مزعجة
هل تزعجكم القنوات الفضائية الحكومية؟
- أنا أحلم باليوم الذي يأتي وترفع فيه الحكومات يدها عن تلك القنوات وتجعلها تتحرر من كل التبعات وتقنن فيه الدعم المالي لها، وتجعلها تعتمد على نفسها في كل شيء، فالتنافس مع القناة الحكومية غير متكافئ، لأن أحد الطرفين لا يعيش هماً اقتصادياً، وآخر يتحمل كل التبعات.
وعلى رغم ذلك - ولله الحمد - تفوقنا على كل تلك القنوات المدعومة، لأننا نملك الرؤية والاستراتيجية التي تكفل لنا الدعم الذاتي والقرار المستقل.
لمن الغلبة فضائياً... للإعلام المتخصص أم للإعلام الشامل؟
- لكلٍّ حضوره الفضائي، لكني أرى ميل فئات كثيرة من الناس إلى الإعلام المتخصص، ويبدو أنه موضة هذه المرحلة، والإعلام المتخصص كلفته عالية وحساباته دقيقة، والتنافسية فيه أكثر صعوبة!
كيف ترى استقلالية القنوات الفضائية الآن؟ هل تتوقع أنه ما زال يحكمها ميثاق معين؟ أم أن كل قناة لها فلسفتها؟
- لا يوجد ميثاق موحد، الميثاق قد تجده أو تسمع عنه عندما كان البث أرضياً، وتتحكم فيه سلطة واحدة، أما الآن فالفضاء لا حدود له، وليس عليه سلطان، وتستطيع بث قناة من شقة مفروشة من أي مكان بأي فكر أنت تريده.
هل تتوقع أن تستمر هذه الأزمة؟
- ستستمر، وكل ما استمر التقدم التكنولوجي في الاتصالات وفي الفضاء ستستمر، وهي تنظم نفسها بنفسها، وفي النهاية الغث سيذهب والثمين سيبقى، والأصل أن لكل قناة ميثاقها الخاص الذي من خلاله تقدم رسالتها إلى العالم.
لهم أهدافهم... وهم فاشلون!
كيف ترى توجُّه بعض القنوات والحكومات الغربية في البث باللغة العربية؟ هل تتوقع المشاهد العربي جاهز لمثل هذا؟
- أنا أرى أن هذا عمل فاشل لهم، ولن ينجحوا فيه، أما بالنسبة إلى صناعة التلفزيون عندنا فأنا أعتبره شيئاً جيداً، لأنهم يخلقون لنا كوادر جديدة ويدربون أفراداً. بلا شك لهم أهدافهم، وإلا لِمَ أنشأوا تلك القنوات؟ ولكن إذا لم يشاهدها أحد لا يصلون إلى أهدافهم!
أما بالنسبة إليّ أنا كصناعة وتلفزيون فدعهم يأتون وينفقون مئات الملايين ويدربون شبابنا العربي ويطورون صناعة التلفزيون، وهذا سيساعد على تطور الصناعة التي نحن بصددها، لأنهم يملكون موازنات ضخمة وخبرات ستجعلنا نختصر أشياء كثيرة للحاق بالركب العالمي فضائياً.
البعض وبخاصة السعوديين يتوجسون من العمل في هذه القنوات لأسباب اجتماعية وأيدلوجية... ما رأيك؟
- في ظل موجة البطالة التي تتفشى بين الشباب لا أظن أن هذا التوجس سيظل كثيراً، ولا بد له من أن يرحل سريعاً. السؤال الأهم: هل الشباب السعودي قادر على العمل في مثل هذه القنوات؟
هنا تكمن المعضلة، لأنني ومن واقع تجربة أجد ندرة في الكفاءات الإعلامية السعودية ومحدودية قدرات تجعل الفرد لا يتكيف مع الجو الإعلامي حوله.
ندرة السعوديين
ألهذا السبب نجد ندرة في الحضور السعودي في القناة؟
- يحزّ في نفسي عدم وجود السعوديين بكثرة عندنا!
ونحن دائمًا نسأل هذا السؤال... لماذا؟
- بلا شك هناك تقصير من الطرفين، تقصير منا وتقصير منهم، تقصير من الشباب لأن السعودي - للأسف - غير مدرب ومؤهل، لأن مخرجات التعليم لا تؤهلهم للدخول في سوق العمل ككل، وليس في التلفزيون فقط! وهذا - للأسف - أحد المشكلات التي تواجه المسؤولين في موضوع السعودة. وأتساءل أحياناً: لماذا السعودة غير ناجحة عندنا؟ لأننا نُخرّج ناساً نظريين، وهناك مشكلة ثانية هي مشكلة اللغة، ونحن كل تعاملنا في القناة باللغة الإنكليزية، لأن كل شيء أصبح بهذه اللغة: الإنترنت والاتصالات والكومبيوتر، فكم مرة أتينا بسعوديين نريد أن نعينهم فكانت اللغة هي المشكلة، فالمشكلة هذه ليس عندنا، فهي عندنا وعند غيرنا وهذه إحدى معوقات التطور ومواكبة المتغيرات. فإذا أردت أن تتطور وتتواصل بالعالم تتدرب وتأخذ دورات كلها تعتمد على اللغة الإنكليزية. كل هذه معوقات انضمام السعودي إلى القنوات.
ولكن... هل هناك سعي جاد من جهتكم؟
- هناك سعي جاد منا، ولكننا لن نعمل شيئاً وحدنا، لأن اليد الواحدة لا تصفق، فلا بد من أن يكون هناك جهد جماعي من القطاع الخاص والقطاع الحكومي ومن مؤسسات الدولة ومن التدريب المهني.
هناك إشاعة تقول إنكم تصبرون على اللبناني والفلسطيني، ولكن لا تصبرون على السعودي كثيراً؟
- على العكس، لا أعتقد ذلك، فنحن سعوديون ويهمنا السعودي أكثر من أي شيء، ويسرني أكثر كلما رأيت السعوديين زادوا عندي، ولكن أنا في النهاية أبحث عن الكفاءات التي تكفل لي النجاح والتفوق، فالمنافسة لا ترحم... والشعارات وحدها لا تجعلك تنتصر
كم نسبة السعوديين عندكم؟
- للأسف نسبة قليلة جداً، أقل من 8 في المئة ليس لديّ الأرقام بالضبط، ولكن في هذه الحدود، وأنا أقولها بكل أسف!
ولكي نتجاوز هذه النسبة نحن نبني الآن نواة لمكتب كبير في السعودية، لندرب فيه كوادر سعودية إعلامية وفنية قادرة على تقديم منتج إعلامي، يليق بهذا الوطن ونولي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً. ومن المتوقع أن يرى هذا المركز النور في عام 2008، وسيكون مقره الرئيسي في الرياض.
نراعي المجتمع السعودي كثيراً
قناة ال mbc ترفع شعار أنها قناة العائلة العربية... هل هناك خصوصية للقناة تجاه العائلة السعودية؟
- المنظار لنا عربي موحد، ولكن نأخذ في اعتبارنا العائلة السعودية دائماً، فهناك أشياء تكون غير مناسبة عند بعض الفئات في المجتمع السعودي ولكنها مناسبة عند البعض الآخر، لذلك تجد هذه الأشياء بعض الانتقادات والملاحظات دائماً على برنامجنا، ويعتقدون بأن لا بد من أن تكون برامجنا خصوصاً فقط للمجتمع السعودي ولكن نحن في النهاية قناة عربية لكل العرب.
فلا بد من أن نأخذ في اعتبارنا كل هؤلاء مع أخذ المشاهد السعودي أو الخليجي أو العائلة السعودية في الاعتبار أو توجيه نظرة خاصة إليه، ودائماً رضا الناس غاية لا تدرك، ولكن نجتهد أن نحقق المعادلة الصعبة.
البعض يرى في معادلتكم تلك"شفرة سرية... هل لنا بكيمياء تفاعلاتكم التي تجعل منتجكم يحصد النجاح بسرعة؟
- ليس هناك"شفرة"أو كيمياء معينة، بل سر نجاحنا كله يكمن في أننا نحن من هذه البلد وهذا مجتمعنا، فعندي أنا عائلة مثلك، وأنا والمسؤولون ورئيس مجلس الإدارة كلنا أبناء هذا البلد، ونعرف المشاهد والمجتمع الذي يحيط به، ونعرف ما هو المطلوب وغير المطلوب، نسمع ونصغي للناس، نأخذ التوجيهات، لأننا أبناء هذه البيئة نعرفها ونسبر أغوارها ونملك المفاتيح التي تفتح لنا كل الأبواب، لندخل من خلالها، حتى من يعمل معنا من غير مجتمعنا وبيئتنا تجده يملك المعلومة والرؤية الواضحة للمجتمع فيتحرك من خلالها، لنخرج بأقل الخسائر والملاحظات.
هل تمنح قنواتكم جواز مرور للعائلة العربية أم أنك تقترح فرض رقابة معينة على بعض برامجكم؟
- كما قلت سابقاً يختلف الأمر من شخص لآخر. هل تعرف أن البعض يتهمنا بالتقليدية والتطرف، في حين يتهمنا البعض الآخر بالانحلال والخروج عن المألوف، وفي الوقت نفسه نظفر بشريحة ترى فينا توازناً ووسطية في كل شيء. وعادة نحرص على الوسطية في كل شيء، ونملك الشجاعة أن نعترف بأخطائنا ونعتذر لمشاهدينا منها، ومن يبث 24 ساعة لا بد له من خطأ.
البعض يعيب عليكم ضعف الحضور الثقافي وطغيان الحضور الفني بكثافة في مساحة برامجكم... ما تعليقكم؟
- المنتج الثقافي غير جذاب أصلاً، وللأسف لم نصل إلى صيغة نوصل المنتج الثقافي أو المثقف إلى العامة بشكل سهل، لأنك تعرف أن الذي يستمع إلى المثقف هم النخبة أو الفئة القليلة جداً، ونحن مشكلتنا أننا نحاول كسب أكبر شريحة من المشاهدين.
وأقولها - بكل أسف - إن الناس يحبون مشاهدة نانسي عجرم وهيفاء وهبي أكثر من أن يشاهدون مقابلة مع مثقف أو شاعر معين، أضف إلى ذلك أن لا أحد يحرص على الإعلان والرعاية للبرنامج الثقافي وهذا يجعل القناة تتكبد الخسائر في برامجها الثقافية. حتى المذيعون يخافون على أنفسهم من البرامج الثقافية، لأن بريقها ينطفئ بسرعة ويملهم الناس بسرعة، ولا أخفيك أن التواصل مع المثقفين صعب وبعضهم لا يملك"الكاريزما"التي تمنحه حضوراً يضيف له ولنا معاً.
ما سياستكم مع مذيعيكم؟ وهل تسعون لاستقطاب كفاءات في قنوات أخرى؟
- نحن لا نفاوض أحداً، وفي المقابل لا نجبر أحداً على الجلوس معنا، فأبوابنا مفتوحة للقادمين والمغادرين، ونحرص دائماً على أن نمنح مذيعنا الطلة الأجمل والحضور الأقوى على الشاشة، وكما تشاهد كل من يخرج من عندنا يخرج بسبب إغراءات مادية أكبر، والبعض منهم يندم على خروجه ويتمنى الرجوع إلينا، وعادة يقل بريق المذيع إعلامياً عندما يغادر شاشتنا، ويفقد ذلك الحضور الذي كان يتمتع به معنا، ونحن نحترمهم دائماً وأبوابنا مفتوحة لكل من خرج، شريطة ألاّ يكون أساء إلينا أو تهجم علينا بطريقة غير حضارية.
يجب أن نعترف بأننا في عصر الاحتراف، لذا لا بد أن نتوقع كل شيء لنتجنب الوقوع في المفاجآت ونحن في سياستنا نحب أن نصنع الإعلامي على أن نجده جاهزاً غير قابل للتكيف مع فكر القناة وتوجهاتها.
"طاش ما طاش"
انضمام مسلسل"طاش ما طاش"إليكم... هل سيجرّ عليكم الويلات؟
- على العكس أجد إنها خطوة في مصلحتنا ومصلحة البرنامج والمشاهد، لأن انضمامه إلينا سيمنحه انطلاقة أقوى وحرية أكثر في العرض والطرح، وأنا أرى أن التلفزيون السعودي خسر كثيراً بالتنازل عن"طاش ما طاش".
ولكن... هل أنتم على استعداد لتحمل الضجيج المحلي حوله؟
- نعم، نحن قادرون على ذلك، ونحن أبناء هذا المجتمع، ونخاف عليه مثل ما يخافون هم عليه. أهم شيء أن يكون اختلافنا وحوارنا حوله حضارياً ووفق آليات تخدم مصالح الكل ولا تمس ثوابت معينة لا يمكن الاقتراب منها، ونحن حريصون على منح البرنامج كل الحرية في تقديم عمل يضيف لنا الكثير.
لكنكم منعتم عرض بعض الحلقات من"طاش"الأخير... هل هو قناعة منكم أم تلبية لقناعة جهات عليا؟
- بالتأكيد من الجهتين، فنحن نسمع لآراء الناس، ونستمع إلى أراء بعض الجهات التي نقدر لها حرصها علينا، ونحترم آراءهم ونقدر هذا الرأي، وصدقني أننا لو لم نقتنع بآرائها لما منعنا بث الحلقات.
ونحن في القناة لا نسمح بأي شيء يسيء إلى أي فئة، وخصوصاً علماء الدين أو رجال الهيئة الذين نعزهم ونقدرهم، ونعتقد أنهم يقومون بعمل رائع.
لكن... هل تتوقع أن يؤثر ذلك في حرية"طاش"؟
- بالعكس هذا يندرج في إطار الحرية المسؤولة التي يفرح بها كل أحد.. ولا تنسى أننا تلفزيون للعائلة.
مسلسلاتنا كلها ضجيج
لماذا مسلسلاتكم تثير دائماً ضجيجاً حولها؟
- الكثير من المنتجين والممثلين يفرحون بعرض مسلسلاتهم على شاشتنا حتى لو لم تكن العرض الأول لها، لأن شاشتنا تمنحهم جماهيرية أكثر.
مسلسلاتنا تختارها بعناية ودقة موضوعية، ونحرص كثيراً على تميزها، ودائماً ما نتلقى إشادات عليها باستثناء مسلسل أو مسلسلين.
ومسلسلات رمضان - عادة - هي التي تسحب البساط أكثر، وما أثير أخيراً حول مسلسلي"خالد بن الوليد"و"أولاد المأمون"يندرج تحت مظلة رضا الناس غاية لا تدرك، ونحن في القناة نحترم كل رأي ونناقشه بعناية ونستدرك أخطاءنا ونعترف بها مثل ما عملنا مع مسلسل"الحور العين"الذي عرض العام الماضي، فنحن نعترف بأن موضوعه كان جيداً، لكن لغته الفنية كانت أضعف ما في المسلسل، وفقد المسلسل حينها التكنيك الذي يكفل له الإبهار والإبداع المتوقع منه.
ونحن في مسلسلاتنا نتلقى إشادات أكثر منها انتقادات، لكن الانتقاد صوته دائماً أعلى، لذا يصل صوته بسرعة.
هل هناك خلاف بينكم وبين قناة LBC على خلفية برنامج"طاش ما طاش"؟
- أنا لا أرى شيئا.ً لا يوجد شيء سوى المنافسة العادية. بالعكس بيار الضاهر صاحبنا وصديقنا، وكان معنا قبل فترة، وتناولنا العشاء معاً. هذا على مستوى الإدارة العليا لا يوجد شيء، بل توجد فقط المنافسة وهي منافسة طبيعية.
وبالنسبة إلى حملة"طاش ما طاش"الأخيرة أظن أنهم دفعوا ثمنها، ونحن لم نخسر وهم الذين خسروا، بل جعلونا نربح أكثر، فشكراً لهم!
الوليد والراشد و... الشريان!
ما مدى تقبلك لانتقاد شخصك مما تجود به فضاءات الإنترنت؟
- في وجود الشيخ الوليد البراهيم والمبدع عبدالرحمن الراشد أظن أنهما استأثرا بكعكة الانتقاد، ولم يبقيا لي إلا الشيء اليسير فشكراً لهما على كل شيء.
النقد للتوجيه أفرح به وأبحث عنه، أما التجريح الشخصي لي فلا ألقي له بالاً ولا يشكل لي أي هاجس.
انضمام داود الشريان إلى قناة العربية... هل هو مقدمة لاستقالة عبدالرحمن الراشد منها؟
- انضمام داود إضافة لنا، وسيمنح القناة وَهَجاً أكثر لا محالة، فتجربته التحريرية والفضائية كفيلة بنجاحات قادمة لنا، وأحب أن أطمئن الكل، أعداء عبدالرحمن وأصدقاؤه على السواء، إنه باقٍ معنا، ولن يتركنا، فليفرح من يفرح وليغضب من يغضب!
خلال ال 15 سنة الماضية... ما أصعب مرحلة مررتم بها؟
- أظن أن أزمة عام 1998 هي أصعب شيء مررنا به، إذ فقدنا الثقة والحماسة في كل شيء، وكدنا أن نبيع القناة، ولكن استطعنا أن نستجمع قوانا وننطلق من جديد، والآن نحن على ثقة ألا مجال لأزمات جديدة، فالعمل يسير بصورة مثالية ورائعة وفق نظام يكفل له الاستمرارية والتطور والدراسات تعمل الآن لتحويل القناة إلى شركة مساهمة، واتفقنا مع شركة متخصصة في ذلك، تعيد تنظيم الشركة وتؤسسها للمرحلة الجديدة متى ما اتفق مجلس الإدارة على تحديد ساعة الصفر لذلك.
إلغاء مشروع"الكيبل"السعودي ألم يؤثر فيكم؟
- في السابق كنا مجرد مشغلين للمشروع ولم نتحمل أي عبء، وكانت مسؤولية وزارة الإعلام وحدها، وكان إلغاؤه قراراً سياسياً لا بد من أن تلتزم به.
لك موقف معلن تجاه برامج البث المباشر؟
- هذه البرامج نوعان، برامج ال24 ساعة، وأظن أن هذه لا تزال منبوذة من مجتمعنا، ولا تجد لها قبولاً حقيقياً حتى لو حققت نسبة مشاهدات عالية منه، وهناك برامج الاتصال على الهواء. وللأسف أن أكبر نسبة متصلين على القنوات الفضائية هم من السعوديين، وللأسف هناك فئات لا تحترم الفضاء وتخرج عن الاحترام وتسيء إلى المجتمع السعودي، وأنا أرى أن ضرر هذه البرامج أكثر من فائدتها، لأن الحرية المسؤولة لا تزال مفقودة لدى بعض فئات المجتمع.
كيف ترى العمل مع الوليد البراهيم؟
- ممتع ومتعب معا، لأنه يجعلك في تحدٍ دائماً. صحيح أنه يفوض الصلاحيات، لكنه يحاسب، وأنا أعرف الوليد منذ أكثر من 30 سنة، والحمد لله لا نزال معاً، وسنظل إن شاء الله، قد نختلف أحياناً لكن هذا لأجل أن ننجح أكثر، وقربنا من بعض منحنا أرضية حلوة للعمل جعلتنا نتخطى عقبات كثيرة في طريقنا، والوليد لو كان هدفه مادياً بحتاً لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، لأنه شخص يتميز بحبه للإبداع حتى لو أسهم ذلك من التقليل في الربحية للقناة، لأن الربحية تروح وتجيء، ولكن الإبداع لا بد من أن يستمر.
قناة"المجد" الأكثر قرباً من المجتمع السعودي والبيئة المحلية
يشيد الأستاذ علي الحديثي بالنفس الإسلامي في القناة، ويقول:"برامجنا الإسلامية مميزة، لأنها تنتقي المميزين وتتحدث بلغة عصرية راقية، تُظهر سمو الإسلام وسماحته وصلاحيته لكل أنظمة الحياة ومشاربها".
وينفي في المقابل النية في إطلاق قناة إسلامية متخصصة. ويؤكد أنه يعمل الآن على دراسات لإنشاء قناة للشباب.
وبالنسبة لمستوى القنوات الفضائية الإسلامية، يرى الحديثي أن"الوضع يختلف من قناة لأخرى".
ويعتقد بأن سبب نجاح قناة"المجد"، لأنها الأكثر قرباً من المجتمع السعودي والبيئة المحلية، ولها لغة خاصة تتميز بها وتنوع برامجها وشمولية طرحها، تجعل لها اليد الطولى في الفضاء الإسلامي، ولا أدل من ذلك تملكها لعدد من القنوات المتخصصة، وفي المقابل يشير إلى أنهم يتعرضون لضغوط من فئات معينة لا ترضى بمنهجهم وبرامجهم".
ويضيف:"أما بقية القنوات فأظن أنها لا تزال تبحث عن هُوية معينة لتنطلق من خلالها، لأن تعدد الهويات في القناة الواحدة يحرمها من الخروج بشخصية مميزة، ومشكلة بعض القنوات الإسلامية انحيازها إلى صف على حساب آخَر، وهذا يجعلها ضيقة الأفق".
وبمناسبة مرور 15 سنة لانطلاقة القناة... يلمس الحديثي تغيُّراً في بوصلة المجتمع السعودي تجاه الإعلام، ويؤكد أن القنوات سبب في تحريك المياه الراكدة في المجتمع".
ويقول:"مجتمعنا جزء من العالم، والعالم كله يتغير، لذا لا بد له من أن يتغير وإلا لفقد كل شيء. قد يكون تغيراً بطيئاً، لكنه ملموس ومشاهد، ولا تنسى أن الانفتاح الفضائي حرّك كل ساكن ومنح العالم شرفات أكثر، والمجتمعات نسيج تتجدد خيوطه وألوانه بتجدد آلياته وأفكاره والمجتمع المثالي هو الذي يعرف كيف يتفاعل مع المتغيرات حوله، من دون أن يفقده ثوابته ومسؤولياته تجاه أفراده.
والإعلام صناعة قد يرفضها المجتمع أو يتبنى منتجاتها، ولا أستبعد في القريب العاجل أن تتحول القنوات الفضائية المميزة إلى مؤسسات مجتمع مدني تمارِس دورها على الأرض كما مارسته من قبل في الفضاء".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.