يقترب كوكبا الزهرة والمشترى مساء اليوم وغداً من الأرض، ليشاهدا بصورة واضحة، من دون الاستعانة بأدوات الرصد والتلسكوب. بيد أن عشاق الأجرام السماوية لن يروا بوضوح الأقمار التي تدور في فلكي الكوكبين. ويمكن مشاهدة الكوكبين من أي مكان خلال الليل، بخلاف الحال أثناء هطول شهب"البروشاويات"قبل نحو شهر، وكانت رؤيتها في وضوح تحتاج إلى التواجد في الأماكن النائية الصافية. ويتميز الزهرة والمشترى بأنهما جرمان شديدا اللمعان، يتألقان بعد غروب الشمس، في اتجاه المغرب، ولا يحتاج الراغب في التعرف إليهما سوى رفع البصر قليلاً إلى السماء، ليرى منظراً طالما كان مألوفاً لدى النظار، الذي كان يعتقد أنها نجوم، بينما هي كواكب. ومشاهدة الكواكب أسهل من مشاهدة النجوم، لأن الأولى تتحرك بين النجوم، بخلاف الأخيرة التي تميل إلى الثبات، ولا تمكن ملاحظة حركتها، لبعدها الشاسع، مقارنة بالكواكب القريبة. ولا تفصل بين"الزهرة"و"المشترى"سوى مسافة تعادل قطر القمر مرتين. ويقول عضو جمعية الفلك الأردنية والمحاضر في كلية العلوم في أبها الفلكي هاني الضليع:"إن رؤية الكوكبين في هذا الوضوح حدثت آخر مرة قبل سبع سنوات". ويعتبر الزهرة الجرم الألمع بين الكواكب، وهو الأقرب إلى جهة الغرب، وعادة ما يرافق الهلال، إما مساءً بعد غروب الشمس، أو صباحاً قبل طلوعها. ولا يرى منتصف الليل، لأن مداره داخل مدار الأرض، والأمر ينطبق على"عطارد"، لذا فهما الكوكبان الوحيدان اللذان يتميزان بظاهرة العبور من أمام قرص الشمس، فيشاهدان كبقعتين سوداويتين على قرصها الأصفر، كما حدث للزهرة قبل عام وعطارد قبل عامين. والزهرة ثالث ألمع أجرام السماء على الإطلاق بعد الشمس والقمر، ويلقي للأشياء ظلالاً في الليالي التي يغيب فيها القمر. فيما يرى المشترى لامعاً، فهو عملاق المجموعة الشمسية، ويقول الضليع:"لو أتيح لنا أن نقف على سطحه، وننظر إلى الأرض لما رأيناه يلمع أكثر من أي نجم خافت في السماء، وربما اختفى كذلك مع توهج أضواء المدن. بخلاف الزهرة الذي يكبر الأرض حجماً بنحو 1318 مرة". وللمشترى من الأقمار المكتشفة حتى الآن 63 قمراً، ويتصدر قائمة المجموعة الشمسية في عدد الأقمار، يليه زحل، بنحو 34 قمراً".